وكان ضيف البرنامج عضو الهيئة العامة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي مدير مركز دراسات الجنوب الدكتور علي الاوسي وكانت الندوة تحت عنوان المصالحة الوطنية واجتذاب البعث اسباب ونتائج، وشارك في الندوة السياسية جمع من ممثلي الاحزاب السياسية وشخصيات سياسية مستقلة ونخب عراقية.
وشرح د.الاوسي في نبذة مختصرة عن جذور حزب البعث وولادته بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الكيان الصهيوني في الجسد العربي، ومن ثم تطور البعث بظهور شخصية صدام الذي عرف برواسبه الاجرامية، وتابع الاوسي ان الحقبة البعثية عرفت بأسوء فترة مرت على الشعب العراقي الذي عاش فيها حروب عدة مدمرة وذهب الملايين من الضحايا بين قتيل وسجين ومهجر، وذكر الاوسي كانه هناك غزل واضح بين صدام و الولايات المتحدة وتمكن بهذه العلاقة ان يشن حروب مدمرة ضد دول الجوار والشعب العراقي ولكن بعد تعارض المصالح تغيرت المعادلة ونشات اجواء ليتدخل الوجود الامريكي بقوة في الخليج.
وذكر د. علي الاوسي انه بعد التغيير الجديد في العراق ظهرت مؤشرات كثيرة حول البعثيين منها اختفاء مخازن الاسلحة والاكداس الذي كان يستخدمها النظام البعثي في حروبه والتي استخدمت فيما بعد بحرب الارهاب ضد الشعب العراقي، وظهور القائمة الامريكية 54 لقادة رموز البعث وحصر جرائم النظام البائد بتلك الرموز وبالمقابل لم تظهر اي قائمة عراقية تدين المئات من الرموز الامنية والمخابراتية والتي اجرمت بحق الشعب العراقي، وتابع الاوسي انه بعد مراحل عديدة من العملية السياسية استطاع الشعب العراقي ان يستعيد بعض حقوقه حيث تمكن من فرض ارادته واستطاع بصوته الانتخابي ان يؤسس حكومة منتخبة ووضع دستور اقرت المادة السابعة منه منع اي كيان عنصري وشوفيني وبالخصوص البعث الصدامي من ان يزاول سلوكه الاجرامي ضمن اجواء العملية الديمقراطية.
وكشف الدكتور الاوسي انه و منذ 2003 استطاعت العملية السياسية اجتذاب الالاف من البعثيين في دوائر الدولة العراقية، فتقارير هيئة اجتثاث البعث اعادت ثمانية الاف من وزارتي الداخلية والدفاع اعيدوا الى وظائفهم وأستثنت7784 بعثي من عضو فرقة واعادتهم الى مناصبهم في وزارات الدولة، واعادت 8034 عضو فرقة بعثي الى مناصبهم في المحافظات العراقية.
هذا وناقش الحضور الجدل الدائر في العراق حول المصالحة الوطنية واجتذاب البعثيين بمجموعة من الاراء عكست وجهات نظر بعض القوى السياسية وشخصيات عراقية مستقلة ومن اهمها:
1. رئيس منظمة الكورد الفيليه الاحرار الاستاذ عبد الرزاق العلي: طالب بانصاف ضحايا النظام البعثي البائد وخصوصا الكورد الفيليه حيث لازال العراق الجديد لم يستعيد حقوقهم والالاف من مهجرين في دول الجوار بينما الخطوات الحكومية تتسارع باعادة البعثيين وارسترجاع امتيازاتهم، فيما اكد الدكتور صباح يوسف عضو المكتب السياسي لمنظمة الكورد الفيلية الاحرار بضرورة خلق حالة توازن بين اعادة حقوق ضحايا النظام البعثي البائد واجتذاب البعثيين للعملية السياسية.
2. ممثل الحزب الشيوعي العراقي( الدكتور رضوان الوكيل):ان الحزب الشيوعي يفرق بين البعثيين المجبرين ورموز البعث الصدامي التي ساهمت باعدام المئات من قادة الحزب الشيوعي، وتابع الوكيل ان الحزب طالب منذ فترة بضرورة المصالحة الوطنية وانتقد طريقة الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث التعامل مع البعثيين، وحذر الوكيل من اعادة حزب البعث للواجهة السياسية واكد على ضرورة الاستفادة من التجارب التاريخية لهذا الحزب في تعامله مع القوى الوطنية ، واعتبر الوكيل ان تفعيل النظام الديمقراطي الفيدرالي وانشاء المؤسسات الدستورية هو الصمام الامان لعدم عودة اي حزب شوفيني وعنصري الى الواجهة السياسية في الدولة العراقية الحديثة.
3. واكدت مجموعة من الشخصيات المستقلة على وجهات نظر متعددة حول المصالحة مع البعثيين من اهمها:
• ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي يتعرض الى ضغوط دولية واقليمية من اجل عودة البعثيين للواجهة السياسية.
• ان ردة الفعل الشعبي اوقفت اي عملية مصالحة مع حزب البعث واعادتهم للواجهة السياسية.
• ان المصالحة مع البعثيين المجبرين تمت منذ زمن طويل وهم يعيشون بشكل اعتيادي وطبيعي مع اقرانهم في المجتمع العراقي.
• ان اي مصالحة مع البعثيين يجب ان يسبقها اعتراف صريح من رموز البعث بجرائمهم بحق الشعب العراقي، وان ما يؤسف له لم يشاهد لحد الان اي بعثي يستنكر جرائم النظام الصدامي مما يثير الشبهة بعدم استهجان الاسلوب البعثي السابق واحتمال تكراره في المراحل القادمة.
• طالب بعض الحضور بتشكيل هيئة اجتثاث لضحايا النظام البعثي ، او هيئة اجتثاث لضحايا المقابر الجماعية وذلك من اجل استرداد حقوقهم مثل ما استطاع البعثيين استرجاع حقوقهم من خلال هيئة اجتثاث البعث.
• ناشد بعض الشخصيات المستقلة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان يبقى على شجاعته المعهودة في مواجهة المجرمين والظلمة، وان لا يلوث اليد التي وقعت على اعدام الطاغية بمصافحة البعثيين الملطخة اياديهم بدماء العراقيين.
هذا واكد الحضور على ضرورة ان يتم الاستفادة من تجارب حزب البعث مع الانظمة السابقة سواء لحكومة عبد الكريم قاسم او حكومة عبد السلام عارف والتي حاولت ان تفتح صفحة جديدة معهم وتعفو عما سلف ولكن سياسة البعث الغادرة وأسلوب الانقلابات والاجرام كان النهج البعثي الدائم في مواجهة العفو والمصالحة.
https://telegram.me/buratha