وقد عبّر سماحته عن ترحيبه وسروره بالوفد الأكاديمي، ومؤكداً على الرغبة في التعرف على الطرف الآخر والاستفادة من تجاربه من خلال الحوار البناء وتلاقي الأفكار بما يصيف في منفعة الجميع.
وبيّن سماحته بأن ما يجده العالم اليوم في الواقع الشيعي من مظاهر التسامح والتعقل وعدم الاعتداء هو نتيجة مواقف أهل البيت (ع) وسيرتهم التي تركت أثرها الكبير على أتباعهم ومحبيهم ومواليهم.
وأضاف سماحته مؤكداً على أن دراسة الواقع والمجتمع الشيعي تقتضي النظر إلى بدايته الأولى التي وضعت لبناته الأولى وبدأت بشكل واضح عند مجيء الإمام علي أمير المؤمنين (ع) إلى الكوفة واتخاذها عاصمة له.
وقال سماحته ( بأن المتابع لفترة خلافته وممارسته للسلطة وانعطافاتها كانت تسير وفقاً للقيم الدينية بشكل دقيق، فهو (عليه السلام) عندما دخل الكوفة عاتب بعض أهلها لتخاذلهم في الخروج معه لنصرته في حرب الجمل، وقد أشار عليه مدير شرطته بأن الأمر لا يستقيم إلا بالغشم واستخدام القوة، فأجابه الإمام (ع) قائلاً : (ليس في كتاب الله تعالى إشارة لاستخدام الغشم والقوة، وإنما جاء فيه أبداء النصح).
واستطرد سماحته حديثه بالإشارة كذلك إلى سياسته مع الخوارج بعد إظهار الخلاف عليه بشكل عنيف والإجهار بإعلان تكفيره وعدم الخضوع له، مورداً سماحته رد الإمام (ع) عليهم، بقوله: (إنّا لا نمنعكم من العطاء، ولا نمنعكم من حضور المساجد، ونحن معكم على هذا الحال ما دمتم غير مفسدين).
وأوضح سماحته بأن الإمام أمير المؤمنين (ع) بقي مستمراً على هذه السياسة العادلة مبتعداً عن كل ما يثير الشبهات على عدله واستقامته بعد تجرعه للغصص، لينتهي الأمر بضربه بالسيف وهو في محرابه، ليعلن فوزه بقوله (فزت ورب الكعبة).
https://telegram.me/buratha