قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في العاصمة بغداد قريبا بحضور وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لبحث كل قضايا منطقة الشرق الاوسط.وأوضح زيباري “لمسنا من هيلاري كلينتون الاقتناع بمدى فائدة وجدوى الاجتماع وهذه الآلية الجديدة واتفقنا على عقد الاجتماع المقبل للمجموعة في العراق وبحضور الوزيرة كلينتون. وخلال الفترة المقبلة سوف نبدأ في اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لعقد هكذا اجتماع في بغداد”.وبين أن “هناك ضرورة لعقد الاجتماع المقبل في العراق للتضامن معه خلال الربيع المقبل، وسيكون انعقاده رسالة تضامن سياسية عربية وأميركية للإدارة الجديدة، قوية، بخصوص دعم الاستقرار والديمقراطية في العراق”.وأضاف زيباري في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط نشرت اليوم الثلاثاء أن الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر شرم الشيخ الدولي “تجمع لبحث كل قضايا المنطقة وقد انضم إليه العراق لنفس السبب، أي بحث قضية السلام والإرهاب واستقرار العراق والوضع الإيراني والوضع في الخليج”.وعن الحوار الامريكي- الايراني قال “كما طرحت الوزيرة كلينتون وإدارة أوباما بأنهم مع فتح حوار ونحن نؤيد ذلك في العراق لأننا نعتقد أن به مصلحة، أما ماذا سوف ينتج عن هذا الحوار وماذا سيحقق فهذا سابق لأوانه، لكن تلمسنا من خلال اتصالاتنا أن لدى الإدارة الجديدة رغبة حقيقية في تحقيق حوار أميركي ـ إيراني حول مختلف القضايا”.وعن قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما سحب قواته مبكرا من العراق اعتبر زيباري أنه “يأتي منسجما مع اتفاقية سحب القوات التي وقعناها مع الإدارة السابقة، إن موعد عام 2011 هو الموعد النهائي لخروج جميع القوات والخطة الجديدة شملت بعض التعديلات في توقيتات زمنية لكن لا أعتقد أنها سوف تؤثر في الوضع العام”.وأضاف أن “هناك مخاوف، لا نخفي ذلك، وهى أن بعض المجموعات أو الأطراف تشعر أن هذا الانسحاب ربما يخلق فراغا تشغله أطراف أخرى، أو قد يؤدي إلى تصاعد ظاهرة المتشددين والإرهابيين والمسلحين، واستعادة نشاطهم مرة أخرى”.واستدرك قائلا “في تقديري أن عام 2009 سيكون حاسما ومصيريا في تاريخ العراق. وقد خضنا تجربة مجالس المحافظات بنجاح كبير وهائل ومشهود عربيا ودوليا، لكن أمامنا انتخابات الأقضية ثم الانتخابات النيابية، التي ستكون من أكثر الانتخابات بالنسبة لمستقبل العراق الجديد وهويته ونظامه، لذلك أرى أن خطة أوباما لن تؤثر في مجرى العملية السياسية خلال عام 2009″.وعبر الوزير عن اعتقاده بأنه لغاية صيف عام 2010 فأن “الوضع سيكون مستقرا… اننا نعوّل كثيرا على قدرة قوات الأمن العراقية والعسكرية على ملء هذا الفراغ ولن نسمح لأي طرف أو أي جهة بالتدخل، إنما كل السيطرة ستكون للقوات العراقية”.وعن تأخر انتخاب رئيس للبرلمان، قال “هناك خلافات ومشاكل وجدل حول الانتخابات التي جرت والنقاش القانوني والدستوري وطبيعي أن تُحسم مسألة رئيس البرلمان، لأن أمامه قضايا جوهرية مثل الموازنة العامة والمراجعة الدستورية وعديد من القضايا… ونرى أهمية لحسم هذا الموضوع”.