الأخبار

نص كلمة رئيس الوزراء نوري المالكي التي القاها في القمة العربية الحادية والعشرين المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة

1092 11:25:00 2009-03-31

يسعدني ان اتقدم بشكر وتقديرالشعب والحكومة العراقية الى دولة قطر الشقيقة لاستضافتها هذا المؤتمر ، والى سمو امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بسم الله الرحمن الرحيم

(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ) صدق الله العلي العظيم

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة العربيةالسيد الامين العام لجامعة الدول العربية السادة الحضور .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني ان اتقدم بشكر وتقديرالشعب والحكومة العراقية الى دولة قطر الشقيقة لاستضافتها هذا المؤتمر ، والى سمو امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني .

اننا نعتبر انعقاد القمة العربية الحادية والعشرين في دولة قطر، وفي هذا الظرف الحساس الذي تمر به امتنا العربية ، فرصة تاريخية لتحقيق اهداف وطموحات وتطلعات شعوبنا لغد أفضل .

ايها الاخوة :ان العراق طوى صفحة الماضي بكل آلامها ومآسيها ومشاكلها على الصعيدين الداخلي والخارجي ، ويستعيد اليوم موقعه ليكون شريكا فاعلا ومتحملا لمسؤولياته في التضامن العربي ، وهو مصمم على بدء مرحلة جديدة من التعاون واقامة افضل العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار الاقليمي والعالم على اساس المسؤوليات والمصالح المشتركة.

إننا حريصون على تجاوز الأزمات والمشاكل التي صنعها النظام السابق مع الدول العربية ونتطلع الى التنسيق والتعاون وصولا الى التكامل مع اشقائنا العرب في المجالات المختلفة بما يخدم مصالحنا المشتركة ويعزز فرص التقدم والازدهار .

ايها الاخوة :نتطلع الى أن تكون قمة الدوحة بداية لمصالحة عربية نعتقد انها اصبحت اليوم وفي ظل الظروف والتحديات التي تواجه امتنا خيارا لابد منه ، ما يستدعي من جميع الدول العربية العمل على تحقيقها على ان تنطلق هذه المصالحة من رؤية واقعية للمصالح العربية .

وندعو الى تبني استراتيجية عربية تقوم على اساس شراكة حقيقية لجميع اعضاء الاسرة العربية دون استبعاد او تهميش او مصادرة لدور الاخرين ، وايقاف سياسة المحاور والتحالفات على حساب الموقف العربي الموحد، والتخلي عن منهج التفكير بالنيابة عن الاخر والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية .

ان اعتماد المصالحة العربية نهجا لبناء التضامن والمصالحة تعني الاتفاق على الجامع المشترك وهو مصالح دولنا وشعوبنا وحمايتها من الاختراق وسد الثغرات التي تضعف الصف العربي والانطلاق نحو الشراكة الاوسع سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا.

ان الحفاظ على الوحدة لمواجهة قضايانا المصيرية وحمايتها من الابتزاز كفيل بتحقيق الاهداف والطموحات ، بإعتماد آليات الجامعة العربية في اتخاذ القرارات والدفاع عن المصالح المشتركة وبما يؤهل العرب للعب دور الشراكة المتكافئة مع العالم.

ايها الاخوة :لايمكننا الحديث عن قضايا العالم وأزماتنا ماتزال قائمة وهو مايلزم التوجه لحسمها ، ونشير هنا الى ان جولات الصراع العربي الاسرائيلي التي الحقت اضرارا فادحة بألأمن والمصالح والحقوق العربية ، كشفت عن الافتقار الى الموقف العربي الموحد.

ان ضعف التضامن العربي سبب للتمادي الاسرائيلي في عدوانه المتكرر على لبنان وفلسطين وسوريا وان الرهان على اي حكومة منتخبة او غير منتخبة لايغير في الطبيعة العداونية الرافضة للسلام .

