إبتدأ سماحة الشيخ جلال الدين الصغيرخطبته في صلاة الجمعة اليوم بالتفجيرات التي حصلت يوم أمس في الكرادة وديالى والتفجيرات اليوم في مدينة الكاظمية المقدسة إضافة الى حادثة إغتيال الصاغة في الطوبجي والأحداث الأخرى التي حصلت في الآونة الأخيرة قائلا (إنني لن أدين ما حصل لأن الأدانة والأستنكار أصبحت مثل العلكة في أفواه السياسيين والمسؤولين ) , حيث أشار الى نقاط عديدة منها أن الهدف من وراء هذه الأحداث هي العودة الى نقطة الصفر في الملف الأمني محملا جهات داخلية ودولية وأقليمية تقف وراء ذلك وبالتالي فإن جميع شرائح الشعب العراقي مستهدفة بدون إستثناء مما يتطلب من الجميع أن يكون على يقظة كبيرة وإبداء مزيد من التلاحم ورص الصفوف . كما أشار الى ان حالة الأسترخاء التي حصلت لدى الناس والأجهزة الأمنية كانت من أسباب التدهور الحاصل مستنكرا حالة التخلي عن المسؤولية التي يتحملها كل مواطن في الحفاظ على أمنه وأمن وطنه .
وحمل في الوقت نفسه المواطنون المسؤولية الى جانب المسؤولين الأمنيين في حماية أنفسهم وذلك بعدم الأنتباه الى حالة الأستهداف المستمرة لهم ولأخوانهم إضافة الى عدم السعي الى إيجاد حلول لحالة الزحام الكبير في الكاظمية والتي تجعل منها هدفا سهلا للإرهاب .
كما أكد سماحته أن الأيادي التي صنعت تلك المتفجرات لا زالت موجودة في مدينة الكاظمية , كما تساءل قائلا ( إذا جاءت هذه المتفجرات من خارج المدينة فكيف دخلت إليها مع وجود هذا العدد الكبير من العناصر الأمنية وأجهزة الكشف عن المتفجرات , وإذا كانت موجودة داخل المدينة فلماذا لم يتم تفتيشها وأين الامعلومات الأستخبارية عنها ؟! .
وقال سماحته أن وتيرة الطائفية بدأت ترتفع من جديد إضافة الى التفجيرات وعمليات الأغتيال وعمليات السرقة والتسليب , معللا ذلك بسببين رئيسيين :
السبب الأول : هو الأحاديث "العجيبة" عن إعادة البعثيين وما ترتب عليها من عواقب إنعكست سلبا على الواقع الأمني .
السبب الثاني : هو عمليات إطلاق سراح المجرمين المعتقلين في السجون الأمريكية دون أي مراحعة لملفاتهم من قبل الأجهزة الأمنية ,وقد أكد أن السجون الأمريكية هي واحدة من أكبر المدارس التي تخرج الإرهابيين حيث أن كبار المجرمين يجلسون في تلك السجون وبراحة تامة يقومون بتدريب وغسل عقول المعتقلين الذين يوضعون في زنزاناتهم ليعلموهم على صنوف القتل والرهاب .
وقد ذكر الشيخ الصغير قصة لأحد أعضاء جبهة التوافق الذي قال له ( أن أخته ذهبت لزيارة إبنها في سجن بوكا والذي إعتقلته القوات الأمريكية في قضية عادية , وعندما عادت قالت له " لقد كنت أدعو من الله أن يفرج عن ولدي وأما الآن فأنني أدعو من الله أن لا يخرج من سجنه أبدا " وعندما سألها عن السبب قالت : لقد تغير ولدي الى درجة أنه يريد قتل والده إذا خرج من السجن لأن والده لا يطلق لحيته ولا يقصر ثيابه ويريد قتلك أنت لأنك مشارك في العملية السياسية .
كما وجه اللوم الى الأحزاب السياسية لأنها لم تستطع إيجاد نظام طبيعي ينسق العمل فيما بينها ويقرب وجهات النظر المختلفة مما خلق حالة من عدم التجانس السياسي بين مختلف الشركاء في عملية رسم الخحارطة السياسية للعراق .
وأستنكر الشيخ الصغير الى فتح نادي للشاذين في بغداد ورواده عناصر من الأجهزة الأمنية , حيث قال سماحته أن لدي فلم مصور داخل أروقة ذلك النادي يظهر فيه عدد من المسؤولين الأمنيين مع مسدساتهم ووجوههم واضحة وهم يجلسون في ذلك النادي .
