الجمعة 27 /3/2009
أستهجن سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف اللوائح المقدمة من بعض البرلمانيين العراقيين للحصول على امتيازات جديدة قبل نهاية وظائفهم نهاية العام الجاري، وقال مخاطباً إياهم: لا تقدموا هذه اللوائح التي لا ترضي الله ولا أي إنسان شريف.
إلى ذلك أشار سماحته الى ان وسائل الإعلام قد أشارت إلى الامتيازات التي طلبها بعض البرلمانيين ومنها: الحصول على قطعة أرض بمساحة ستمائة متر مربع، ومبلغ ثلاثة ملايين دينار كذلك مبلغاً قدره مئتي ألف دولار لشراء سيارة مدرعة وغيرها من المطالب.
في الصعيد ذاته خاطب سماحة السيد الموسوي البرلمان العراقي قائلاً:
· ما يقارب نصف أعضاء البرلمان في إجازات مستمرة ومتقطعة.
· تعطيل الكثير من القوانيين كما في الموازنة العامة للبلاد.
· هل فكرتم كم إنسان لا يملك سكناً ولا راتباً شهرياً؟
· هل فكرتم في نسبة الأرامل التي تشكل نسبة(9%) من أصل(65%) من نسبة النساء في العراق؟
· هل فكرتم في الأيتام الذين بلغ عددهم خمسة ملايين يتيم؟
· هل فكرتم بالإنسان الكادح الذي يعمل بأجور متدنية جداً؟
وأضاف: أرحموا هذا الشعب الذي قدم كل ما لديه، وإن العملية السياسية جاءت بجهادنا ودمائنا وليس من المفروض ان يمتاز بها قلة من الناس عن الأمة.
هذا وتناول سماحة السيد ياسين الموسوي محاور أخرى خلال الخطبة هي:
الحراك السياسي في العراق:
بهذا الخصوص اشاد إمام جمعة النجف الأشرف بزيارات المسؤولين في المنطقة والعالم إلى العراق كذلك زيارة المسؤولين العراقيين إلى دول العالم، واصفاً ذلك الحراك بأنه تواصل للحركة المستمرة في مجال الصداقة والانفتاح الإقليمي والعربي والدولي، كما وصفه بأنه يعبر عن الاستقرار الأمني النسبي المتحقق في البلاد، كذلك يعبر عن الاستقرار السياسي ونجاح العملية السياسية ،وقطع دابر المنافقين والكافرين، وانتهاء كل ألاعيب التجار السياسيين، واضاف: ان هذا الانفتاح صحيح ويدل على ان هذا النظام استقر ولا يمكن ان يتزعزع بالأساليب القديمة وذلك يولد لدينا استقراراً نفسياً وفكرياً حيث اصبح هذا النظام الفيدرالي الاتحادي يمثل حقيقة واقعة.
في صعيد ذي صلة هاجم السيد ياسين الموسوي ما اسماهم بالمغفلين الذين يجلسون في بعض الدول العربية ويضعون الشروط لأجل عودتهم بالقول: انتهت ألعوبتكم وليس أمامكم إلا طريق واحد وهو الإقرار والإذعان بنجاح العملية السياسية والاستسلام للقضاء العراقي الحر المستقل ليحاكمكم وتنالوا العقاب الذي تستحقونه بمقدار ما دمرتم هذا الشعب ولازلتم تسعون لذلك.
الانفتاح الاقتصادي على العراق:
بهذا الخصوص شدد إمام جمعة النجف الأشرف على ضرورة ان تنفتح جميع الدول المتقدمة على الشعب العراقي والواقع الجديد في العراق كالذي قامت به فرنسا وغيرها، مشيراً إلى أهمية ذلك في مجال جلب الأموال والاستثمار واستغلال الثروات الطبيعية وصولاً إلى التخلص من الكثير من السلبيات السياسية والاجتماعية كالبطالة، داعياً في الوقت نفسه السياسيين العراقيين إلى ان يشجعوا على هذا الانفتاح لبناء العراق بناءً صحيحاً.
تقديم المسؤولين كشوفاتهم المالية إلى النزاهة:
بهذا الصدد أشاد سماحة السيد ياسين الموسوي بخطوة رئيس الوزراء ونائبه برهم صالح بتقديم كشوفاتهم المالية إلى النزاهة، مشيراً إلى أهمية ذلك في تثبيت نظام سياسي بعيد عن كل ألوان الفساد الإداري، داعياً في الوقت ذاته كل المسؤولين الى تقديم كشوفاتهم المالية ووفق قانون دستوري.
العمليات الإرهابية:
بهذا الخصوص قلل إمام جمعة النجف الأشرف من تأثير بعض العمليات الإرهابية التفجيرية التي حدثت في الأسبوعين المنصرمين في مناطق: الشعب ببغداد، وجلولاء في ديالى، والموصل، والأنبار، وقال: هذه العمليات لا نعتبرها ضخمة وكبيرة ولا نبالي بها وهي خروقات، وأضاف: في الوقت الذي أثبتت القوى الأمنية نجاح خططها وإنها ما زالت على القوة والقدرة على استقلالها الأمني واستلام الملفات الأمنية من القوات متعددة الجنسية، نطالبها ببناء خطط أكثر ألمعية وواقعية.
إلى ذلك عزا سماحته حدوث تلك التفجيرات إلى خرق اتفاقية سحب القوات متعددة الجنسيات من العراق والتي من بنودها نقل السجناء من السجون الأمريكية إلى العراقية بغية محاكمتهم والإفراج عن الكثير من الأبرياء من بينهم.
وأضاف: ما حدث هو إطلاق الآلاف من أولئك المجرمين دون الرجوع إلى القضاء، مشيراً إلى اعتراف الكثير ممن اعتقلوا بجرائم جديدة، مشدداً على ضرورة التحرك في الملف الأمني بما يحفظ أمن البلاد.
https://telegram.me/buratha