عشية عملية التغير السياسي التي شهدها العراق ربيع عام 2003، والتي أسفرت عن الإطاحة بالنظام في البلاد، واعتقال ابرز رموزه المطلوبين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اتجه نائب الطاغية المقبور طه محيي الدين معروف، وهو كردي من مدينة السليمانية، إلى إقليم كردستان.
وتولى أمر معروف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، الذي منحه بيتا وسيارة خاصة في منتجع دوكان السياحي، الذي يقع إلى الغرب من السليمانية بمسافة 70 كلم، لكن كبار مسؤولي الاتحاد الوطني ظلوا ينفون وجود معروف في منتجع دوكان، على الرغم من أن مسكنه ظل تحت حراسة مشددة بعيدا عن وسائل الإعلام، فيما تولى احد حراسه السابقين خدمته وتلبية احتياجاته الخاصة، سيما بعد أن اشتد عليه المرض بحكم الشيخوخة، إذ يناهز عمره الثمانين عاما، خصوصا وانه غير متزوج وليس له أقارب أو أشقاء.
وقبل أيام تسربت أنباء تحدثت عن نقل معروف جوا إلى الأردن، عبر مطار السليمانية الدولي ومنه إلى أوروبا، لتلقي العلاج، وقد ذكرت صحيفة «روزنامة» الكردية التي تصدر عن مؤسسة (وشه ـ الكلمة) الإعلامية، التي يملكها السياسي المعروف نوشيروان مصطفى، في عددها الصادر أمس أن معروف جرى نقله جوا إلى الأردن قبل ثلاثة أسابيع، واستقت الصحيفة معلوماتها من مصدر يقطن بالقرب من البيت الذي كان يسكن فيه طه محي الدين معروف وأشار المصدر ذاته إلى أن شخصا يدعى «أبو عمر»، كان يتولى هو وأسرته رعاية معروف في بيته الكائن في حي (بانو) بمنتجع دوكان، والمجاور لمنازل كل من عمر فتاح وارسلان بايز عضوي المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضاف المصدر أن معروف نقل بسيارة خاصة ذات نوافذ مظللة إلى مطار السليمانية، حيث استقل طائرة متجهة إلى الأردن، فيما سلم خادمه أبو عمر وأسرته مفاتيح البيت إلى الإدارة المالية العامة في حزب الاتحاد الوطني، التي تعود إليها ملكية البيت وغادر هو الآخر إلى الأردن.
من جهتها، نفت مديرية الأمن ـ الاسايش، في منتجع دوكان علمها بمغادرة معروف، رغم تأكيد علمها بسكنه في المنتجع منذ سنوات، وأوضحت أن رجالا من الأمن الخاص كانوا يتولون حراسة منزله. كما نفى المهندس كامران احمد مدير مطار السليمانية الدولي، أن يكون معروف قد غادر عبر مطار السليمانية، وقال «طبقا للمعلومات المتوفرة في المطار، فإن شخصا بهذا الاسم لم يغادر عبر مطار السليمانية مطلقا».
يذكر أن محيي الدين معروف من مواليد السليمانية عام 1946، ويتحدر من أسرة ثرية جدا تملك أراضي واسعة في المدينة ومشارفها، وكان عضوا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في عهد الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، قبل أن ينضم إلى حزب البعث مطلع السبعينات من القرن الماضي، وظل نائبا لصدام طوال فترة حكمه.
https://telegram.me/buratha