نتيجة للاستقرار الأمني الذي تنعم به المدينة السياحية في سد الموصل أخذت العوائل العراقية تقضي ربيعها هذا العام في مساحاتها الخضراء الواسعة حيث تلجأ إليها خلال العطل الأسبوعية أو الرسمية بعد أن كان البعض يوصفون روادها سابقاً بأنهم مغامرون..
حيث تعتبر منطقة سد الموصل من أبرز المعالم السياحية في شمال البلاد، إلا أنها تعاني من استهلاك في تجهيزاتها وحجز دورها السياحية بشكل دائم، ورغم ذلك بدأ السياح المحليون من الموصل وتلعفر وسنجار والمناطق الأخرى شباباً وعوائل بالتوافد على المدينة لعلهم يجدون نسمة هواءٍ باردة بعد غياب طويل فكانت الفرحة ثم الشكوى..
أحد السياح قال: اعتاد أهالي الموصل على تنظيم مهرجان كبير للربيع في نيسان من كل عام، يسيرون فيه المواكب المزدانة بالزهور لتطوف بالشوارع والأحياء، كما حرصوا على الاحتفاظ بطقوس التنزه العائلي أيام الجمع والعطل ولم يكن يبقى في الغابات أو الشلالات أو مدينة الألعاب أو محيط الدير مار متي وسفوح جبل مقلوب موطئاً لقدم من شدة الزحام لدرجة أن الناس كانوا يفترشون الأرصفة وجوانب الطرق الخارجية، إلا أن اضطراب الأوضاع الأمنية في عدد من تلك المناطق بدأ الناس يتوافدون على سد الموصل حيث تنعم بالأمان والاستقرار أكثر من غيرها.
بينما قال آخر: أن قطاع السياحة في نينوى بشكل عام يعاني الإهمال ونرجو من القائمين والمسؤولين عن هذا القطاع الاهتمام الجدي به والنهوض بواقعه المؤلم.
يذكر أن المدينة السياحية في سد الموصل ـ والتي تعد معلماً ومقصداً تتنفس من خلاله المدينة وسكانها ـ تأسست عام 1989 وتضم 300 دور للسياحة بالإضافة إلى العديد من المطاعم والأندية الترفيهية، ويبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق على مجرى نهر دجلة.
أما سد الموصل فقد بني عام 1983م ويبلغ طوله 3.2 كيلومتراً وارتفاعه 131 متراً، أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط، وتبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره و قد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينيات،وبعد حرب العراق 2003 تبين أن السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته و في حال انهياره فإنه سيؤدي إلى غمر مدينة الموصل وقتل ما يقرب النصف مليون نسمة من سكان مدينة الموصل إضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى النهر خصوصاً في حال عدم تلاحق مشكلة الخرسانات والتربة الضعيفة الأمر الذي أُثير مؤخراً إلا أن الحكومة العراقية طمأنت المواطنين بأن الوضع مسيطرٌ عليه ولا داعٍ للخوف.
https://telegram.me/buratha