أثارت دعوات المصالحة مع البعثيين التي أطلقتها الحكومة العراقية وبعض المحسوبين عليها استياء قطاعات واسعة من الشعب العراقي لاسيما ضحايا النظام البائد, حيث وصفوا هذه الدعوات بانها خيانة لدماء الشهداء الذين تحقق ما تحقق ببركة دمائهم وتضحياتهم الجسيمة.
ومن اجل تسليط الضوء على هذا الموضوع استطلعت البلاغ آراء عدد من السياسيين ومجموعة من ضحايا النظام البائد ,واراء بعض المواطنين..
حيث توجهنا بالسؤال الى المواطن حسن كريم (قائم مقام مدينة الصدر الاولى) وسالناه ,مالذي تمثله لك المصالحة مع البعثيين؟؟
اجاب: على ماذا نتصالح معهم؟!! على الجرائم التي ارتكبوها بحقنا؟! ام على المقابر الجماعية ام على المجازر التي اعقبت سقوط بغداد ؟؟!
البعث عبارة عن تاريخ طويل من القتل والاجرام والغدر.. فكيف يمكن ان نتصالح معهم؟؟ ارجو ان تكون هذه الدعوات لاغراض انتخابية وليست حقيقية!
اما المواطن حسين علي الموسوي وهو سجين سياسي التقيناه في مؤسسة السجناء السياسيين في الرصافة فقد اجاب.. مالذي يمكن ان يعوضني عن عشرين عاما قضيتها في معتقلات البعثيين؟ اقول للذين يريدون المصالحة مع البعثيين, كيف يمكنكم ان تعوضوني عن تلك السنين؟! وعن التعذيب والجوع. وعن ضياع فرص ابنائي في الدراسة وفي العيش الكريم؟؟؟
اما المواطنة ام ياسر المبرقع. وهي والدة لثلاث شهداء فقد امتزجت عباراتها بزفرات الالم وهي تردد قائلة "عليهم ان يستحوا من دماء ابنائنا وعذاباتنا في سجون الطاغية وحرماننا من ابسط فرص الحياة ..لقد وصلوا الى كراسيهم ببركة دماء شهدائنا فليتقوا الله في دماء ابنائنا وفينا.
وفي اتصال هاتفي مع المواطن علي الساعدي, الذي ترك البلد بسبب جور النظام البائد والذي يسكن الان في كندا. فقال وبحسرة " منذ فترة وانا اللملم اشيائي واعد نفسي وعائلتي للعودة الى تراب الوطن بعد ان حرمنا لفترة طويلة منه!!
ولكن هذه الدعوات التي اسمعها ترعبني وتجعلني افكر الف مرة قبل ان اعود الى البلد! فكما تعلمون ان تاريخ البعث مليئ بالدماء والقتل! ولديهم قدرة عجيبة على تجميع. صفوفهم والعودة الى السلطة! واخشى ان يستغلوا هذه المصالحة ويعودوا عن طريقها الى السلطة ويمكنك ان تتخيل ماذا سيفعلوا بالعراقيين وقتها؟ كيف أعود يااخي؟؟
وفي الختام توجهنا بالسؤال الى الخبير القانوني الأستاذ مهدي الحلفي (استاذ القانون الدستوري في الجامعة المستنصرية) .
كيف تنظر الى موضوعة الدعوة الى المصالحة مع البعثيين؟
فاجاب: ان هذه الدعوات غير قانونية! لانها تتعارض مع الدستور العراقي. فقد ورد في المادة 7 اولا (يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له.,وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان ولايجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق) ., والمصالحة مسمى! كما ترون.
وبعد كل ذلك ينظر العراقيون الى ماستفرزه الايام والساعات القادمة من مبادرات جديدة....يراد بها باطل!
https://telegram.me/buratha