كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف لـ «أوان» عن أن تصاعد العمليات المسلحة يعود الى «ضعف الجهاز الاستخباري العراقي»، مشددا على ان المواجهة مع التنظيمات المسلحة «بحاجة الى جهد استخباري اكثر من العمليات العسكرية المباشرة».
وتابع ان معظم الشبكات الارهابية «تم تدميرها وبالتالي فإن المجاميع المتبقية ليس لها القدرة على المواجهة المباشرة، وهي تعمل على تنفيذ العمليات الخاطفة والمفاجئة، وهنا باتت الحاجة الى جهاز استخباري فعال يعمل على كشف تلك المجاميع امرا ضروريا» خاصة أن العاصمة بغداد على سبيل المثال، مساحتها كبيرة تصل إلى 86 كيلومتر مربع، وبالتالي لا يمكن تغطية جميع أنحائها، فضلا عن تعمد المجرمين تفجير السيارات في مواقع وأماكن غير مهمة وغير حيوية، لتشتيت انتباه الاجهزة الامنية، على حد تعبيره.
وفي الإجابة عن سؤال بشأن جهود إعادة بناء أجهزة المخابرات التي جرى حلّها العام 2003، والفترة التي يتطلبها ذلك ولاسيما أن ملف المخابرات جزء من جدل سياسي معقد بين الكتل البرلمانية، اكتفى خلف بالقول ان وزارة الداخلية تعمل على «بناء جهاز استخباري تابع لقوى الأمن، يجتذب عناصر متخصصة في هذا المجال». لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية نبّه الى ان الحديث المستمر عن الوضع الأمني المتردي، يرتبط بوجود «صراع بين الارادات السياسية التي تسعى لجعل المواطن مشغولا بالوضع الأمني ويعتقد أنه غير مستقر وما زال مترديا». الخلايا النائمة
في غضون ذلك قال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري ان «لجوء بعض المجاميع المسلحة الى تنفيذ عمليات انتحارية يهدف الى ايصال رسالة الى انهم سيعاودون نشاطاتهم الارهابية مرة اخرى حتى بعد خروج القوات الاجنبية من البلاد».
وربط وزير الداخلية العراقي جواد البولاني بين موجة العنف التي ضربت عددا من مدن العراق اخيرا وعمليات اعتقال ناجحة نفذتها القوات العراقية وطالت عددا كبيرا من قادة تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة. بينما أعرب متحدث أمني رفيع عن اعتقاده بأن تصاعد العنف سببه «معاودة خلايا نائمة نشاطها مجددا من خلال تنفيذ عمليات انتحارية». وأوضح اللواء قاسم عطا في حديث لـ «أوان» ان الاجهزة الامنية ستنفذ العديد من العمليات السريعة في المناطق التي تعرضت اخيرا الى اعمال ارهابية. وعن هوية المجاميع التي تنفذ تلك العمليات بدا اللواء عطا متأكدا من أن التنظيمات المتطرفة التي ظلت على علاقة بتنظيمات القاعدة «هي من تقف وراء هذه العمليات الاجرامية».
أفرجوا عن مشبوهين
وفي سياق متصل رجحت مصادر استخبارية رفيعة المستوى ان يكون ازدياد اعمال العنف في الاونة الاخيرة يعود الى خروج العديد من المعتقلين الذين اطلق سراحهم مؤخرا من قبل القوات الاميركية لعدم ثبوت ادلة ادانة بحقهم.
لكن المتحدث باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق مقداد جبريل نفى ان تكون تلك التفجيرات متعلقة بالمعتقلين الذين اطلق سراحهم اخيرا. جبريل اكد في تصريح خص به «أوان» ان «عملية اطلاق سراح المعتقلين تستند الى اوراق تحقيقية يعدها القضاء العراقي واللجنة المشتركة المشرفة على التحقيق في اوراق المعتقلين».
ويقول الصحفي العراقي احمد الزبيدي ان تجدد اعمال العنف في بعض محافظات البلاد، يعود الى «تسلل شخصيات سياسية مرتبطة بالنظام السابق، الى العراق والعمل على تجنيد عناصر ارهابية بهدف التأثير على النجاحات الامنية التي حققتها الحكومة»، ما يعني أن التأثير على مشروع الاستقرار في العراق لايزال ممكنا وسهلا
https://telegram.me/buratha