نتطلع الى ان تكون قمة الدوحة بداية لتكريس المصالحة الفلسطينية والعمل على انهاء الانقسام بين الاخوة في الوطن والمصير واننا مع ما يتفق عليه الفلسطينيون ومع وحدة الموقف الفلسطيني حول برنامج وطني موحد.

ونشير هنا الى ان حكومة الوحدة الوطنية في العراق اعلنت موقفها الداعم والصريح بإدانة العداون الاسرائيلي الغاشم على مدينة غزة والجرائم البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين الابرياء والتدمير المتعمد للبنى التحتية ،كما ان الحكومة وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها العراق , مستعدة للمساهمة في اعادة بناء واعمار مدينة غزة كجزء من الواجب من ابناء الشعب العراقي تجاه اشقائه الفلسطينين. ونؤكد على ضرورة توحيد الموقف العربي خلف المطالب الفلسطينية المشروعة في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم واستعادة كامل الاراضي العربية المحتلة.

ايها الاخوة :بعد صعوبات متعددة ومتنوعة, نجح اشقاؤكم في العراق في تجاوز اخطر الأزمات والتحديات التي كانت تهدد وحدته وسيادته , هذا النجاح الذي تحقق في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لم يكن سهلا كما تعرفون ويعرف العالم ، انه ثمرة معاناة صعبة وشاقة تحملها العراقيون في مواجهة الهجمة الارهابية الشرسة التي ضربت البلاد.

وكان النجاح الكبير لجميع العراقيين ومن مختلف انتماءاتهم انهم اثبتوا وعبراربع ملاحم انتخابية كان اخرها انتخابات مجالس المحافظات التي شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها ، تصميمهم على حماية وتعزيز تجربتهم الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات ، هذه التجربة الفتية التي دفع شعبنا دماء عزيزة من اجل ترسيخها وتثبيتها في مواجهة الارهابيين الذين كانوا يخططون للعودة بالبلاد الى عهود الظلام والاستبداد والتخلف .

العراق الذي تحكمه اليوم مؤسسات دستورية وتحترم فيه حرية الرأي والتعبير والمعتقد ، طوى والى الابد صفحة الماضي الأليمة التي كان يتحكم فيها الشخص الواحد والحزب الواحد , تلك الحقبة الدكتاتورية التي تكبدت البلاد خلالها ملايين الضحايا في حربين مدمرتين الاولى مع الجارة ايران والثانية مع الشقيقة الكويت الى جانب حملات الابادة الجماعية في داخل العراق كما حدث في حلبجه والانفال والمقابر الجماعية وفي أقبية السجون والمعتقلات فضلا عن الدمار الكبير الذي اصاب البنى التحتية لمؤسسات الدولة .

نجاحنا على طريق الديمقراطية والتعددية واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة ، تعزز وترسخ بانقاذ البلاد من هاوية الحرب الطائفية بعد تصدينا الحازم للارهابيين والخارجين عن القانون في جميع محافظات العراق دون النظر الى انتماءاتهم السياسية والمذهبية وهو ما زاد في تعزيز ثقة جميع مكونات الشعب العراقي بحكومة الوحدة الوطنية التي اثبتت عمليا انها تضع مصلحة العراق فوق جميع الاعتبارات .

ان مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقناها اثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عام الفين وستة اعتبرناها قارب نجاة لكل العراقيين , وهي ليست شعارا سياسيا انما رؤية استراتيجية تعالج التركة الثقيلة للنظام الدكتاتوري وتؤسس للتقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني المنشود.

لقد نجحت المصالحة الوطنية في القضاء على الفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية واشاعة ثقافة التسامح والحوار والمحبة التي عرف بها العراقيون عبر التاريخ ، وكانت اقوى من سلاح الارهابيين والخارجين عن القانون .

ايها الاخوة

ان فرض سلطة القانون وتسلم المهام الأمنية في ثلاث عشرة محافظة من القوات متعددة الجنسيات , كان المقدمة الاساسية لاستعادة السيادة الكاملة للعراق من خلال التوقيع على اتفاق سحب القوات الاجنبية , وهو الاتفاق الذي انجزته حكومة الوحدة الوطنية واقره مجلس النواب .

