قدم قائد القوات الامريكية في محافظة واسط، إعتذارا رسميا عن استشهاد رجل وامرأة خلال عملية دهم لمنزلهما نفذتها قوة أمريكية من خارج المحافظة، فيما قال قائد القوات البرية الذي ارسله رئيس الوزراء للتحقيق بالحادث، ان العراق يعتبر الحادثة “خرقا للاتفاقية الامنية”.
وقال الجنرال ريتشار فرانسي في مؤتمر صحفي عقد مساء امس الاحد في مبنى المحافظة أن “الجيش الامريكي يعبر عن اعتذاره وأسفه للعوائل التي فقدت اثنين من افرادها، وأسفنا واعتذارنا للمعتقلين اللذين تم اطلاق سراحهم بعد ان تم اعتقالهم اثناء المداهمة”.
وكانت القوات الامريكية داهمت فجر يوم امس الاحد منزلا في حي 14 تموز وسط مدينة الكوت وقتلت رجل وزوجة اخيه واعتقلت اربعة اشقاء من افراد العائلة بينهم ضابط برتبة نقيب بالشرطة العراقية خلال مداهمة لمنزلهم دون معرفة الاسباب.
واوضح فرانسي ان “الجانب الامريكي ملتزم بتطبيق بنود الاتفاقية الامنية بالتنسيق مع قائد شرطة المحافظة وآمر اللواء 32 في الجيش العراقي، وان كل شيء يسير على قدم وساق ولم نخترقها بعد”.
وكان رئيس مجلس محافظة واسط اعتبر خلال مؤتمر عقده اليوم الاحد، ان الجيش الامريكي خرق بهذه العملية الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة، مطالبا الجانب الامريكي بتقديم مذكرة خطية بالاعتذار عن العملية وكشف ملابساتها.
واضاف فرانسي ان “الجيش الامريكي حزين جدا، والذي حدث نعتبره بالحدث المؤسف والمسؤولون عن الحادث ليسوا من افراد القوة التي اقودها في قاعدة الدلتا العسكرية”.
من جانبه، قال الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية في المؤتمر الصحفي “تم ارسالي من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي لتقصي الحقائق والوصول الى النتائج وتدقيق المعلومات ومعرفة سبب تنفيذ العملية من قبل الجانب الامريكي دون التنسيق مع الجانب العراقي”.
واوضح ان “الاتفاقية الامنية دخلت حيز التنفيذ وفق مرحلتين، الاولى ستكون عندها القطعات الامريكية خارج المدن والقصبات في 30 حزيران من العام 2009 الجاري والمرحلة الثانية هي جلاء القوات الامريكية من العراق في نهاية عام 2011″.
واضاف ان “الحادث الذي اودى بحياة رجل وامرأة نعتبره خرقا على القوات الامريكية في محافظة واسط، وسيتم تجاوز هذه الخروقات في المراحل القادمة، وستتحمل القوات الامريكية المسؤولية في حال حصول أي خرق امني اخر”. واشار غيدان الى ان “الاعتقالات التي ستقوم بها القوات الامريكية من اليوم وصاعدا، ستكون وفق مذكرات توقيف، اذا كانت من الجانبين العراقي او الامريكي، ولا يمكن الاحتفاظ بالمطلوب اكثر من 24 ساعة ليتم بعدها تسليمه للجانب العراقي”.
وقال احمد منعم البديري، زوج المجني عليها وشقيق المجني عليه في الحادث، وأحد المعتقلين الذين اطلق سراحهم عصر امس “اننا نحتفظ بحقنا الشخصي وبعد انتهاء مجلس العزاء، سنقيم دعوى قضائية بحق القوات الامريكية المسؤولة عن الحادث لدى المحاكم الدولية”.
وحضر المؤتمر محافظ واسط لطيف حمد الطرفة والفريق الركن حسين العوادي قائد الشرطة الوطنية والفريق الركن عثمان الغانمي قائد الفرقة الثامنة من الجيش العراقي واللواء الركن رائد شاكر جودت قائد شرطة واسط.
https://telegram.me/buratha