عقد الملتقى الثقافي ندوته النقاشية على قاعة الملتقى بعنوان التلوث البيئي وآثاره حاضر فيها الباحث زياد وهاب التميمي متناولا مدينة الشطرة ( في محافظة ذي قار ) مكانا لبحثه ، مستهلا محاضرته بالتعريف العلمي للتلوث البيئي والغبار ،حيث أن العراق بشكل عام يتعرض لعواصف ترابية من الدول المجاورة وخاصة من سوريا والمملكة السعودية ، مما يتطلب الأمر تعاونا إقليميا لتثبيت الرمال التي تحتاج إلى ميزانية بيئية كبيرة .
وقال الباحث أن الملوثات التي تلتصق بالغبار يكون تأثيرها أخطر من الغبار المجرد وأن سبب التصاقها هو الرطوبة التي يحملها الغبار وهو مرتفع في الهواء ، فتلتصق به بسبب ذلك الجراثيم ، والعناصر الكيميائية ( التي هي أبرز الملوثات ) كالرصاص والنحاس واليورانيوم ، مما يشكل خطرا كبيرا على الإنسان ، وتهديدا وضررا للبيئة .
ووصف طريقة بحثه الميدانية ، فإضافة إلى المصادر العلمية التي اعتمد عليها ، وزع حاويات بلاستيكية بارتفاع 40 سم وقطرها 10 سم ، على ثلاثة أماكن في مدينة الشطرة ( شمال غربي ، شمال شرقي ، وجنوب المدينة ) منوها على أغلب الرياح التي تهب على المدينة هي الشمالية الغربية ، ثم يتم جمع الغبار من الحاويات في أكياس صغيرة مرة كل شهر ولمدة عام ، ثم يرسل إلى مختبرات التحليل .
واستطرد الباحث زياد وهاب التميمي في وصف المدينة الجغرافي وتأثره أو تأثيره بالتلوث ، فموقع مدينة الشطرة يقع وسط محافظة ذي قار من دائرة طول ( 42.12 ) إلى ( 46.8 )شرقا ، ودائرة عرض ( 31.24 ) إلى ( 31.28 ) شمالا ، ومساحتها ( 384 كم 2) تمثل 3% من مساحة المحافظة ، وهي محاطة بمدن تعتبر مناطق صحراوية يقل فيها النشاط الزراعي ، بعكس مناطق جنوب المحافظة المحاطة بالمسطحات المائية والأهوار التي تقلل من أثار الغبار ، أما سطح المدينة هو جزء من السهل الرسوبي وينحدر تدريجيا من الشمال إلى الجنوب مما يساهم في انسيابية مرور الرياح السائدة ( الشمالية الغربية ) ، أما تربتها الطينية فتتحول بسبب الترك أشبه بالكثبان الرملية ، أما المناخ الذي هو جزء من مناخ العراق الصحراوي الجاف صيفا لفترة طويلة فهو العامل الرئيسي لتجريد التربة من محتواها الرطوبي خاصة في السنوات الأخيرة قليلة الأمطار .
وعرج التميمي في بحثه على العوامل البشرية وتأثيرها على التلوث البيئي ذاكرا أن عدد سكان المدينة وقراها يبلغ ( 187172 ) نسمة حسب إحصاء عام 2006 والذي يشكل 12% من سكان المحافظة ، وأن مقدار النفايات الصلبة في المدينة هي أكثر من ( 4000 ) طن في السنة ، وهذه الكمية التي لا تصرف بشكل علمي وصحي من أهم الملوثات البيئية الخطيرة على المدينة ، وكذلك الطريقة التقليدية في حرق النفايات وطمرها في مكان لا يبعد كثيرا عن المدينة هو عامل آخر للتلوث .
أما سكان الريف البالغ عددهم ( 66635 ) نسمة ، قد ترك أغلبهم العمل الزراعي في قراهم مما يقلل من تثبيت التربة أو صد الغبار ، والمساحات المزروعة تستخدم فيها مبيدات عضوية بشكل غير علمي ملوث للبيئة ، أما التلوث بالمواد الكيميائية فهو من عوادم السيارات ، لأنه لا توجد معامل ضخمة في المدينة ، والطرق غير المعبدة التي تبلغ 120 كم في مدينة الشطرة عامل مهم من عوامل تلويث بيئتها .
وأوصى الباحث إلى أن إقامة حزام أخضر حول المدينة ، وتعبيد الطرق و تنظيف الشوارع ، وتشجيع الزراعة في الريف ورفع مستوى وعي الفلاح ، ورفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع ، هي العوامل التي تحد من مخاطر التلوث البيئي .
https://telegram.me/buratha