قالت لمصادر كردية لـ «الوطن» ان زيارة الرئيس التركي عبد الله غول الى بغداد تسعى الى معالجة عدة مواضيع في صفقة واحدة عنوانها "الانتهاء من الحرب التركية على حزب العمال» موضحة «من ابرز معالم هذه الصفقة حل مسألة الجفاف المتوقع في حوضي دجلة والفرات بعقد اتفاقية جديدة تزيد من كمية المياه المتدفقة الى حوض نهر دجلة، المار بمدن كردستان العراقية اربيل ودهوك والسليمانية، فضلا عن تقنين تجارة الحدود بين البلدين عبر منافذ كانت تدار من قبل حكومة كردستان وتدعو انقرة حكومة بغداد المركزية بضرورة وجودها الامني والقانوني في هذه المنافذ».
كشفت مصادر كردية مطلعة ان محاولات الرئيس العراقي جلال طالباني اقناع القادة الاتراك بتفعيل "الحل الكردي" لمشكلة حزب العمال الكردستاني التركي تواجه الكثير من الصعوبات. وردا على سؤال «الوطن» حول مفهوم الحل الكردي لمشكلة حزب العمال الكردستاني، قالت هذه المصادر ان «اشارات ايجابية وصلت الى الجهات المعنية بحكومة الاقليم عبر وسائل مختلفة تؤكد رغبة حزب العمال الكردستاني بحل المشكلة عبر الوسائل السياسية وان عبد الله اوجلان زعيم لحزب العمال الكردستانيpkk قد بعث برسالة الى الرئيس التركي، جاء فيها "سترى تطورات مهمة على صعيد القضية الكردية في الأيام المقبلة»، مؤكدا «أنا أستطيع أن أؤدّي دوراً إيجابياً في حل هذه المشكلة». وكانت صحيفة "حريت" التركية نشرت الرسالة قبل ايام.
وتتساءل المصادر عن نوعية التطورات التي تتحدث عنها الرسالة، و هل يتعلق ما يفكر به أوجلان بقرب موعد الانتخابات المحلية في تركيا نهاية الشهر الجاري، وخصوصا أن التحدي الأكبر لحزب "العدالة والتنمية" هو الفوز ببلدية ديار بكر، قلعة " العمال الكردستاني"؟ وهل هي رد على ما سبق أن قاله الرئيس العراقي (الرمز الكردي) جلال الطالباني من أنقرة، ومفاده، لم يعد للدولة الكردية من وجود إلا في إطار "الأحلام غير الواقعية"؟
وتربط هذه المصادر الكردية بين هذه التسريبات وتصريحات ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في تركيا عمر ميراني لمجلة "طرف" التركية ان على الكرد "ان ينزعوا سلاحهم ليستطيعوا الاندماج مع النظام العالمي"، كاشفا عن عقد مؤتمر في اربيل مستقبلا لبحث مسألة نزع سلاح الاحزاب الكردية.
واشار ميراني الى انهم يفكرون في دعوة حزب العمال وهو الذي سيقرر ممثليه، "وسوى ذلك ندعو حزب المجتمع الديمقراطي الجناح السياسي للعمال في تركيا والذي يملك 21 نائبا في البرلمان التركي». وحول من يترأس المؤتمر، اكد ميراني قد يكون مسعود البارزاني، او احدا اخر يمثله، نافيا وجود مشاكل لدى الكرد في العراق مع تركيا "ان لم يكن بسبب حزب العمال.
ورد قيادي في حزب العمال التركي على حديث عمر ميراني بان ما قاله "ليس مقبولا"،وقال زبير ايدار القيادي في حزب العمال الكردستاني في تصريح لصحيفة "هاولاتي" ان كلام ممثل الحزب الديمقراطي ليس مقبولا عندنا، "وليس في مكانه"، حسب قوله. واضاف ايدار ان كلامه يستهدف التقرب الى الحكومة التركية، مشيرا الى ان المؤتمر المزمع انعقاده في اربيل، جاء تلبية لاقتراح تركي.
https://telegram.me/buratha