لقد مهد اتفاق سحب القوات الامريكية لخروج العراق من حالة تهديد الامن والسلم الدوليين التي كانت سببا لوضع العراق تحت طائلة الفصل السابع واستعادته السيادة التي فقدها اثر غزو دولة الكويت الشقيقة عام 1990 جراء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي .

من هذا الاجتماع نطمئن اشقاءنا واصدقاءنا ومن موقع المسؤولية والالتزام بأن القوات العراقية اصبحت قادرة على ملأ الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الامريكية من جميع الاراضي العراقية وان لا خشية على العراق بعد اليوم من الارهابيين والخارجين عن القانون الذين تلقوا ضربات قاصمة وفقدوا ملاذاتهم ومخابئهم التي لم تعد امنة .

ايها الاخوة :

ان هوية العراق العربية والاسلامية ووحدته وسيادته هي خطوط حمراء لايمكن تجاوزها ولاتقبل المساومة وهي محل اجماع العراقيين من شتى انتماءاتهم ، وان التنوع الديني والمذهبي والقومي في العراق هو مصدر قوته وثرائه وهذا التنوع يفرض ان لا يحكمه شخص واحد او حزب او طائفة ، فالاستئثار بالسلطة كما حدث خلال الفترة الماضية قد دفع بالبلاد نحو الدمار والخراب ولا نقبل على الاطلاق ان ينظر او يتعامل مع العراق من خلفية معينة، فالعراقيون مشاركون في العملية السياسية , ومرجعهم الدستور والقانون والحكم بينهم صناديق الاقتراع والانتخابات .

العراق الديمقراطي القوي, ايها الاخوة ,هو الضمانة الاكيدة للقضاء على سياسة التهميش والاقصاء والتمييز التى عانى منها العراقيون على مدى العقود الماضية وهو مفتاح التقدم والازدهار في داخل العراق ومقدمة لتثبيت الامن والاستقرار وحفظ التوازن في المنطقة .ان العراق الذي يتمتع بإرث حضاري عريق يرفض ان يتحول الى ساحة لتصفية الحسابات بين المتخاصمين الاقليميين والدوليين , وهو قادر على ان يكون محطة التقاء وتعاون بين دول المنطقة بعيدا عن سياسة المحاور التي استنزفت جهودنا وثرواتنا على مدى اكثر من نصف قرن.

ايها الاخوة :

يتطلع العراق الى مشاركة اشقائه في عملية البناء والاعمار، فالشركات ورؤوس الاموال العربية مرحب بها اشد الترحيب للاستثمار في جميع الميادين , كما نتطلع الى حضور دبلوماسي لجميع الدول العربية واعادة فتح السفارات العربية في بغداد الى جانب السفارات الاجنبية، وندعو الدول العربية الى اطفاء الديون التي ترتبت على العراق جراء حروب النظام السابق ، باعتبارها ديون حرب لم يجن منها الشعب العراقي سوى القتل والدمار والخراب . كما ندعو الدول العربية الشقيقة الى تحمل مسؤولياتها في الوقوف الى جانب العراق في تثبيت الأمن والاستقرار .

ولايفوتنا هنا ان نتوجه بالشكر لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة ولجميع الدول الاعضاء في نادي باريس التي اطفأت ديونها المترتبة على العراق .

وختاما ، يجدد العراق رغبته بإقامة افضل العلاقات مع اشقائه العرب بما يعزز الأمن والاستقرار ويحقق الرفاه الاقتصادي ويؤمن حقوق شعوبنا ويضمن لها الحياة الحرة الكريمة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نوري كامل المالكيرئيس وزراء جمهورية العراقفي الثلاثين من شهر آذار عام الفين وتسعة ميلادية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-04-01
تحية للسيد رئيس الوزراء ..كان وصفه للبعثين بالأرهاب مناسب جدا ً ...هكذا رجال العراق الشرفاء ..ودمت لنا أخا ً وحبيبـــا ً
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك