كشفت مجلة تايم Time الامريكية في تقرير لها، الخميس، عن معلومات تشير إلى اختراق القاعدة لصفوف قوات الصحوة بنسبة “كبيرة”، فيما حذر الشيخ حميد الهايس من وقوع “حرب اهلية”. ونقلت المجلة عن الشيخ حميد الهايس، الذي وصفته بأحد الاعضاء المؤسسين لصحوة الانبار، قوله “متأسفا” إن “الصحوة قد اخترقت من قبل القاعدة”، وإن هناك “حربا اهلية قادمة”.
وعلقت المجلة بالقول إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن يكون ذلك “بين السنة”. لأن “السنية في العراق في انشقاق متزايد بين اولئك الذين مثل الشيخ حميد الهايس، الذي تحالف الان مع الحكومة المركزية، والسنة الذين يناهضونها”. وأوضحت المجلة أن “بعض السنة ما زالت مواقفهم ضد الحكومة بنحو شديد حتى انهم اما عادوا الى صفوف المتمردين او تعاطفوا مع الذين تمردوا”.
وفي الشهور الاخيرة، كما نقلت التايم عن مصدر وصفته برفيع المستوى قريب من التمرد، قوله إن القاعدة والجماعات المرتبطة بها “اعادت تجميع نفسها، وراجعت اهدافها وتكتيكاتها؛ وجندت اعضاء من حركة الصحوة المدعومة من جانب الامريكيين، وزرعتهم كعملاء نائمين بين صفوف دوريات الاحياء الذين هم في غالبيتهم من السنة. ويصل عددهم حوالي 94.000 شخص في عموم العراق”.
وقال المصدر للتايم إن “العديد من عناصر الصحوة عادوا [الى القاعدة] بعد الحصول على عفو [من الحكومة]، لكنهم ما زالوا في صفوف الصحوة”، مضيفا “انهم يرتدون الزي الحكومي، لكنهم يزرعون المتفجرات والقنابل اللاصقة. الصحوة هي اكبر وسط للتجنيد بالنسبة للقاعدة”. وكشف المصدر للمجلة عن أن “حوالي 40% من الصحوة هم جواسيس متمردون”.
لكن مصدرا رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية طلب عدم الكشف عن هويته، حسب ما تذكرت المجلة، لم ينكر المعلومات عن هذا الاختراق؛ بيد أنه قال إن “عدد الجواسيس بنسبة حوالي 20%”، وإن “مكاتب الاستخبارات تراجع الآن ملفات عناصر الصحوة”.
أما عبد الكريم السامرائي، نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان واالقيادي في جبهة التوافق، فقال إن “عناصر القاعدة تمثل نسبة قليلة من الصحوة لكن ينبغي التخلص منهم”. وأوضح السامرائي أن “وزارة الداخلية طردت 62.000 من منتسبيها لوجود اتهامات قانونية ضدهم”، و “الشيء نفسه يمكن تطبيقه على الصحوة”.
واشارت المجلة إلى انها اتصلت مرارا بالجيش الامريكي من اجل التعليق على هذه المعلومات الا انها لم تتلق ردا، لكنها علقت بالقول إن هذا التهديد الامني الجديد يأتي في وقت يستعد فيه الجيش الامريكي لسحب قواته من المدن العراقية بحلول حزيران يونيو المقبل، تمهيدا لانسحاب كامل بنهاية العام 2011.
وأضافت التايم أنه “بأي حال من الاحوال فان اعداد القوات الامريكية ومواقعها هي عوامل ثانوية. فهذا مشكل عراقي، وهو احد افرازات التناحرات السياسية والشكوك بين مراكز السلطة المتنافسة في البلد” وهو ما جعل “من السهل سحب بعض عناصر الصحوة الى تمرد عنيد افاد من تصاعد الاستياء لدى العديد من ابناء المجتمع السني”.
وبينت المجلة أن هناك تقارير متضاربة عن عدد عناصر الصحوة الذين جندوا في قوات الامن العراقية. ونقلت عن المتدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف قوله إن 13.000 من عناصر الصحوة حصلوا على تدريبات وعينوا في وحدات شرطة محلية.
فيما قال الميجر جنرال مايك فيريتر نائب قائد العمليات في القوات المتعددة الجنسيات إن الشرطة اخذت منهم 5.000 عنصر والجيش 500 عنصر. إلا أن المجلة اعتبرت أن تجميد التجنيد في صفوف قوات الامن العراقيةـ بسبب ارباكات الميزانية المرتبطة بالانخفاض الكبير لاسعار النفط، الذي يشكل حوالي 90% من عائدات الحكومة العراقية ـ قد زاد من تقليل الاحتمال بالتوصل الى تحقيق نسبة ضم 20% منهم في الوقت القريب.
https://telegram.me/buratha