بعدما استبشر الموصليون من اتباع اهل البيت خيرا بسقوط صنم العفالقة ودخلوا العملية السياسية من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية بكل مااوتو من قوة , سرعان ماخابت أمالهم وبدأو يدفعون ثمن هذه المشاركة حينما قام الإرهابيون وبكل انتماءاتهم من ( تكفيريين وصداميين ) يلاحقونهم تحت كل حجر ومدر ويذبحونهم ويرمون بأجسادهم في الشوارع ويهجرونهم من أماكن سكناهم ويفجرون منازلهم ويتقاسمون ممتلكاتهم وكانت حصيلة هذه العمليات الإرهابية هجرة مايقارب أل 6000 عائلة من المدينة إلى الريف واستشهاد أكثر من 2000 شهيد من خيرت الشباب وعشرات المعاقين الذين لايملكون ثمن العلاج وآلاف الأرامل والأيتام الذين لايجدون مايسد حاجاتهم الماسة من الغذاء والدواء والمأوى ولا يكاد يمر يوم إلا وتجدهم يطرقون أبواب الناس ويتكففونهم ويستجدون منهم لقمة العيش الذليل ثمنا لتضحياتهم على مدى عقود من الزمان .
علما ان النسبة التي يشكلها الشيعة من سكان المحافظة بلغ مايقارب ألثلاثمائة وخمسون ألف نسمة , بحسب الاحصاءات الاخيرة التي اجريت في المحافظة , حيث يسكن معظمهم في المناطق الريفية في أقضية تلعفر _ سنجار _ الحمدانية _ تلكيف _ ونواحي بعشيقة _ برطلة والنمرود , وأما في مركز المحافظة فلا تتجاوز نسبتهم أل 5% من السكان لأسباب تتعلق منها بالثقافة العنصرية القومية لغالبية سكان المحافظة أضف إلى ذلك السياسة الطائفية للأنظمة التي حكمت البلاد والتي تجلت بأبشع صورها في زمن الطاغية المقبور الذي اعتبر مناطق الشيعة من المناطق الغير مواليه للعدالة والمحظورة امنيا ونعتهم بالخونة وعملاء إيران وترتب على ذلك أثار كثيرة منها القتل والاضطهاد والظلم بشتى أشكاله السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي فظلت مناطقهم محرومة من ابسط الخدمات وتفتقر إلى كل المقومات الأساسية مثل المؤسسات العلمية والصحية ودور العبادة فضلا عن حرية ممارسة الشعائر الدينية والأكثر من ذلك كان يعد تلك الأمور نشاطا سياسيا معاديا للحزب والثورة .
والفرق في المعانات بينهم وبين اخوانهم من شيعة الجنوب أن هذه المعانات استمرت مع أبناء الشيعة في الموصل بل أصبحت أكثر قساوه وعلى مدى سنين طوال .
أجرى مراسل المركز الاعلامي للبلاغ لقاء مع المواطن جابر حسن دخيل وه أب لثلاثة اولاد ذبح اثنين منهم على يد العصابات الارهابية وهجر مرتين من مناطق سكناه , أكد لنا وبمرارة بأن أحوال الشيعة أصبحت في محافظة نينوى بهذ الدرجة الكبيرة من الظلم والاضطهاد , وأن مبدأ ابادة النسل الشيعي أصبح شعارا واضحا يحمله الارهابيين على مرأى ومسمع من الحكومة التي أنتخبناها وأعطيناها ثقتنا وأستأمناها على دمائنا وأعراضنا وأموالنا , فليس لنا من يهتم بنا وحتى الحكومة لم نلمس منها أي موقف ولو حتى بتصريح أو شجب أو استنكار ولم نرى أي مسؤول يزور هذه المناطق المظلومة , نرى البعض منهم يأتي قبل الانتخابات بأيام وبعد الانتخابات لا نرى احد منهم حيث يرجع الناس هنا الى عناق معاناتهم وأحزانهم التي باتت جزءا من حياتهم اليومية.
احد المراكز الصحية في احدى المناطق المذكورة اعلاه أجرت مسحا ميدانيا وجغرافيا في المناطق التي يسكنها شيعة اهل البيت تبين حال الواقع الصحي في هذه المناطق المنسية , جاء ذلك خلال لقاء مراسل المركز الاعلامي للبلاغ مع مدير احد المراكز الصحية الدكتور علي اكبر أنور والذي اكد وجود اهمال متعمد وبشكل كبير في المناطق التي تقطنها الشيعة في هذه المحافظة .
حيث بين مدير المركز انه و بعد اجراء المسح الميداني والجغرافي لاحظنا ما يلي :
1- هناك عدد هائل من العوائل النازحة في هذه الرقعة الجغرافية ابتداء من أطراف مدينة الموصل وانتهاءا إلى حدود اربيل وحسب الإحصائيات لدائرة الهجرة والمهجرين يبلغ عدد النازحين في هذه الرقعة مايقارب أل (29) ألف نسمة من النازحين .
2- الخدمات الصحية التي تقدم في هذه المنطقة تقتصر على مركز صحي رئيسي في مركز الناحية وذو خدمات محدودة يصل عدد المراجعين يوميا فيه الى 350 مراجع حيث ان كمية العلاج لاتكفي لعشر هذا العدد , بالاضافة الى عدم توفر اية مختبرات أو أشعة أو مركز لرعاية الحوامل والاطفال , حيث اقتصر المركز على كادر طبي يفحص المريض ويعطي العلاج لاغير, علما ان مستشفى الحمدانية العام تبعد حوالي 15 كم عن هذه المنطقة والتي يصعب الوصل إليها أيام المطر الشديد لان أكثر القرى طرقها غير مبلطة , اضافة الى افتقارها الى الكوادر الطبية المتخصصة مما يضطرها الى احالة المريض الى مركز محافظة نينوى والذي يصعب الوصل إليه لخطورة الوضع الامني
3- هناك فحوصات مختبريه وأجهزة طبية غير موجودة في هذه المؤسسات الطبية وهي ضرورية جدا فعدم توفرها يجعل المريض يضطر إلى الذهاب لاربيل لإجراء الفحوصات والتي تكون مكلفة جدا او يضطر احيانا الى الذهاب الى مدينة الموصل وماتنطوي عليه هذه الرحلة من مخاطر قد تؤدي بحياة المريض .
وعن الاجهزة التي تفتقر اليها هذه المراكز في تلك المناطق , أوضح أكبر نور انها عدد من الاجهزة الطبية وتشمل :
أولا- جهاز المفراس وجهاز الرنين وهما مهمان جدا لتشخيص بعض الأمراض
ثانيا- فحوصات الهورمونات والدم وفحوصات المناعة وهناك قائمة طويلة لايسعنا ذكرها .
ثالثا- جهاز فحص الأعصاب والعضلات ( تخطيط الأعصاب والعضلات )
رابعا- جهاز فحص الرئة .
خامسا – اجهزة الاشعة العادية والتي تفتقر اليها هذه المراكز .
وأكد مدير المركز بان هناك الكثير من الأقسام المهمة جدا وهي غير موجودة في هذه المناطق , وناشدنا صحة نينوى أكثر من مرة وطالبناهم بحل هذه المشاكل ولم نتلقى منهم أي جواب والأسباب معروفه لدى الجميع فنحن بدورنا نناشد الحكومة ونناشد وزارة الصحة بالنظر إلى هذه المناطق المضطهدة صحيا منذ أيام النظام البائد والى يومنا هذا .
https://telegram.me/buratha