السيدات .. السادة اعضاء مجلس النواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تجتاح الشارع العراقي حاليا موجة من الغضب والأستياء جراء الدعوات غير المسؤولة لبعض أركان السلطة في الحكومة العراقية المنتخبة ، مفادها ، السير الحثيث نحو مصالحة ، مع حزب البعث المقبور أو بعض رموزه من الذين ( وصفوا بعدم تلطـّخ أياديهم بدماء العراقيين ) أو الذين كانوا معارضين لنظام صدام البائد أو البعثيين بصفتهم الشخصية غير المحسوبين على النظام السابق ، وأيا كانت المسميات التي تتلاعب بها لفظياً هذه الجهة أو تلك ، ورغم التصريحات الحكومية لتصحيح المراد من دعوة السيد رئيس الوزراء للمصالحة مع البعثيين ، الا أن الأمر لا يعدو عن كونه منزلق خطيرسقطت فيه الحكومة العراقية بهرولتها خلف اولئك المخدوعين بعبارات التسميات الجديدة التي تم الألتفاف بها على تحريم حزب البعث من الناحية الدستورية وتجريمه من الناحية الجنائية القانونية ، لتسويق الفكرة ديموقراطيا ، قبل أن يسألوا الشعب ، في أن اسم البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق بالحديد والنار لخمسة وثلاثين عاما يمكن الغاء تأريخه الدموي بجرة قلم اذا غيرنا أسمه مثلا الى (حزب البعث العراقي) أو (حزب البعث العربي) ؟
ومن غرائب الامور ان الامين العام للجامعة العربية الذي كان بالامس القريب يرفض التعامل مع (حكومة غير شرعية وعميلة للاحتلال) تراه يسارع في هذا الوقت بالذات لزيارة العراق ويصرح ذلك التصريح الناري الذي ألهب ظهور ضحايا البعث بأقسى مما ألهبته سياط المحققين البعثيين ليدعو الى اجتذاب البعث بدل اجتثاثه ! ليخالف الدستور ويتدخل في الشؤون الداخلية للعراق .
تتسائل الجماهير هنا ، هل يستطيع مسوّقو فكرة المصالحة مع البعثيين التفريق بين بعثي شريف وآخر غير شريف ؟؟ .. هل فكـّر هؤلاء بعاقبة القفز على آهات وتأوّهات الأرامل والأيتام والثواكل وعوائل المفقودين وذوي العاهات المستديمة من جراء التعذيب ؟؟.. هل يعلم الدعاة الى المصالحة مع البعثيين بأن دماء الشهداء الذين اعدموا بسبب قرابتهم حتى الدرجة الرابعة ، ستقلب تأريخهم مرارة بعد أن كانوا شموعا للجهاد من أجل العراق؟؟..ألا يكفينا ما حل بنا وبغطاء الديمقراطية ان يتسلل البعثيون الى مفاصل الدولة المهمة ليخربوها من جديد ويخترقوا الوزارات الأمنية لتحويلها الى فرق موت مرعبة بأسم النظام والقانون ..ألا يكفي تسلل البعثيين الى بعض الجهات الحزبية الشعبية ليشكلوا ميليشيات القتلة والمجرمين ليقلبوا نعمة التحرير في العراق الى نقمة حرب الاستنزاف في الشوارع والسيطرات الوهمية ..ألا يكفي الشعب العراقي المظلوم أن يتسلل البعثيون الى قبة البرلمان تحت ستار الديموقراطية المهلهل فيخربوا العملية السياسية حتى حين لم تسعفهم ذات اليد استخدموا التفجير والارهاب نهارا جهارا ؟؟
هل تظنون ان حكومتنا قادرة على تشكيل لجنة لمسح النوايا , لأدمغة البعثيين الذين يراد لهم العودة للعراق الذي لفظهم شر لفظة ليميز الخبيث من الطيب وليميز البعثي من المُبعـّث ؟ أما الذين نظن أنهم ضحايا عملية الكسب العشوائي والقسري التي كان يمارسها حزب البعث كما أشار بهذه الفكرة أحد السياسيين المرموقين فلا نجد لذلك مبررا للمصالحة معهم , فهم أصلا عناصر فاعلة الآن في المجتمع ومفاصل الدولة والأحزاب السياسية والبرلمان والقسم البرئ منهم قد عاد الى الحياة الطبيعية مع ابناء شعبه بمجرد سقوط الصنم وهذا أمر طبيعي للمرغم على أن يكون بعثيا بالاكراه في السابق.
فلمن المصالحة ومع من ؟؟ لابد انها ستكون مع الذين هربوا من العراق خوفا من انتقام الجماهير منهم بعد فرار قائدهم المجرم من أرض المعركة عند مشاهدته أول خوذة أمريكية في بغداد. ان الجماهير العراقية التي لاقت الويلات من نظام البعث لا تهظم بسهولة من أراد ان يمرر هكذا فكرة خبيثة ( المصالحة مع البعث ) كما لا يقبل ان يكون مطية ذلولاً لأهواء السياسيين ومطارحاتهم الكلامية لقصد أو لآخر..ان المادة السابعة الفقرة أولا من الدستور العراقي تستصرخ الضمير الحي لكل من يريد المشاركة في بناء عراق خال من أي كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الارهاب أوالتكفير أو التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له وخاصة البعث الصدامي ورموزه وتحت أي مسمىً كان .
أليس هذا الحزب الذي زرع في كل بيت نائحة وحطم البلاد وأفسد العباد وخرب علاقات العراق بالدول الاخرى بسياساته الاجرامية الطائشة المتهورة وأغرق العراق بمديونية خرافية لم تحصل لها نظيرة في التاريخ فما الذي يستوجب القفز على كل ذلك الارث الثقيل من الاوجاع والمرارات لكي نعيد البعث والبعثيين الى الواجهة؟
السيدات السادة
نحن في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث نضع امامكم هذه القضية الخطيرة التي هي بلا شك منعطف خطير في عملية بناء الصرح الديمقراطي في العراق وستراقب الجماهير الرافضة لعودة البعث والبعثيين ما ستقدمون علية من اجراءات لمنع الحكومة مواصلة سيرها الحثيث للتصالح مع البعث والبعثيين واصرارها على مخالفة الدستور العراقي الذي اقسمت امام ممثلي الشعب بأنها لا تخالفه .
كما نود منكم ان تضمنوا للجماهير العراقية مزاولة حقها الدستوري في التظاهرات التي اعلنت عنها في التاسع من نيسان 2009 لتؤكد قرارها برفض التصالح مع البعث والبعثيين وتدعوكم للمشاركة الفاعلة في هذه الممارسة الديمقراطية .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحركة الشعبية لاجتثاث البعث 26.03.2009 بغداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحركة الشعبية لاجتثاث البعث NO.ba3th@googlemail.com
https://telegram.me/buratha