مكتب السيد محمد بحر العلوم
وجه سماحة السيد محمد بحر العلوم الرسالة التالية الى دولة رئيس الوزراء بشأن ما يدور حول المصالحة مع البعثيين
يا رئيس الوزراء رفقاً بشعبك
يا دولة الرئيس مع اعتزازي وتقديري لك، دعني أذكرك بقول الشاعر النجفي: علمتني لسعة "الأفعى" بأن أتقي "الحبل " إذا الحبل استداراا
وبعد، تدور في هذه الأيام خلف كواليس الدولة، وأروقة الحكم تصريحات ومحادثات، و حوارات باسم "المصالحة الوطنية " في عراقنا الحبيب - والطافية على السطح- المفهوم منها عودة بعث صدام الى حظيرة العمل السياسي بحجة وأخرى.
والظاهر أن التصريحات الغامضة والغير واضحة تصدر- في هذه الأيام- ممن هب ودب، ومن المدعين بأنهم يمثلون رأي الدولة اوالحكومة، بان مقتضى المصالحة الوطنية تتطلب عودة من تلطخت يداه بدماء الشهداء من أبناء العراق المظلوم. وكأن الأمور المستعصية، او التي تقف حائلا في وجه تقدم العراق قد حُلت جميعها، و لم يبق منها إلا مشكلة الطغمة الفاسدة التي روعت العراق جنوبه ووسطه وشماله قرابة نصف قرن، ولم يبق بيت في تربة الوطن إلا وطاله عذاب صدام وزبانيته، الجاحدة بحق الوطن والمواطنين.
إن الشعب العراقي – يا دولة الرئيس – قد أولاك إيمانا ، وانداح إليك أندياح المحب لحبيبه، وهذه ثقة مهمة وكبيرة يعتد بها، وأعتقد أنك –كما اعرفه عنك- حريص كل الحرص على هذا الوسام الرفيع، وهو " ثقة الشعب " ولا أعتقد انك بحاجة إلى تذكير، فالمرء لا يلدغ من جحر مرتين.
ليس هناك في الوطن من لا يثق بوطنيتك، وموقفك الصارم في محاربة الإرهاب معروف، وليس ببعيد عن أذهان هذا الشعب، المثقل بالهموم والآلام. فالكثير من عوائل هذا الشعب لم تعثر على ضحاياها- حتى هذه الساعة - فنظام الأجرام تفنن في إجرامه مع الشعب ووصل به الحد إلى تذويبهم بأحواض التيزاب، او تقطيعهم وإلقائهم في الأنهار طعمة للأسماك والحيتان، او وجبة للحيوانات المفترسة التي أقتناها عدي وقصي لإرهاب المظلومين .
لستَ بحاجة إلى هذه الذكريات المرة، فبعد هذا الانتظار المرهق من هذا الشعب تعتقد أن لا يستفز من التصريحات المستمرة الصادرة ممن يدور في الفلك وقد أرخي لهم العنان في الحديث والقول الممل، حتى بلغ الامر بان تكرر نغمة "عـفا الله عما سلف" حتى المتردية والنطيحة، أو يتم التغافل – والله أعلم- عن ثقلها دفعاً للضغوط الخارجية لتساهل مع الطغمة الفاسدة ، وان تجمد تنفيذ قرارات المحاكم الخاصة بحق المدانين الذين أجرموا بحق هذا الشعب المضطهد ماضيا، وأرجو أن لا يكون مستقبلا - والعياذ بالله-.
نحن مع المصالحة الوطنية مع كل خطوة تنهي مأساة العراقيين، وعليك-يا دولة الرئيس – أن تحسب الحساب بدقة بأن هذه الثقة الغالية التي منحك الشعب إياها في انتخابات المجالس المحلية هي وسام رفيع ًلجهودك الخيرة في مكافحتك للإرهاب، وعودة بعض الأمن والاستقرار للوطن بعد معاناة خمس سنين عجاف في خضم الرعب، والقتل والاستغلال، وتنفس هذه الأيام العراق نسيم الحرية والسيادة، ولكن "الأفعى" بدأ يتحرك، فالدوري، والأحمدي، والضاري ومن على شاكلتهم من أيتام نظام صدام المقبور يتطلعون الى اللحظة المناسبة للانقضاض على مكاسب العراق الجديد.، اننا على ايمان بانك لا ترضى ان تعود عقارب الساعة للوراء.
فالشعب ينتظر يا دولة الرئيس منك موثقاً بان عهدك لن ولن يكون مسرباً لعودة من تلطخت يداه بدماء شعبنا الأبي، وينتظر منك"بياناً وموثقاً" يطمئن الجماهير بان صدام، وزمرته، ومن تعاون معه ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، ولا عودة لهم في هذا الوطن، لا زالت ذاكرة التأريخ والشعب تتذكر موقفك الوطني وان تصادق على اعدام الطاغية وما تصريحاتك يوم امس في ذكرى حلبجة الا بلسما لضحايا البعث الصدامي وعوائلهم . وفقك الله لخدمة العراق والعراقيين.
النجف 16/3/2009 محمد بحر العلوم
https://telegram.me/buratha