قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة أن هناك مئة وإثان واربعون مرشحا لم يحصلوا حتى على صوت واحد معلنا إستغرابه الشديد من هذه النتيجة اللا معقولة حيث كان في بغداد وحدها (59) مرشحا كانت عدد الأصوات المرشحة لهم ( صفر ) , وتساءل قائلا ( أليس لهؤلاء المرشحين من عائلة وأصدقاء وأقارب ينتخبونهم ) ؟ مضيفا الى أن هذه النتيجة تظهر أن هؤلاء المرشحين أنفسهم لم ينتخبوا أنفسهم رغم انفاقهم المبالغ الكبيرة من أجل الدعاية الأنتخابية وما الى ذلك من نفقات !!!
وقال سماحته إننا رغم إختفاء أسماء مليون ونصف من الناخبين وبكل ما يحمل هذا الأمر من تساؤلات قبلنا بالأمر الواقع وسلمنا بنزاهة الأنتخابات لأن غايتنا نجاح العملية السياسية برمتها دون النظر الى التفاصيل وكان هدفنا المصلحة العامة التي نعمل من أجلها وليس المصالح الحزبية أو الفئوية الخاصة , ولكننا لاحظنا أن الكثير من الذين ذهبوا مع عوائلهم وانتخبوا قائمة معينة وبعد مارجعوا الى المركز الانتخابي مرة ثانية وجدوا أن لا أحد قد إنتخب تلك القائمة رغم أنهم صوتوا عليها بأنفسهم فما هو التفسير المنطقي لكل ما حصل .
وأضاف سماحته أن الأنسان يتحمل الظلم بحد معين وإذا ما إستمر فإنه سيتحول الى مرارة المناس المظلومين سيتحولون الى عالم آخر فليس من من المعقول السكوت الى ما لا نهاية . وأن كثيرا من الناس أعطوا وعودا وبدؤا يكتشفون الحقيقة مما خلق حالة من القلق في كثير من المناطق .
مطالبا في الوقت نفسه المفوضية العليا المستقلة ( تماما ) للأنتخابات بضرورة تقديم إيضاح حول هذا الموضوع لمعرفة الخلل وتشخيص الحالة التي أدت الى ذلك .
وفيما يتعلق بالموازنة العامة لهذا العام فقد أشار الى مطالباته السابقة بضرورة توزيعها على المحافظات بشكل عادل ودستوري وتأجيل التصويت عليها الى ما بعد الأنتخابات حتى لا يقال أنها مزايدات إنتخابية ومعلنا في الوقت نفسه تحقق هذا الأمر بتوزيع الموازنة هذا العام حسب النسب السكانية للمحافظات ومشيرا في الوقت نفسه الى أن مخصصات البطاقة التموينية ستحول الى كل محافظة حسب حاجتها المقررة إضافة الى ميزانية الرعاية الأجتماعية ليتسنى للمواطن العراقي في كل محافظة متابعة ومراجعة الدوائر المختصة في محافظته عند حصول اي خلل وإن هناك الكثير من دوائر وزارة البلديات والأشغال ووزارة الصحة ووزارة الرياضة والشباب ووزارات أخرى سنعمل على تحويل صلاحياتها الى المحافظات . كما لم يخفي عدم الرضا عن السياسة الأقتصادية للعراق بجعل الشعب يعتمد على الرواتب المدفوعة له من قبل الدولة اعتمادا اساسيا حيث أن عشرات المليارات تدفع كرواتب فقط , فمن أين سيتم تأمينها في حالة الأقتصاد الغير مستقر عالميا داعيا الى فتح مجال الإستثمار ودعم هذا التوجه للنهوض بالواقع الأقتصادي ومواجهة الأزمات المالية التي تعصف بالعالم .
وطالب سماحته بزيادة المخصصات المالية لمحافظة النجف ومحافظة كربلاء وسامراء والكاظمية لأنها تستقبل الملايين من الزائرين سنويا مما يتطلب دعما ماليا أكبر من قبل الحكومة حتى تتمكن من تقديم الخدمات اللازمة لهذا العدد الكبير من الوافدين اليها من كل أنحاء العالم .
كما إستنكر بشدة زيادة رواتب المسؤولين والدرجات العليا معتبرا أنه ( عيب وكفر ) في الوقت الذي نتحدث فيه عن التقشف مع المواطن العراقي مذكرا بحديثه في مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي حول هذا الموضوع .
كما أشار سماحته الى دور مفوضية النزاهة وعملها الغير متوازن من خلال متابعتها لصغار الموظفين وتغاضيها عن الكبار من المختلسين للأموال الطائلة دون أي متابعة أو محاسبة قائلا ( إن محاسبة صغار الموظفين وغض النظر عن أصحاب الكروش المنتفخة ) أمر غير منطقي , مذكرا بمفردات البطاقة التموينية التي لم تصل في أي شهر من الأشهر كاملة إضافة الى المواد الغذائية الفاسدة .
وقال سماحته إننا نعمل على تأسيس حكومة مركزية وحكومات محلية قوية في المحافظات وليس أشخاصا أقوياء لأن الأشخاص يذهبون في كل حال من الأحوال , وأما دولة المؤسسات فانها باقية وقادرة على الأستمرار وخدمة المواطن .
وإستنكر سماحة الشيخ الصغير في خطبته حادث الأعتداء على النساء من شيعة أهل البيت ع في المدينة المنورة عندما ذهبن لزيارة أئمة البقيع ع وما ترتب عليه من أحداث أعمال لا إنسانية من قبل ما يسمى بـ ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) المعروفة بوحشيتها في التعامل مع الناس حيث يستعيذ حجاج بيت الحرام منهم ويتقون شرهم فقامت عناصر من هذه الهيئة بضرب النساء بصورة وحشية أدت الى استشهاد إمرأة وإسقاط أخرى فتدخل الرجال من ازواج النساء المعتدى عليهن لتتطور الأحداث ليسقط على أثرها تسعة شهداء .
وقد أشار سماحته الى الصراع بين الأجنحة السعودية من العائلة المالكة وخصوصا ما بين جناح الملك عبدالله وجناح الأمير سلطان مما يؤدي الى تحريك هؤلاء الذين يسمونهم علماء وهم غاية في الجهل لتحقيق أهداف معينة.
كما ثمن في الوقت نفسه مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في اجراء بعض الأصلاحات وإقالة عدد من المتشددين وتعيين أشخاص آخرين من الذين عرفوا بالحيادية والألفة مع الآخرين معتبرا أن ذلك تغيير ايجابي وحضاري لأن الأوطان لا تبنى بلغة طائفة أو لغة مجموع . ودعا في الوقت نفسه الى الأتعاظ بما حصل في العراق حيث سعى المتطرفون الأشرار بكل ما أوتوا من قوة لأشعال الفتنة الطائفية مما لم يؤدي الأ الى مزيد من القتل والدمار حتى كدنا نفقد الأمل بوجود وطن وقد كان لبعض الأجهزة السعودية ولعلماء التكفير الدور الأبرز في تأجيج الصراع الطائفي من خلال الفتاوى الضالة والأموال الطائلة وتجنيد الأنتحاريين .
واهاب سماحته بالسلطات السعودية بتقوى الله في شعبهم واعرب عن اطمئنانه الى القيادة الحكيمة هناك أنها ستتجاوز الأزمة وإن مكة المكرمة والمدينة المنورة ليست ملكا للسعوديين وإنما هي لكل المسلمين في العالم فإن أي حدث هناك يتأثر به المسلمون سلبا كان أو إيجابا .
https://telegram.me/buratha