كشفت وزارة الموارد المائية عن أن معدل الامطار الحالي في البلاد وصل الى نصف معدله العام مقارنة بربعه خلال المدة ذاتها من العام الماضي، في الوقت الذي رفضت اللجان الفنية الايرانية الاجتماع مع مثيلتها العراقية للتباحث بالشأن المائي برغم المخاطبات الرسمية، نافية قيام الرئيس التركي بربط وعد "مضاعفة" الحصص المائية المطلقة الى نهر دجلة باخراج حزب العمال الكردستاني التركي من شمـالي البلاد.
وقال وزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الوزارة أمس وحضرته "الصباح"، ان معدل الامطار في البلاد وصل الى نصف معدله العام مقارنة بربعه للعام الماضي، مستدركا أنه وبرغم وضع الامطار والثلوج افضل حالا من العام الماضي فان العراق لايزال يعاني من نقص حاد بها والحصص المائية الممررة اليه من دول الجوار، داعيا الى استعمال سياسة الترشيد والتقنين والاستعمال الامثل للحصص المائية سواء من خلال المزارعين أو وزارة البلديات أو أمانة بغداد، منوها بالمضي في هذا الشأن بخطط مرسومة تتضمن حفر الابار وتبطين وتنظيف قنوات الري وبما يعمل على توفير كميات ونوعيات المياه المطلوبة. يشار الى أن الوزارة أعلنت أن السنة المائية الماضية كانت اكثر السنوات المائية المسجلة شحة منذ أكثر من 70 عاما، وهو ما قاد العراق لاستعمال جزء كبير من خزينه الستراتيجي ضمن السدود والخزانات.
الدكتور رشيد أشار الى أن الاتصالات مستمرة مع الدول المتشاطئة للوصول الى قسمة عادلة بحصص الانهر المشتركة كان اخرها مشاركة الوزارة بالمنتدى العالمي الخامس للمياه في اسطنبول والذي تبادل العراق خلاله مع سوريا وايران وتركيا الخطط التشغيلية الحالية والمستقبلية وكذلك النقاط المشتركة، معربا عن أمله ان يقوم وفد فني من الدول الثلاث بزيارة الى بغداد للتفاهم بشأن المسائل العالقة، مؤكدا أن اللجان الفنية الايرانية المعنية بالشأن المائيه ترفض الاجتماع للتباحث مع مثيلتها العراقية برغم المخاطبات الرسمية التي تجريها الوزارة بمعدل رسالة الى اثنتين شهريا دون جدوى، منوها بأهمية المحادثات مع الجانب الايراني لاسيما وأن منابع الروافد التي تصب بنهر دجلة في العراق واقعة داخل أراضيه.
وكانت الوزارة أعلنت في تموز الماضي قيام ايران بقطع المياه عن 28 رافدا تزود نهر "الزاب الاسفل" ، اضافة الى "الزاب الاعلى" و"الخابور" و"العظيم" حوض نهر دجلة بالمياه البالغة مساحته 235 ألف كيلومتر مربع منها 54 بالمائة منها داخل البلاد.
وبشان سؤال لـ"الصباح" عن تضارب التصريحات بشأن الوعد الذي قدمه الرئيس التركي عبدالله غول لتزويد العراق بالمياه وحقيقتها وربط ذلك باخراج حزب العمال الكردستاني من أراضيه، نفى وزير الموارد أن غول وعد "بمضاعفة" الحصص المائية المطلقة الى نهر دجلة، مشيرا الى أن الوعد كان بدراسة المطلب الذي قدمه العراق بهذا الشأن خلال اللقاء، واصفا الحصص المائية التي أطلقها الجانب التركي بـ “القليلة"، معربا عن أمله بزيادتها الى كميات أكبر ترضي الطموح بحده الادنى، مشددا في الوقت ذاته عدم ربط تلك الوعود باخراج PKK من الاراضي العراقية كما أشيع، عادا تلك التصريحات عارية من الصحة.
الدكتور رشيد أوضح بشأن سؤال "الصباح" عن عدم توقيع اتفاقيات تضمن حقوق العراق المائية خلال المدة الماضية أسوة بمثيلتها لدول "حوض النيل"، أن العراق كان حتى الاعوام الثلاثة الماضية من دون اتصالات فنية حقيقية مع الدول المتشاطئة، مشيرا الى أن الاتصالات تطورت خلال المدة الماضية من تبادل المعلومات الفنية عن الانهر المشتركة لتصل الى خطط التشغيل والمشاريع المقامة والمزمع القيام بها مستقبلا، معربا عن أمله في أن تفضي قنوات التعاون المفتوحة الى توقيع اتفاقية تضمن الحقوق المائية للعراق أسوة بما وقعته دول حوض النيل.
وعن الاهوار تحدث وزير الموارد المائية قائلا: ان معدلات الغمر المسجلة وصلت في مرحلة الى 80 بالمائة وانخفضت حاليا الى 50 بالمائة، وهي أقل بكثير من المعدل الذي يتوجب أن تكون عليه، عازيا ذلك الى تناقص الحصص المائية المجهزة التي أثرت بشكل كبير على نسب الغمر أسوة بخطط الاستزراع خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
وكانت واردات نهر دجلة سجلت انخفاضا خلال السنوات الخمسة والعشرين عاما الماضية تصل الى سبعة مليارات و660 مليون متر مكعب مقارنة بعشرين مليارا و930 مليون متر مكعب بداية ثمانينيات القرن الماضي.
https://telegram.me/buratha
