روت امرأة من اهالي مدينة حلبجة شهادتها امام المحكمة الجنائية العليا التي انعقدت اليوم الاثنين، وقالت نرمين كمال التي فقدت خمسة من ابنائها الثمانية اثناء قصف المدينة بالسلاح الكيمياوي عام 1988، انها “فقدت الوعي” بعد ان رأت الجثث التي تساقطت في شوارع المدينة، وإن القصف كان يستهدف المدنيين وليس القوات الايرانية أو “البيشمركة”.
واوضحت الشاهدة التي يبلغ عمرها 65 عاما اثناء ادلائها بشهادتها امام قاضي محكمة حلبجة محمد عريبي الخليفة اليوم الاثنين، ان الجيش العراقي انسحب من المنطقة قبل تنفيذ القصف الكيماوي بالطائرات، وان الحكومة “لم توجه انذارا لاهالي حلبجة قبل القصف”، مضيفة انها “فقدت الوعي” حين رأت اكثر من 20 جثة ملقاة في شوارع مدينة حلبجة بعد القصف.
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا استأنفت جلساتها برئاسة القاضي محمد عريبي الخليفة في قضية قصف حلبجة بالأسلحة الكيمياوية، ثم رفعها ليوم غد الثلاثاء، في وقت كانت تجري فيه مراسم احياء الذكرى التي مر عليها 21 عاما في نفس المدينة التي فقدت 5 الاف من ابنائها بالقصف، بحسب المصادر الكردية.
وتابعت الشاهدة اثناء مجريات المحكمة انها فقدت خمسة من ابنائها الثمانية في القصف الكيمياوي، وانها اصيبت في عينيها وخرجت مع اهالي المدينة الاخرين الى ايران سعيا للنجاة من الموت على ايدي قوات النظام السابق التي قالت انها كانت “تستهدف قتل المدنيين الاكراد وليس القوات الايرانية او قوات البيشمركة”.
واضافت الشاهدة ان اكثر من 1400 مصابا كانوا معها في ايران قبل عودتها الى مدينة السليمانية بعد عدة اشهر، شارحة معاناتها بحثا عن العلاج في مستشفيات المدينة واعتقالها من قبل الاجهزة الامنية ثم ارسالها للعاصمة بغداد واعادتها الى السليمانية لحجزها في فوج الطوارئ مع نساء واطفال ومدنيين اخرين.
وطالبت الشاهدة بتعويضها عن فقدها لبصرها نتيجة لاحتراق عصب العين بالمواد الكيماوية، فضلا عن الاثر النفسي والذهني الذي اصيبت به نتيجة للقصف والاحداث التي عاشتها.
وجرت يوم امس الاثنين (16/3) مراسم احياء الذكرى الـ21 لحادثة قصف مدينة حلبجة (83 كم جنوب شرق السليمانية) في 16 من آذار مارس عام 1988 بالأسلحة الكيمياوية من قبل النظام الصدامي المقبور ما أدى، بحسب الإحصاءات الكردية، الى استشهاد خمسة آلاف مدني وجرح عشرة آلاف آخرين من سكان المدينة.
https://telegram.me/buratha