وقال الدكتور برهم صالح في حديث لصحيفتي (كوردستانى نوى وآسو) الكرديتين وفضائية شعب كردستان: إن الاتحاد الوطني الكردستاني يقف أمام ظرف مصيري، فإما إجراء إصلاحات ومأسسة الاتحاد أو الاستمرار في صراعات حول السلطة والنفوذ والمصالح، وينبغي هنا اختيار طريق الاصلاحات والتجديد بقيادة السيد مام جلال الذي يستخدم كل ثقله للتعاون مع نائبيه والمكتب السياسي من أجل إنجاح هذه المهمة التي بدأت بإجراء تعديلات في المناصب الحكومية وسوف تطال بقية المؤسسات والمرافق.
وعزا نائب الامين العام هذه المشاكل والصراعات الى تراكم النظام التقليدي منذ أكثر من 17 عاما، مع المكاسب المتحققة للكرد، التي أدت الى بروز حالات من الفساد وسوء الأداء الإداري في مجالات عدة وكذلك فرض سلطة غير قانونية، مشيرا الى أن هذا الوضع بدا واضحا في الصراعات داخل الاتحاد الوطني وكذلك نظام الحكم في كردستان، وإذا لم يوضع حد له أو لم تتم معالجته فإنه يشكل تهديدا لمكاسب شعب كردستان، لذا يجب أن نقر بأننا نريد ان نكون حزبا مؤسساتيا وحزب المستقبل.
وعن الحلول التي يراها مناسبة لمعالجة الوضع قال الدكتور برهم صالح: بداية يجب أن نقر أن ما يمر به حزبنا دليل على حيويته، وإن مشروع السيد مام جلال لفصل العمل الحزبي عن الحكومي هو الأساس والمنطلق، إضافة الى برنامج العمل المقدم من قبل السيد كوسرت رسول وأنا، والذي وافق عليه الأمين العام، كل ذلك يعتبر خارطة طريق لتجديد الاتحاد والخلاص من حالة الشد والجذب الراهنة.
وعن دور الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في حلحلة المشاكل وإجراء الاصلاحات قال الدكتور برهم صالح: أقول بحق أن السيد مام جلال داعم قوي لمشروع الاصلاح ومصمم على إجرائه وقد خولنا بتنفيذه.
وعن الجانب الإيجابي للظرف الراهن الذي يمر به الاتحاد الوطني قال نائب الأمين العام: الاتحاد الوطني الكردستاني حزب حي ومنفتح وديمقراطي وما يجري فيه واضح للجماهير لايمكن ولاينبغي إخفاؤه، فالاتحاد الوطني ليس حزبا منغلقا على نفسه أو منظمة سرية لاترى الجماهير فعالياته، ولكن هذه الصراعات لايمكن ان تدوم ويجب معالجته بالطرق والمبادئ الحزبية الأصولية.
وشدد الدكتور برهم على ضرورة استخدام ثقل النضال الطويل للاتحاد الوطني الكردستاني من أجل الإصلاح والتجديد، وأن ننقل الاصلاح من مرحلة ترديد الشعارات البراقة الى الواقع العملي، وأن نتفق على برنامج حكومي وحزبي وشعبي شامل، من يريد الاصلاح فأهلا وسهلا به ومن يبغي السلطة والنفوذ، فهذا شأن آخر ولايمثل مطلب ورغبة كوادر الاتحاد ولا مواطني كردستان، وأنا أعتقد أن الكوادر المخلصة في الاتحاد الوطني تفكر بهذا الاتجاه.
وأوضح الدكتور برهم صالح أن الجهود لاحتواء المشاكل ومعالجتها متواصلة، وقال: نريد ان نعمل على ثلاث ركائز:
أولا: اعتبار الامين العام السيد مام جلال، قدوة الاتحاد نحو إجراء الاصلاحات وخيمته.
ثانيا: الحفاظ على وحدة الصف داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.
ثالثا: التغيير والاصلاح .
من هذا المنطلق ينبغي إجراء تغييرات جوهرية يلمسها كوادر الاتحاد وأن تتأكد الجماهير أنها ليست تغييرات شكلية، وأن يؤدي تنفيذ هذه الاصلاحات الى تعزيز وحدة الاتحاد لأن الاصلاح ووحدة صف الاتحاد الوطني شيئان متلازمان ولايمكن فصلهما، وكما جاء في رسالتنا الى الأمين العام فإن المصالحة العامة وتعزيز الوحدة داخل الاتحاد شرط أساسي لنجاحنا.
وأكد الدكتور برهم صالح أن هذه العملية ليست سهلة وقال: إجراء الاصلاحات يوجه ضربة لمصالح ونفوذ البعض، حيث من الصعب على المرء أن يتخلى عنهما بسهولة، كما أن محاربة المحسوبية والمنسوبية والمساءلة حول النواقص والتجاوزات وتثبيت حكم القانون والعدالة، أمور صعبة ولكن يجب إنجازها، ومن أجل تحقيق ذلك نحن بحاجة الى إرادة التغيير واتخاذ قرارات شجاعة يلتزم بها كوادر الاتحاد الوطني بتفان وإخلاص.
وفي ختام حديثه جدد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني التأكيد على أن الاتحاد كتنظيم ديمقراطي حي ومعاصر، بإمكانه التغلب على الصعاب، عبر جعله حزبا مؤسساتيا وصاحب مشاريع مستقبلية وإعطاء المجال للدماء الشابة.
https://telegram.me/buratha