جاء ذلك خلال الخطبة السياسية التي ألقاها سماحته في الصحن الحسيني الشريف في 1 ربيع الأول 1430هـ الموافق 27-2-2009م وأكد وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات على ضرورة الإسراع بمباشرة هؤلاء الأعضاء لمهامهم ومسؤولياتهم، معزيا أن التأخير تضييع للوقت وتأخير لأداء ما وعد به هؤلاء الأعضاء من خدمة المواطنين وتنفيذ برامجهم التي طرحوها خلال الانتخابات.
وتوجه للإخوة ببعض التوصيات التي رآها ضرورية ويمكن جعلها من المهام العاجلة في مسؤوليات المجالس الجديدة وحددها كالآتي:
1- الاهتمام بمحاربة الفساد الإداري والمالي في دوائر الدولة وذلك لما له من تأثيرات سلبية على وضع الأموال العامة في مواضع محرمة وضارة بالشعب العراقي إضافة إلى انه يؤشر على حالة سلبية جدا في أخلاقية المسؤول والفرد العراقي.
2- الاهتمام بتقديم أقصى ما يمكن من خدمات وتطوير واعمار.
3- اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص والقدرة على تقديم الخدمة في اختيار الأشخاص لمواقع ( المحافظ ونائبه ورئيس المجلس ونائبه ) وغير ذلك من المواقع المهمة وليس من الصحيح بل هو أمر ضارُّ جدا بالبلد والشعب ومستقبل الكيانات التي فازت بالانتخابات أن يكون الاختيار للأشخاص لمجرد انتمائهم لهذه الجهة أو لهذا الكيان أو لهذا الحزب وليس من الصحيح اعتماد الصفقات السياسية والتوافق على أشخاص يتم تعيينهم لمجرد أنهم ينتمون لهذا الكيان أو ذلك الحزب أو التيار.
4- التواجد الميداني لأعضاء مجالس المحافظات في مواقع عملهم والمتابعة المستمرة لتنفيذ المشاريع والأعمال والنشاطات.
وفي جانب آخر من خطبته ومع قرب حلول ذكرى استشهاد الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام) أهاب سماحته بالمؤمنين والمؤمنات إلى زيارة العسكريين بهذه المناسبة الأليمة، مؤكدا إن هناك وفدا من مدينة كربلاء المقدسة زار مرقد العسكريين ( عليهما السلام) ومدينة سامراء الأسبوع الماضي وقد ضم الوفد مجموعة من طلبة العلوم الدينية وبعض رؤساء الدوائر ومجموعة من شيوخ ورؤساء العشائر ووجوه اجتماعية من المدينة وكان عدد أعضاء الوفد قرابة (500) شخص.
وأعرب سماحته عن شكره وامتنانه على الحفاوة الكبيرة وحسن الضيافة التي لقيها الوفد من الإخوة مسؤولي وأهالي مدينة سامراء وقيادة عمليات سامراء واللجنة المشرفة على اعمار مرقد العسكريين ( عليهما السلام)، قائلا: نتوجه بالشكر الجزيل والتقدير البالغ لهم جميعا على حسن الضيافة والترحاب منهم، وبمناسبة ذكرى استشهاد الإمام العسكري ( عليه السلام) دعا سماحة الشيخ الكربلائي محبّي أهل البيت ( عليهم السلام ) أن يتوجهوا بأعداد كبيرة إلى مدينة سامراء لزيارة مرقد العسكريين ( عليهما السلام) وسيجدون إن شاء الله تعالى من أهالي سامراء ومسؤوليها الاستقبال والترحاب الكبير بهم كما إن الإخوة في قيادة عمليات سامراء قد اتخذوا الإجراءات الكافية لحمايتهم وتوفير الأمن لهم .
ولا يخفى على أحد إن مثل هذه الزيارات توفر للزائرين تجديد العهد والولاء للإمامين العسكريين ( عليهما السلام) ولأهل البيت ( عليهم السلام) وتقوية الارتباط بهم وتذكرّهم بسيرتهم العطرة ومنهجهم الإلهي في الحياة وتوفر باعثا للاقتداء بسيرتهم ومنهجهم، وتمثل أيضا انطلاقة لترسيخ الوحدة الإسلامية والوطنية وتقوية الأواصر والتماسك بين أبناء الشعب العراقي.
وأضاف : أجد من الضروري أن أبين أمرا مهما يمثل إتماما واستكمالا للعناصر التي تحقق النتائج المرجوة من مثل هذه الزيارات وهي ما بينته قبل قليل من ترسيخ الوحدة الإسلامية والوطنية وتماسك هذا الشعب وتفويت الفرصة على الأعداء للنيل من وحدته وجرّه إلى الاحتراب الطائفي.
في الوقت الذي نرى أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الأمن للمرقد الشريف وعدم إعطاء الفرصة للمجرمين والإرهابيين للنيل منه والعبث بأمنه وتوفير الأمن للزائرين نرى من الضروري توفير الأجواء التي تحقق اللقاء والتواصل بين الزائرين وأبناء مدينة سامراء لإزالة الحاجز النفسي وما علق في القلوب بسبب الأعمال الإرهابية وإعادة اللحمة بين أبناء هذا الشعب التي ضعفت بعض الشيء بسبب هذه الأعمال الإجرامية.
وفي هذا الصدد قال سماحته أن هناك مطلباً لأهالي سامراء طلبوا إيصاله إلى الإخوة المسؤولين: وهو التقليل من هذه الحواجز بشرط عدم التأثير على الحفاظ على امن المرقد الشريف والعاملين فيه وامن الزائرين.
ووجه سماحته الكلام للإخوة المسؤولين، ابتداء من رئاسة الوزراء وقيادة العمليات في رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع والداخلية وقيادة عمليات سامراء والمسؤولين فيها لتشكيل لجنة مشتركة مهمتها وضع دراسة عاجلة ومحكمة يمكن من خلالها توفير الأمن للمرقد الشريف والزائرين وفي نفس الوقت توفر اللقاء بين الزائرين وأهالي سامراء ولو بصورة تدريجية، ولا نقول إن المطلوب إزالة هذه الحواجز بتمامها إذ من الممكن أن يؤدي ذلك إلى حصول ثغرة أمنية يمكن أن ينفذ الإرهابيون من خلالها للاعتداء على الزائرين .
وفي الختام ذكر سماحته ونقلا عن الإخوة من مسؤولي وشيوخ العشائر وبعض المواطنين من مدينة سامراء إن المدينة شبه ميتة ومعزولة عن الزائرين وهم بحاجة إلى اللقاء والتواصل مع زائري المرقد الشريف وهم يقدّرون ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الأمن، ولكن يأملون وبصورة عاجلة اتخاذ بعض الإجراءات لتوفير هذا اللقاء مع الزائرين من اجل إزالة الحاجز النفسي وفتح صفحة أخوية من العلاقات والأواصر الحميمة التي تربط فيما بين أبناء الشعب الواحد.
موقع نون
https://telegram.me/buratha