من المعلوم لكل مثقف عراقي السمة الثقافية والتاريخية التي يحملها شارع المتنبي في بغداد بإرث حضاري وثقافي وفلكلوري الذي مايزال مورداً ومعيناً خصباً يرتشف منه كل رواد الثقافة والأصالة في عراقنا الجديد . وبعد أن ارتفعت دعائم الوجه الجديد للشارع العريق بعد سبات امتد لسنين ،
كان مشوهاً بأركام ورماد ما أصابه من ذلك التفجير البربري التكفيري ليعود بحلته الجديدة عرساً ثقافياً وحضارياً يعودهُ الآلاف من مريديه ومحبيه .وقد كان لنا مع هذا الشارع خلجات ومواقف سعينا إلى استرجاعها من خلال جولة صباحية في يوم جمعة مباركة حيث يعج السوق برواده من مختلف طبقات وشرائح المجتمع والكل يجد ضالته فيه ، وقد راعنا ونحن نسير فيه أن وجدنا بعض الملصقات الورقية على أعمدة أبنية الشارع العريق تطالب بوقف اعتداءات وتجاوزات بعض المحسوبين على قوة حماية شارع المتنبي من منتسبي جيشنا الباسل وقد اصطبغت وجوه الباعة القريبين من تلك الملصقات بالوجوم والحزن وشاركهم في ذلك بعض رواد السوق..
وبينما نحن في حيرتنا حصل لغط وشد بين بعض الباعة وهم ينظرون إلى مجيء بعض رجال الجيش وهم يتجاوزون الكتب ويمزقون تلك الملصقات أمام أعين الرواد والمثقفين ، فخاطبنا بعض أولئك الجنود عن أسباب هذا العمل وان ما يقومون به من أعمال لرفع هذه الملصقات يعد مخالفة دستورية لأنها تخالف النص الدستوري في كفالته لحرية الرأي والتعبير السلمي عن أي قضية استنكارية لأي مواطن في بيان رأيه فأجابنا أولئك الجنود بكلمات لاتليق ........
ثم سعت تلك القوة لاعتقال المواطن ( ا .ح) والسير به إلى آمر قوة الحماية واستجوابه من دون مذكرة اعتقال صادرة من القضاء . وقد رافقنا المواطن مع عدد من أفراد المفرزة إلى آمر المفرزة الملازم ( ح ) وعلمنا أن المواطن المذكور قد تعرض في اليوم السابق للاهانة وركل كتبه المعروضة والتي من ضمنها كان المصحف الشريف مما تسبب بإشكالات وتدافع بين أصحاب المكتبات وقوات الجيش من قبل مفرزة الحماية الخاصة بشارع المتنبي بسبب تقدم معروضاته من الكتب في الشارع العام وقد حدث كل ذلك أمام أعين زملائه أصحاب المكتبات ..
سؤالنا إلى السيد قائد القوات المسلحة إلى متى هذه التجاوزات على الحقوق والحريات من قبل أجهزة حماية الحقوق والحريات والى متى يبقى أمثال هؤلاء المتجاوزين بلا عقاب أو عتاب ؟. أم هي رجعة إلى الوراء وحبساً للأصوات .
https://telegram.me/buratha