شهد الشهر الجاري تأسيس مجموعة تطلق على نفسها"الحركة الشعبية لاجتثاث البعث". وقال سعد البغدادي المنسق العام للحركة الشعبية ان توقيت اعلان المنظمة "جاء كرد فعل لدعوة المصالحة مع البعثيين التي اطلقها الاخ المالكي وانطلقنا من توجهات شعبية رافضة لعودة البعثيين لاجهزة الامن والجيش".
يذكر ان المالكي كان قد صرح الشهر الماضي" يجب ان نتصالح مع اولئك الذين ارتكبوا اخطاء ممن اضطروا في تلك الفترة الصعبة الى التزام جانب النظام السابق واليوم هم مجددا ابناء العراق". وبعد نحو شهر من ذلك التصريح قال الاسبوع الماضي ان حزب البعث يملؤه الحقد"من منبت شعره الى اخمص قدميه".
واعتبر البغدادي، في حديث مع "الصباح الجديد"، ان الحركة جاءت ايضا نتيجة "الواقع الذي افرزته انتخابات مجالس المحافظات حيث تمخضت عن صعود الكثير من البعثيين". واضاف: كذلك نحن مقبلون على استحقاق انتخابي قادم وبعد فوز بعض قوائم ضمت بعثيين في الانتخابات الاخيرة والدعوات البرلمانية لاصلاحات دستورية تدعو لعودة البعث.. هذا كله ولد ضغطا جماهيريا لتشكيل الحركة لمنع عودة البعثيين.
وقال البغدادي ان البعثيين لم يعترفوا بجرائمهم كما فعل اقطاب نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لتتم المصالحة معهم، لذلك فان مفهوم المصالحة معهم مفهوم مغلوط. واشار البغدادي الى ان الحكومة ربما تتعرض الى ضغوط اقليمية ودولية باتجاه المصالحة معهم لذلك نحن بدورنا نضغط بالاتجاه الاخر. واضاف ان الحركة بصدد عقد مؤتمر اخر في ذي قار والنجف وبناء على رغبة اهالي تلك المحافظات.وزاد ان احد مطالب الحركة الشعبية هو تفعيل"قانون المساءلة والعدالة" الذي لم يطبق وهو الذي استحدث بديلاً لاجتثاث البعث.
وعن هوية المنظمة، التي اعلن تاسيسها في الثامن من الشهر الجاري في مؤتمر عقد في فندق شيراتون وسط بغداد، قال البغدادي ان الحركات الشعبية عموماً تنأى بنفسها ان تكون حاضنة لحزب او تنتمي لحزب واضاف انه اذا ما تم تفعيل قانون المساءلة والعدالة وحظرت عودة البعثيين للحكم فعندها ستنتهي الحركة الشعبية . ونفى ان يكون للحركة تمويل من اي طرف وقال ان المؤتمر الاول تم عقده بتمويل ذاتي من قبل افراد الحركة.
واشار الى مقالة عن الحركة نشرت في جريدة ايلاف الالكترونية "مرر كلام فيها عن ان المجلس الاسلامي الاعلى وراءنا.. انا لا انفي ذلك فقط وانما اقول المجلس الاعلى يعتبر نفسه جزءا من الحكومة وحكومة المالكي هي حكومة الائتلاف الشيعي لذلك المجلس ينأى بنفسه عن تشكيل اي حركة تعمل ضد الحكومة.. لاعلاقة تربطنا بالمجلس بالعكس نعتبر الدعوة اقرب لنا بالتوجهات الفكرية من المجلس" .
وقال البغدادي ان "بعض النواب كانوا مساندين لعملنا مثل شذى الموسوي وصفية السهيل ووائل عبد اللطيف ومثال الالوسي .. واحتفظ عن طريق البريد الالكتروني برسائل تأييد منهم.. المجلس الاعلى لم يدعمنا لا اعلامياً ولا مادياً ولا على اي مستوى ونرفض ان يجير عملنا لأحد وتشوه حركتنا".
وعما اذا كان عمله في قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى ينفي استقلالية الحركة قال البغدادي: نعم انا اعمل في قناة الفرات كاعلامي ولا علاقة لي بتوجهها وكل اعلامي ليس بالضرورة ان يؤمن بتوجهات الوسيلة الاعلامية التي يعمل لديها لا احد في غنى عن العمل لاعتبارات مادية وبالاضافة الى ان علاقات ودية تربطني بزملائي هناك".
وسألت " الصباح الجديد" رئيس كتلة المجلس الاعلى في البرلمان الشيخ جلال الدين الصغير عن مغزى توقيت اعلان هذه الحركة فقال:اعتقد ان اسم الحركة يعرب عن نفس اهدافها وكانت هناك حركة شديدة باتجاه اعادة البعثيين الى دوائر الدولة والتطبيع مع حزب البعث. واضاف انه" بشكل طبيعي الضحايا لا بد ان يحددوا موقفهم وباسم الضمير الشعبي تحرك الاخوة واسسوا هذا التجمع من اجل منع عودة البعث".
وردا عما اذا كان المفروض اعتبار المسألة قضائية او قانونية وليست سياسية قال الشيخ جلال ان قانون المساءلة والعدالة لم يفعل بعد والحركة لا تلغي القانون والتدابير السياسية. واضاف ان الشعب يعبر عن رأيه وعلى السياسيين ان ينسجموا مع هذه الاراء.
https://telegram.me/buratha