ومن جانب آخر فقد أكد سماحته على أن هناك خير كثير وأننا عندما نستعرض تلك المشاكل فهذا لا يعني أننا وصلنا الى حالة اليأس بل بالعكس نحن صمدنا وسنصمد في وجه الأرهاب وسنبقى مع شعبنا في كل الضروف ولا بد لنا من التغلب على الصعوبات للوصول الى بناء العراق الجديد .
وقال الشيخ جلال الدين الصغير :إن قناة الحرة التي تحمل الثقافة الأمريكية قد حاولت في برنامج خاص أن تعلم أئمة الجمعة كيف يمارسون دورهم !!!؟ مشيرا الى أن الشخص المعني بهذا البرنامج هو الشيخ جلال الدين الصغير ومستنكرا في الوقت نفسه على المشاركين بهذا البرنامج إعطاءهم لأمريكيين دورا لا يمكن أن يقوموا فيه وهو التدخل في صلاة الجمعة وكيفية إقامتها والخطب التي تلقى فيها حيث أرادوا لأمام الجمعة أن لا يتحدث في مشكال البلد وأن يقتصر حديثه على الشؤون الدينية فقط .
وذكر حادثة إنقطاع الكهرباء التي إستمرت لثمان ساعات في نيويورك عام 1972 والتي أدت الى سرقات بقيمة ستتة ملايين دولار , حيُعزى ذلك الى غياب الرادع في نفس الأنسان والذي يخلقه الدين ولا تستطيع الأنظمة الديمقراطية ولا غيرها إيجاده لدى الأنسان .
وحذر في الوقت نفسه من الهجمة الأعلامية التي تشنها بعض القنوات الأعلامية مثل الجزيرة والحرة وسوا وغيرها من أجل خلق فجوة بين المجتمع والدين , لأن حالة الأنحلال إذاتفشت في المجتمع فإن جميع المخططات التي يريدها الصهاينة والأعداء ستكون سهلة التنفيذ . وأكد سماحته أننا سنستمر في صلاة الجمعة وفي خطابنا الصريح حتى لو بقي إنسان واحد فقط يأتي لأداء هذه الفريضة .
وفي قضية رئاسة البرلمان فقد قال سماحته : أننا كنا نبحث عن رئيس قوي يجعل من البرلمان قادرا على تنفيذ مهامه المسندة إليه وأشار الى أن الرئاسة السابقة كانت تثير السخرية في البرلمان وبالتالي تقليل هيبته أمام المجتمع , كما أضاف أن التعهدات التي قطعت في تقسيم الرئاسات الثلاث يجب الوفاء بها , وبما أن رئاسة البرلمان من حصة جبهة التوافق فلابد لنا من الوفاء بتعهداتنا .
وعلق سماحته على ردود الأفعال حول تلك القضية بقوله ( إذا صوتنا لأخواننا إتهمونا بالطائفية , وإذا صوتنا لآخرين إتهمنا بالتآمر , وإذا لم نصوت لذلك الطرف قالة أننا نهمش دور الآخرين ) !!! .
كما ذكر سماحته أن التصويت لصالح أياد السامرائي جاء على قاعدة أنه أفضل الموجودين ولو كان هناك أفضل منه لصوتنا له , كما قال بأن السامرائي كان من المعارضين للنظام السابق وكنا نعرفه ونحن في المعارضة قبل الأنتفاضة الشعبانية إضافة الى كونه رجل لا يحمل نفسا طائفيا من خلال معرفتنا به .
ودعا في ختام خطبته الى التلاحم بين جميع طوائف وقوميات الشعب العراقي ومستنكرا حالة الأعتماد على نظرية المؤامرة في كل قضية تطرح للتصويت . كما طالب وسائل الأعلام بالألتزام بالمهنية وعدم العمل على التأجيج والعمل بأساليب ملتوية ومريبة .
وأشار في الخاتمة الى بعض الخلافات في مجالس المحافظات وتخلي بعض الكتل السياسية عن التزاماتها ولكنه مع ذلك دعا الى عدم المقاطعة لتلك المجالس والعمل على تحقيق أفضل النتائج في خدمة المجتمع .
https://telegram.me/buratha