عبر عدد من المزارعين والفلاحين في أرياف محافظة المثنى عن قلقهم من الشحة الشديدة في المياه التي تعاني منها مدن المحافظة وريفها الزراعي نتيجة موسم الجفاف الذي ضرب أطنابه في عموم العراق. وقال المزارع حسين نعيم انه يخشى على الموسم الزراعي الصيفي القادم فقد تكون كمية المياه الواصلة الى المزارعين شحيحة مما ينذر بموسم قحط وجفاف سيء للغاية ، حسب وصفه .
واضاف نعيم: " ان هذه الاخبار غير سارة وهي مزعجة في نفس الوقت كوننا نعتاش على مانزرعه من محاصيل رغم قلة المردودات المالية وكلفة البذور والحراثة المرتفعة ".وأشار الى انه اجتمع مع عدد من الفلاحين من اجل ايصال صوتهم الى المسؤولين لتدارك الامر .
ووصف المزارع حمد مسيلم معاناة المزارعين بالقول ان المضخات لم تعد تستطيع سحب المياه من الانهر بسبب انخفاض مناسيبها ، مشيرا الى انه قام بشراء سبعة صهاريج ماء من اجل سقي محاصيله . واضاف مسيلم انه بدأ بزراعة بعض المحاصيل الا ان المضخات لم تستطع سحب المياه من الانهر القريبة .وطالب وزارة الموارد المائية بتحمل مسؤولياتها امام ما قد يحصل من خسارة .
وكان محافظ المثنى احمد مرزوك الصلال قد وجه نداء الى الحكومة والجهات المعنية في وقت سابق حذر فيه من وقوع كارثة قد تصيب القطاع الزراعي في المحافظة.
وأشار الصلال الى ان المحاصيل الزراعية مهددة بالتلف ، مالم تتخذ اجراءات عاجلة لمعالجة شحة المياه،لاسيما محصول الشلب ( رز العنبر) الذي يزرع بكثافة في قضاء الرميثة. موضحاً ان من بين الاسباب الرئيسة لتدهور القطاع الزراعي في المحافظة تدني مناسيب المياه الى درجة الجفاف، وتقليص النسبة المائية المخصصة للمنطقة .
ونوه محافظ المثنى الى ان الحكومة تتحمل الجزء الاكبر من مسؤولية هذه الكارثة الانسانية، إضافة الى وزارة الموارد المائية.
وبين :" ان الجفاف الذي ضرب ارجاء المدينة قد يتسبب بتردي الحالة المعيشية لاكثر من 85% من ابناء المحافظة الذين يطغى عليهم الطابع الريفي الفلاحي والذين يعتمدون بشكل كلي على مهنة الزراعة". وطالب الصلال الحكومة بضرورة التعامل مع الموضوع بشكل إنساني لتلافي كارثة قد تضرب المحافظة. وطالب الحكومة باعتبار المحافظة منطقة جفاف وتعويض الفلاحين عن الاضرار التي لحقت بهم لعدم استثمار حقولهم الزراعية.
فلاحون آخرون اكدوا ان مناسيب مياه الفرات دون المستوى الذي تستطيع فيه المضخات سحب المياه ". وطالبوا الجهات المختصة بضرورة التدخل من أجل معالجة الامر خاصة وان فصل الصيف يطرق الابواب.
وكان مدير دائرة ماء المثنى حذر من وجود ازمة في المياه منوهاً الى إن بوادر شحة المياه بدأت بالانعكاس على المواطنين، وقال المهندس عبد مطر فهد " إذا ما استمر الوضع الراهن فلن نستطيع الإيفاء بالتزاماتنا وإيصال المياه إلى الأحياء السكنية ".
وأوضح " أن منسوب المياه في نهر الرميثة الذي يغذي مجمع محطات التصفية والتحلية في المحافظة، انخفض كثيرا خلال الأسابيع الماضية بسبب مشكلة نقص المياه في عموم العراق وبشكل خاص في المثنى، لوقوع محطات المياه في نهاية النهر الذي يتعرض لكثير من التجاوزات خلال مروره بعدد من المدن كالديوانية والحمزة والسدير ".
وطالب السلطات في الديوانية بضرورة رفع التجاوزات عن النهر، وهذا ما تم لأسبوع واحد فقط ثم عاد الوضع إلى ما كان عليه. حسب قوله.
https://telegram.me/buratha