اطلق الحزب الاسلامي، جملة من الاتهامات غير المسبوقة في العمل السياسي بالعراق، طالت قياديا بارزا في حزب الدعوة الاسلامية هو الاستاذ علي الاديب، دون احترام ادنى درجات اللياقة في لغة التخاطب المتعارف عليها في الادبيات الحزبية والسياسية، وبشكل يثير الريبة حول توقيته وما يمثله من محاولة استدراج لاثارة تصعيدات سياسية في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدا امنيا خطيرا .
ويبدو ان من اتخذ قرار الادلاء بهذا التصريح لايميز بين الانتماء الحزبي للسيد نائب رئيس الجمهورية وبين موقعه في الحكومة فاصدر بيانا باسم الحزب في قضية تتعلق باداء شخص في موقع مسؤولية متقدمة في الجهاز الحكومي .
ومع ذلك فأننا كنا نتوقع الابتعاد عن الردود المتشنجة ، وتقبل النقد من قبل أحد اقطاب السلطة التشريعية يعرف الحزب الاسلامي قبل غيره مقدار تأثيره الايجابي على الحركة التشريعية في البلاد، يتقبله على انه نقد لنائب رئيس الجمهورية الاستاذ طارق الهاشمي وليس اتهاما ولذا لانجد مبررا لاعتباره اساءة ، فهناك فرق بين النقد والاساءة وخصوصا ان موقف الضغط الذي تبناه نائب رئيس الجمهورية من اجل اطلاق سراح المعتقلين معلن من خلال تصريحاته في وسائل الاعلام اثناء زياراته للمعتقلات ،
اما المطلق سراحهم المعنيين في تصريح الاستاذ علي الاديب فهم الذين اطلق سراحهم دون تحويل ملفاتهم الى الجهات المختصة لدراستها ومن ثم اتخاذ قرار بشانهم وفقا لنص الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية ، ولايمكن باي حال القبول باطلاق سراح الارهابيين تحت عنوان الابرياء الذين نؤكد على اطلاق سراحهم فيما لو ثبت ذلك ، ونذكر هنا بموقف الكتلة البرلمانية التي لم تصوت على رفع الحصانة عن نائب متهم بالارهاب وتفجير مجلس النواب ، فاين هي (ابسط قواعد العدالة) كما يقول تصريح المكتب الاعلامي ، وكيف تتحقق اذا لم تجد سبيلا لتاخذ مجراها .
ونرى ، ان هذا النقد هو في النهاية، نقد يهدف الى التنبيه على مخاطر بعض السياسات الخاطئة التي اتبعت ، ويعرف الجميع ما نتج عنها من سعي لتقويض استقرار بدأ يترسخ في المجتمع العراقي، والا ماذا تغير، فالاجهزة الامنية العراقية هي نفسها فلماذا هذا التزامن بين الحدثين ؟ وقد دللت الشواهد الميدانية على ان بعض منفذي التفجيرات الاخيرة ممن اطلق سراحهم مؤخراً وهناك الكثير من التصريحات لسياسيين وعسكريين تؤكد ذلك . اخيرا ندعو الى التعامل مع المتغيرات التي يشهدها العراق بواقعية تتيح إكتساب وتثبيت احترام الشركاء السياسيين، خصوصا بعد أن اكدت الانتخابات المحلية الاخيرة، التوجهات الوطنية لحزب الدعوة الاسلامية وتبين حجم تأثيرها على الواقع العراقي ، سعياً لتأسيس دولة القانون والمؤسسات التي يتفيأ الجميع بظلالها.
المكتب الاعلامي لحزب الدعوة الاسلامية5 جمادي الأولى 1430 هـنيسان 2009 م 30
https://telegram.me/buratha