فيما سعى العراق الى بناء ستراتيجية اقتصادية تتواءم مع حجم التحديات التي يواجهها ليس الاقتصاد العـراقي بل اقتصاديات العالم ككل وخصوصاً اقتصاديات الريع النفطي نجد القائمين على ادارة القطاع النفطي والخبراء والمستثمرين يعلنون الحاجة الى بناء سياسة نفطية حقيقية تعـمل على الارتقاء بالانتاج النفطي والاخذ برؤى وافكار وهـــواجس المستثمرين وماذا تـريد ان تقدم مشـاريعهم للعراق.
محافظ البنك المركزي العراقي قال إن هبوط أسعار النفط سيرغم المسؤولين العراقيين على أخذ قرارات أكثر تعقلا بشأن الميزانية في وقت تسعى فيه البلاد لإعادة التعمير بعد أعوام من الحروب. واكد الدكتور سنان الشبيبي في مقابلة متلفزة "ستكون هناك فترة انتقالية صعبة ولكنها ستعطينا فكرة عن كيفية تبني موقف أكثر واقعية أزاء المخصصات والطلبات من قطاعات عديدة. واضاف "بالطبع هذا يأتي في الوقت الخطأ في ضوء حقيقة أن العراق يحتاج فعليا لبدء مشروعات ضخمة وهذا سيؤثر على مسعاه.وذكر أنه سيتعين على الحكومة العراقية اجراء تعديل في الميزانية.
الى ذلك بين وزير النفط العراقي الدكتور حسين الشهرستاني ان مؤتمر الطاقة الذي عقد برعاية رئيس الوزراء اوصى باحياء فكرة إقامة شركة نفط وطنية كسبيل لتعزيز إنتاج النفط 500 ألف برميل يوميا في غضون عامين. ودعا الشهرستاني إلى زيادة أسعار النفط، مشيرا إلى أن الأسعار الحالية "ليست مربحة ولا عادلة"، مؤكدا أن أعضاء في منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط يعملون للسيطرة على الانتاج ورفع الأسعار إلى أعلى من معدلها الحالي. وشدد الشهرستاني في تصريحات متلفزة على ضرورة مراجعة الميزانية العامة منتصف العام الجاري إذا ما بقي سعر برميل النفط تحت الـ 50 دولارا.
وعلى صعيد ذي صلة ، كشف مصدر ملاحي إن صادرات النفط العراقية من مرفأ البصرة الجنوبي انخفضت إلى 960 الف برميل يوميا من 1.32 مليون برميل يوميا. وبين المصدر ان الصادرات من البصرة وهو المرفأ الرئيس لتصدير النفط العراقي تتعرض لتذبذبات حادة سواء بسبب الأحوال الجوية أو المشاكل الفنية ، ويصدر المرفأ في المتوسط 1.4 مليون برميل يوميا. وكان آخر انخفاض كبير في الصادرات في 28 شباط عندما نزلت إلى 648 الف برميل يوميا قبل انتعاشها لتصل إلى 1.44 مليون برميل يوميا بعد ذلك بيومين.
وكشف وزير النفط السابق د. ابراهيم بحر العلوم ان مؤتمر الطاقة الذي عقد مؤخراً اتاح لصناع القرار النفطي في العراق الوقوف على نقاط الخلل الحقيقية والافصاح عنها عبر تقرير مفصل وواسع ونتمنى ان تحل مشكلة القطاع النفطي بصورة كاملة من خلال خطوات تنفيذية ترتقي به . مدير مركز العراق للطاقة لؤي الخطيب افصح عن ازمة قطاع النفط والغاز بالعراق كانت نتيجة البيروقراطية والاداء الكلاسيكي في الادارة ناهيكم عن تقادم الخبرات العراقية في المجال الفني ، والحل لهذه المعضلة من خلال تفعيل المزاوجة بين الخبرات العراقية والاجنبية والتفاعل مع الشركات العالمية واتاحة المجال للشركات الكبيرة والمتوسطة ودخولها يعتمد على اساس الخبرة والكفاءة والمصلحة الوطنية وما تقدمه للشعب العراقي ، لان النفط هو ثروة الاجيال القادمة.
د. خالد الهيتي قال للصباح ان العراق اليوم بحاجة الى تطوير انتاجه وهذه الزيادة لن تتم الا من خلال دخول الشركات العالمية بعقود تنافسية تتيح لها العمل في تطوير هذا القطاع ، والمح الى امكانية تطوير سقف الانتاج والوصول لانتاج 10 - 12 مليون برميل خلال 15 عاماً .
الهيتي المح الى امكانية قيام دانة غاز بمشاريع عملاقة في مجال الغاز ولدينا الرغبة الحقيقية في اقامة مدن عملاقة للغاز في البصرة والانبار تساهم من خلال انتاجها الى حل مشكلة الكهرباء في العراق خلال سنة ونصف من تاريخ بدء العمل ومن جانب اخر اكد الرئيس التنفيذي لشركة اكسون موبيل كورب ريكس تيلرسون إن الشركة في حوار مستمر مع العراق لخلق مناخ استثماري يتيح لها أن تصبح لاعبا رئيسيا في قطاع الطاقة العراقي ، وتخوض اكسون سباقا للفوز بعقود في أكبر حقول نفط عراقية.
وأفصح تيلرسون عن آمله أن يخلق العراق الظروف التي تتيح لشركة مثل اكسون موبيل أن يكون لها دور كبير في صناعة النفط العراقية. واضاف "هذا هو الحوار الذي نجريه مع الحكومة ووزارة النفط لكي يعرفوا الظروف الضرورية لنا... حتى نجازف بأموالنا وتكون هناك فرصة للنجاح على المدى الطويل.
https://telegram.me/buratha