قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة اليوم أن إستمرار التردي في نوعية مفردات البطاقة التموينية والتلكؤ في التجهيز قد بررته وزارة التجارة بقلة التخصيصات المالية وما أجريت عليها من عملية ترشيق وهذا عذر غير مقبول لأن الميزانية الخصصة للبطاقة التموينية لم تمس وقد أقرت كاملة دون شمولها بعملية الترشيق التي جرت بعد التعديلات المقترحة على الموازنة العامة لعام 2009 قبل إقرارها.
وتساءل الشيخ جلال الدين الصغير ( هل ان مادة الرز التي تمنح للمواطنين في البطاقة التموينية هي من رز المشخاب أم أنها من بقايا نفايات تايلند وفيتنام ) ؟ وأضاف سماحته إنني قد نصحت وزير التجارة بتحويل البطاقة التموينية الى المحافظات حتى يتمكن الناس من محاسبة المقصرين كل حسب محافظته . كما أن وزارة التجارة تقدم لنا سلسلة طويلة من المواد التي يقال أنها من مفردات البطاقة التموينية ولا يحصل المواطنون على نصف تلك المواد .
وذكر سماحته أن أحد المسؤولين في وزارة البيئة في كردستان قد صرح بأن هناك مشكلة بيئية قد حصلت في الأقليم نتيجة القاء المواطنين لمادة الشاي التي زودتهم بها وزارة التجارة في النفايات مما أدى الى حصول بعض التفاعلات الكيمياوية مع تلك المادة المعرضة للرطوبة والشمس .
وفي الوقت نفسه دعا الشيخ الصغير المسؤولين في وزارتي التجارة والكهرباء الى عدم التصريح بتبريرات غير منطقية حول أداءهما الغير مقنع ونحن نعرف والناس يعرفون حجم المبالغ المالية التي خصصت لكلا الوزارتين .
وفي جانب آخر فقد ناشد الشيخ الصغير دولة رئيس الوزراء وبقية الوزراء الأعضاء في اللجنة الأقتصادية للتدخل وحماية المواطنين من عمليات السرقة والأبتزاز التي تقوم بها شركات الهاتف النقال وسوء الخدمة التي إمتازت بها هذه الشركات حيث أشار الى الطرق التي تتم من خلالها سرقة الناس ومنها قطع الأتصال بعد عدة ثواني وإحتسابها دقيقة كاملة ولعدة مرات في الأتصال الواحد إضافة الى عدم تمكن المتصل من سماع صوت المتصل به أو بالعكس مما يجبره على قطع الخط واعادة الأتصال وما الى ذلك من طرق تستنزف أموال الناس لحساب تلك الشركات مما يعني أن هناك الملايين من الدولارات تسرق يوميا من الشعب العراقي .
وأشار سماحته الى أن سماحته الى أن القاعدة جاءت الى العراق بأجندة خارجية ولكن حزب البعث هو الداعم الرئيسي لها في العراق وأن الحملة الأعلامية التي تستهدف عدد من السياسيين تنطلق من أبواق البعثيين لخلط الأوراق , كما أشار الى ما نشرته جريدة البينة الجديدة التي وصفها بأنها معروفة بأسلوبها الذي تتبعه لأستدرار الأموال من أن الشيخ الصغير قام بتجريف قبور العلماء المدفونين في براثا من أمثال الدكتور علي الوردي وطه باقر ومصطفى جواد وآخرين , واصفا ذلك بأنه أكاذيب مفضوحة وأنها ستستمر لأن من أساليب البعث المعروفة هي " أكذب حتى يصدقك الآخرون "
كما تطرق أيضا الى الأتهامات التي وجهت الى الدكتور صابر العيساوي أمين العاصمة واللواء الركن قاسم عطا الناطق الرسمي لخطة فرض القانون من قبل جهات بعثية معربا عن إستغرابه من صمت الحكومة على تلك الأتهامات قائلا :
إن هؤلاء من موظفي الدولة فإذا كانت تلك الأدعاءات صادقة فلماذا لا تحاسبهم الحكومة وإذا كانت كاذبة فلماذا لا تدافع عنهم وتحاسب كل من يطلق تلك الأفتراءات ؟! .
كما تطرق سماحته الى موضوع الخلاف بين حزب الله والحكومة المصرية مطالبا الأخوة في مصر الى الوعي والأنتباه الى الفخ الذي يراد لهم أن يقعوا فيه حيث أن الطائفيون يسعون دائما الى ذلك وأشار الى مرحلة سابقة قام فيها بعض المسؤولين المصريين بإطلاق تصريحات طائفية ولكن الحكومة تداركت الأمر وأشار الى أن الوضع في المنطقة لا يسمح بهكذا إشكالات وأن قضية خلية تابعة لحزب الله أو تدعي ذلك مسألة يجب بحثها بعيدا عن الأعلام لأن هناك أطرافا تحاول إستغلال القضية وتهويلها بشكل لا يخدم أي طرف من الأطراف .
كما ذكر أن هناك محاولات سابقة قام بها " القرضاوي" لأثارة ضجة في مصر ولكن شيخ الأزهر قد تكلم بكلام حكيم وعقلاني إضافة الى عدد ومن علماء مصر مما أدى الى القضاء على تلك المحاولات وتمنى أن تتصرف الحكومة المصرية بنفس الحكمة التي تصرف بها علماؤها وقال ان منطق الحكمة لدى حزب الله والحكومة المصرية يجب ن يكون هو الحكم وأن تبحث القضية بينهما بعيدا عن السجالات الإعلامية منبها الى الفتنة الطائفية التي أرادت جهات معروفة للعراق أن يغرق فيها .
وقد إستذكر سماحة الشيخ الصغير في بداية خطبته مواقف الشهداء الأبطال في مسجد براثا الذين واصلوا عملهم وجهادهم رغم كل المخاطر المحدقة بهم غير آبهين بما كانت تلوح به العصابات التكفيرية من أساليب إجرامية وما إقترفتهم أياديهم الآثمة , حيث صممت تلك الكوكبة من شهداء براثا على المضي قدما بل وحتى التسابق لنيل الشهادة . فقد ذكر سماحته أن في إحدى التفجيرات أرادوا السيطرة على أحد الإنتحاريين الذي عرف القائمون على حماية المسجد بوجوده في الحرم بين المصلين فتقدم إليه الشهيد أبو سجاد ليحتضنه ويجعل من جسده درعا للمصلين وهذا ما جعل تلك العملية لا توقع من الشهداء الا شهيدا واحدا إضافة الى الشهيد السعيد ابو سجاد وقد كان ثلاثة غيره قد تبرعوا ليكونوا دروعا في ذلك اليوم المشهود كما وأثنى على أخوتهم من المصلين الذين لم ينقطعوا عن الصلاة في مسجد براثا رغم كل التهديدات وما رأوه من دماء اخوانهم الطاهرة التي سالت فيه .
ومن جهة أخرى فقد أشار سماحته الى الصراحة المطلقة التي إعتمدها في ممارسته للعمل السياسي دون محاباة لأحد رغم أن هذا الأمر لا يعد من الأساليب المعتمدة في الحياة السياسية العامة , كما عزى الأستهداف الكبير لمسجد براثا وله شخصيا كان بسبب تلك المواقف التي لم تخضع للمساومات على حساب المبدأ الثابت والعقيدة الراسخة حيث تعرض الى ثلاثة عشر محاولة إغتيال وستة أحزمة ناسفة إستهدف رواد هذا المكان المقدس .
https://telegram.me/buratha