جاء ذلك خلال استقبال سماحته لوفد مدينتي البصرة والزبير بمكتبه في النجف الأشرف يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1430هـ .
وشدد سماحته على أهمية التمسك بإحياء المناسبات الدينية والشعائر الحسينية لما تنطوي عليه من الفوائد والبركات من التذكير الدائم بالله تعالى وأوليائه الطاهرين (ع)، وشد المؤمنين بعضهم البعض وتوحيد كلمتهم وربط توجيهاتهم نحو الهدف المشترك، منبهاً سماحته إلى أن الأمم الأخرى تفتقر إلى ما نملك من المواسم التي تحمل المعاني الإنسانية والحضارية والقيم وروح التعاون والتآزر والتي تركت أثرها الإيجابي الطيب داخل المجتمع المؤمن البعيد عن أغلب الظواهر السيئة والأمراض الاجتماعية، وتسائل سماحته عن مدى الفرق الشاسع بين مواسمنا الدينية التي تتضمن الارتباط بالله تعالى وتعمل على إنماء روح التعاون والتكاتف بين المؤمنين، وبين مواسم الآخرين كمصارعة الثيران ورمي الناس بعضهم البعض بالطماطم والتي تفتقر لأبسط المفاهيم والقيم الإنسانية، مؤكداً سماحته على ضرورة معرفة حجم ما يملكه المؤمنون من مبادئ وقيم وأصول متينة جعلتهم يتربعون في أعلى مراتب الإنسانية، بعد أن أصبحوا موضع إعجاب العالم واحترامه نتيجة واقعهم المعتدل المتسامح الذي ورثوه عن أئمة أهل البيت (ع) وما يملكونه من الإصرار والثبات على مبادئ قضاياهم الشريفة .
وأختتم سماحته حديثه بالتأكيد على سرِّ خلود قضية أهل البيت (ع) يكمن في بقاء مسيرتها وفقاً للموازين والضوابط التي رسمتها الرسالة الإسلامية السمحاء والابتعاد عن المصالح والسياسات الضيقة، مشيراً في هذا الصدد إلى الحركة الوهابية التي وصفت من قبل العثمانيين بأنها حركة الخوارج في بداية تأسيسها، ليتبدل الوصف إلى الإصلاح بعد تلاقي مصالح المفسدين، ولينتهي بها الأمر بأنها حركة مولدة للإرهاب والتكفير وهذا نتيجة لعدم امتلاكها للأصول والمبادئ التي أرستها سيرة الإسلام السمحاء التي عصمت دم المسلم وماله وعرضه بعد دخوله حضيرة الإسلام، مبتهلاً سماحته إلى العلي القدير أن يثبت المؤمنين على ما هم عليه وأن يصلح بهم وأن يوفقهم لكل ما يرضي الله تعالى .
https://telegram.me/buratha