وقال قيادي في التيار يرافق الزعيم الشيعي، لـصحيفة الشرق الأوسط الممولة من ال سعود الذي فضل عدم البوح باسمه، «إن المؤتمر، الذي وجهت من خلاله دعوة رسمية لمديري المكاتب التابعة للشهيد الصدر وللجنة العشائرية التي تدير عمل المكاتب في العراق للتوجه إلى تركيا، يأتي لبناء مستقبل التيار وفق التغييرات السياسية الحاصلة في العراق ومن أجل رص الصفوف وإبعاد الأسماء والتشكيلات التي تحدثت باسم التيار وهي لا تمت بصله له».
وأشار القيادي، الذي التقى مقتدى الصدر قبل فترة في مدينة قم الإيرانية، إلى أن «المؤتمر سيناقش مع القيادات، وعددهم لا يتجاوز العشرات، العمليات التي قامت بها بعض المنظمات، وهي محسوبة على التيار مع أنها ليست لها علاقة به»، مؤكدا «أن الحضور في المؤتمر هم من يمثلون التيار بشكل فعلي، وأن النقاش يستمر الآن في التغيرات السياسية، وإثر تلك التغيرات الواجب أن تكون في التيار الصدري».
وكان زعيم التيار الصدري قد شكا في مرات عدة من عناصر تنسب نفسها إلى التيار الصدري وميليشيا جيش المهدي الموالية لها، وحمل تلك العناصر مسؤولية أعمال عنف نسبت إلى «جيش المهدي».
وحول السبب وراء اختيار تركيا كمكان لعقد المؤتمر وأسباب استقبال الرئيس التركي للصدر، قال القيادي «تركيا تعتبر دولة مجاورة حيادية، وإن هناك تفاهمات سياسية وإعلامية مع قيادات التيار من قبل السياسيين الأتراك وكانت قيادات في وقت سابق قد التقت عبد الله غل (الرئيس التركي) قبل هذا المؤتمر وقد كان متعاطفا مع نهج التيار»، مؤكدا «أن سورية تأتي بالدرجة الثانية بعد تركيا بالنسبة لحياديتها لقضية التيار الصدري وكل قضايا العراق».
وفيما إذا كانت إيران، التي يقيم بها الصدر، قد رفضت إقامة المؤتمر لديها، قال القيادي «إن الظرف الذي يعيشه التيار الصدري يحتم عليه النظر ايدولوجيا وسياسيا إلى إيران، وإقامة المؤتمر في تركيا كسر لكل الإعلام المعادي الذي قال ولأكثر من مرة، إن السيد مقتدى محجوز في إيران وتحت الإقامة الجبرية، وإن إقامة المؤتمر في تركيا أيضا يؤكد على كلام السيد مقتدى في أن النهج الديني الذي يتعلمه في إيران لا علاقة له بالسياسة أبدا».
وكانت مصادر برلمانية من التيار الصدري قد أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤتمر سيخرج بعدة توصيات في وقت لاحق أمس في بيان. وقال القيادي البارز «التقيت بالسيد مقتدى في إيران وكان يخرج للدرس صباحا ويعود ليعطي دروسا للطلبة في الحوزة العلمية مساء ولا حجز عليه من أي جهة كانت فهو هناك للدرس فقط».
ويقيم الصدر حاليا في مدينة قم الإيرانية بغية إكمال دراسته الدينية لنيل درجة مرجع، وهي أعلى درجة دينية في الفقه الشيعي تؤهله للإفتاء. ويروم الصدر الحصول على تلك الدرجة العام المقبل، في خطوة فسرها البعض بأنها تأتي لمنافسة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني. وكانت مصادر شيعية مطلعة قد رجحت أن قضاء الصدر وقته في إيران يأتي لإعداده لكي يكون شخصية مماثلة لزعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ليأخذ دورا مشابها له في العراق مستقبلا.
وتعتبر زيارة الصدر لتركيا التي بدأها أول من أمس، أول ظهور علني له منذ مغادرته العراق إلى إيران منذ عام 2007. وحول الدروس التي يتلقاها الصدر في مدينة قم وهل ستؤهله ليكون مرجعا دينيا، قال القيادي البارز «إن السيد مقتدى الآن حاصل على درجة حجة الإسلام والمسلمين وهو يدرس لينال درجة آية الله العظمى وسيكون بعد إعلانها من قم مرجعا دينيا وهي الدرجة الأخيرة من العلم في الحوزة العلمية، وأولها المحتاط ثم حجة الإسلام والمسلمين ثم آية الله العظمى» مؤكدا «أن حصوله (الصدر) على هذه الدرجة ستؤهله ليكون مقلدا من قبل أتباعه ومن يريد تقليده».
وحول الأسباب التي دعته للدراسة في قم وليس في النجف، قال القيادي «إن إعلان شهادة اجتهاده كآية الله العظمى في قم ستكون علنية، أما في النجف فلن يكون ذلك لوجود بعض المراجع من العرب والأجانب وسوف يكون صعبا»، وأضاف مؤكدا «أن إعلان الصدر كونه مرجعا دينيا سيكون له شأن آخر في قم، كما أنه سيعلن وسيكون مرجعا معترفا به في إيران والعراق ولبنان وكل الحوزات الأخرى».
ومن المعروف في الفقه الشيعي، فإن درجة آية الله العظمى لا يمكن لأي طالب أن ينالها إلا بعد دراسة متواصلة لأعوام عدة قد تصل إلى 40 سنة ويقدم خلالها بحثا خارجيا مهما.
وحول إمكانية عودة الصدر إلى العراق بعد استكمال دراسته وهل هناك محذورات أمنية من تلك العودة، قال القيادي «أتوقع عودته بعد ثلاثة أشهر بعد إعلان حصوله على الشهادة العلمية (آية الله العظمى)، وإن المحذورات قد زالت بتحويل جيش المهدي إلى مؤسسة ثقافية واجتماعية، وإن الاتهامات في مقتل الخوئي غير واردة، لأن الأخير كان قرب أحد مكاتب الشهيد الصدر المغلقة عندما اغتيل».
وكانت اتهامات قد وجهت إلى زعيم التيار الصدري باغتيال نجل المرجع الشيعي الأعلى مجيد الخوئي بعد أيام قلائل من دخول القوات الأميركية إلى العراق في 2003. وكان لدى الجانب الأميركي نية اعتقال الصدر على خلفية تلك التهمة وتهم أخرى تتعلق بأعمال عنف طائفي نسبت إلى ميليشيا جيش المهدي، غير أن عملية الاعتقال لم تنفذ.
من جانبه، قال سلام سعيد، المتحدث الإعلامي للقوات المتعددة الجنسيات، حول ما إذا كانت هناك محظورات تحول من دون عودة الصدر إلى العراق أو إن كان مطلوبا للقوات الأميركية «إن الطريقة الوحيدة لدفع العراق إلى الأمام هي المشاركة السلمية في العملية السياسية»،
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، «أن العنف ليس وسيلة صالحة لتحقيق التقدم، ونحن ندعم الحكومة العراقية في عملية المصالحة، وأن المصالحة الحقيقية هي حل طويل المدى لعراق موحد»، وقال مؤكدا «إن الجهود التي بذلت في الماضي لتحقيق المصالحة، مثل أبناء العراق (قوات الصحوة التي حاربت «القاعدة»)، حققت مكاسب أمنية كبيرة إلى العراق».
https://telegram.me/buratha