وعن طبيعة هذه الخلافات أوضح قائلا “هو خلاف سياسي بين كتل وأحقية أي جهة بهذا المنصب والمشكلة حسب العرف العراقي أن المكون السني يختلف على هذا الموضوع، ونحن في انتظار التوصل إلى توافق حول هذا المنصب الحساس والحيوي، خاصة في المرحلة المقبلة”.وعن أسباب الخلاف حول تخفيض موازنة 2009 قال “بسبب انخفاض أسعار النفط والأزمة المالية العالمية، وقد تم تخفيضها إلى نسبة 20 مليار دولار، ونحن نعتقد أن تأثير هذا الانخفاض خلال هذا العام ضئيل، لكن إذا استمر نفس الرقم حتى عام 2010 – 2011 سوف يؤثر ذلك في خطط التنمية”.من جهة أخرى، قال زيباري “بحثت مع الأمين العام لجتمعة الدول العربية خلال هذه الدورة موضوع زيارته المقبلة للعراق وهو يتطلع حقيقة إلى هذه الزيارة وهى مطروحة منذ فترة وقد اتفقنا على جدول زمني وعلى برنامج الزيارة وسوف تكون في منتصف هذا الشهر ومن المقرر أن يلتقي مع غالبية القيادات العراقية”.وأضاف “كما سيزور المرجعيات الدينية في النجف، كما سيزور إقليم كردستان. وأعتقد أن الزيارة ستكون مهمة جدا، خاصة أن هناك انفراجا في الوضع الأمني والسياسي، وأيضا هناك اتفاق وتنسيق عربي ودولي حول العراق، وليس معقولا أن تتخلف الجامعة والأمين العام عن زيارة العراق”.وعن العلاقات العراقية ـ الإيرانية قال إنها “متطورة… وهناك زيارات متبادلة بين البلدين وأصبحت هذه الزيارات اعتيادية وطبيعية، ومؤخرا شهدت بغداد سلسلة من زيارات المسؤولين الإيرانيين (مثل علي أكبر ولاياتي وزير الخارجية السابق ومستشار المرشد الأعلى، ثم جاء وزير الخارجية وقبله وكيل وزارة الخارجية، ومنذ أيام كانت زيارة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني”.وبين أن “هذه الزيارات ترسل رسالة مفادها أن العلاقات العراقية الإيرانية متطورة ومتقدمة، وهناك زيارات من الجانب العراقي إلى طهران، ومؤخرا زارها الرئيس جلال الطالباني، كذلك نائب الرئيس عادل عبد المهدي، وأيضا هناك لقاءات أخرى سوف تحدث”.وأوضح أن “هناك رغبة حقيقية متبادلة للتأكيد بأن العلاقات طبيعية ولن تتأثر بعد توقيع الحكومة العراقية بقرارها المستقل لاتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق رغم الاحتجاج والرفض الإيراني لهذا الاتفاق”.ولفت إلى أن هذه الزيارات “تأتي بعد إقدام الحكومة العراقية بأن العراق في نهاية المطاف سوف يتخذ قراره الوطني المستقل بعيدا عن أي تأثيرات أو ضغوط أو تدخلات، لأن مسألة إقرار الاتفاقية هو قرار وطني سيادي عراقي، ولا نقبل بأي جهة أو أي طرف بالتدخل في شؤوننا”.وعن مواجهة التحدي الإيراني في المنطقة قال “نحن ناقشنا وجادلنا بأن فكرة لن نعطي لإيران دورا إقليميا مسألة غير واقعية، لأن إيران موجودة عمليا (في الخليج – العراق – لبنان – غزة – فلسطين)، لذلك تحدثنا وأكدنا على أنه من الضروري بحث هذا الموضوع وأن نفكر بصورة مشتركة وجماعية”.وبين أن “هناك تصورا لدى بعض (وزراء خارجية) الدول (العربية) بأنهم لا يميلون إلى فتح أبواب المنطقة أو شرعنة هذا الدور أو هذا الوجود”، مشيرا إلى أن النقاش حول إيران انتهى بأن “نبقي هذا الموضوع مفتوحا خلال الفترة المقبلة. ولم نتخذ بشأنه أي قرار بعد”.