اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي، تحفظه على الفقرة الخاصة بالعراق في البيان الختامي للقمة العربية الحادية والعشرين التي انهت اعمالها في الدوحة امس. وكان رئيس الحكومة قد طالب خلال مشاركته في جلستي العمل المغلقتين للقادة العرب المشاركين في قمة الدوحة مساء امس، باجراء تعديلات على البند الخاص بالعراق ليتضمن فقرة تؤكد على الانجازات المتحققة في العراق بالمجالات كافة، والتشديد على الالتزام بالقرارات السابقة،
وقال المالكي في مداخلة في الجلسة الختامية مساء امس: ان "البيان الذي صدر لا يحكي عن الواقع الذي تحقق في البلد ولا ينسجم مع رأي القمة التي اشارت الى التطورات الديمقراطية والانجازات التي حصلت امنيا"، مبيناً ان "هذه الفقرة توحي على انها لا تعترف بما تحقق في العراق من انجازات وانما تحكي عراقا كان موجودا، لذلك نتحفظ على هذا النص ونتمنى ان يعاد النظر به بما ينسجم مع القرار السابق من القمة العربية نفسها".
واضاف رئيس الوزراء "اننا نبدي تحفظنا على هذا النص ونطلب تعديله"، الا ان رئيس الجلسة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ابلغ السيد المالكي انه سيتم الاخذ بملاحظاته وسيتم تعديل النص. وجاء في البيان الختامي للقمة الذي القاه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، "نؤكد التزامنا بوحدة العراق واستقلاله ودعمنا للمسار السياسي الذي يعتمد على المشاركة الكاملة لجميع مكوناته".
واوضح المالكي "اننا نؤكد حق العراق بموجب الدوريات في عقد القمة العربية وانه كان من المقرر ان يتم عقدها في بغداد العام 2010"، منوها بان عقد هذه القمة يعني ان العراق عاد الى وضعه الطبيعي، لافتا الى “انه من اجل ان تكون القمة تليق بالعراق وبالقادة العرب نحتاج الى مزيد من الاعمال اللوجستية وبالتالي تم الاتفاق مع امير قطر والامين العام للجامعة العربية على ان يحتفظ العراق بحقه بعقد القمة في العام 2011 ليتم ترتيب تلك الامور".
وكان المالكي قد دعا القادة المشاركين في القمة العربية، الى مساهمة بلادهم في عملية البناء والاعمار، واعادة وزيادة التمثيل الدبلوماسي لجميع الدول العربية وفتح السفارات في بغداد. وكانت قمة الدوحة قد انطلقت اعمالها امس، وكان من المقرر ان تختتم اليوم، الا ان بعض الخلافات ظهرت خلال الاجتماعات المغلقة ما ادى الى اعلان انتهائها مساء امس باصدار البيان الختامي.
وطالب رئيس الوزراء في كلمة العراق خلال قمة الدوحة امس، "الدول العربية باطفاء الديون التي ترتبت على العراق جراء حروب النظام السابق، وتحمل مسؤولياتها في الوقوف الى جانب العراق في تثبيت الأمن والاستقرار"، مؤكدا ان "العراق طوى صفحة الماضي بكل آلامها ومآسيها ومشاكلها على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويستعيد الان موقعه ليكون شريكا فاعلا ومتحملا لمسؤولياته في التضامن العربي، وهو مصمم على بدء مرحلة جديدة من التعاون واقامة افضل العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار الاقليمي والعالم على اساس المسؤوليات والمصالح المشتركة".
يشار الى ان كلمات اغلب القادة العرب جاءت داعمة لبغداد، ومؤيدة لوحدة البلد وسيادته. واضاف المالكي ان "القوات العراقية اصبحت قادرة على ملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الاميركية من جميع الاراضي العراقية، وان لا خشية على العراق بعد الان من الارهابيين والخارجين على القانون الذين تلقوا ضربات قاصمة وفقدوا ملاذاتهم ومخابئهم التي لم تعد امنة"، حاثا على "تبني ستراتيجية عربية للمصالحة تقوم على اساس شراكة حقيقية لجميع اعضاء الاسرة العربية دون استبعاد او تهميش او مصادرة لدور الاخرين، وايقاف سياسة المحاور والتحالفات على حساب الموقف العربي الموحد، والتخلي عن منهج التفكير بالنيابة عن الاخر والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية".
وسط هذه الصورة، كشفت مصادر عن مشاركة رئيس الحكومة في جلستين مغلقتين جمعتا رؤساء الوفود العرب في قاعة الدفينة بفندق شيراتون الدوحة لبحث جدول اعمال وقرارات القمة الـ(21).وقالت المصادر ان المالكي طالب بتعديل البند الخاص بالعراق ليتضمن الاشارة لما تحقق من انجازات في العراق".
وذكرت المصادر ان رئيس الوزراء بحث على هامش الجلستين الاوضاع في البلاد والمنطقة واعمال القمة مع عدد من الزعماء بينهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك البحريني وقادة اخرون. وكان المالكي قد بحث مع اميري دولتي قطر والكويت ورئيسي سوريا ولبنان ورئيس دولة الامارات عددا من القضايا المهمة والعلاقات بين بغداد والعواصم العربية وسبل تعزيزها.
كما ناقش رئيس الحكومة مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني سبل تعزيز العلاقات الثنائية. واكد الزعيمان ان هذه العلاقات تسير بالاتجاه الصحيح مع ضرورة بناء شراكة تحقق المصالح المشتركة للبلدين، اذ شدد العاهل الاردني على دعمه لسيادة العراق واستقراره، وجهود تعزيز وحدته الوطنية.
وفي اطار مشابه، يترأس الرئيس المالكي وفد العراق المشارك في القمة العربية - اللاتينية التي تنطلق في الدوحة اليوم، حيث من المؤمل أن يدعو رئيس الوزراء دول اميركا الجنوبية للاستثمار في العراق والمشاركة في حملة البناء والاعمار.
https://telegram.me/buratha