كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ (النور) عن ابرز اسباب انحسار التمثيل الشيعي في مجلس محافظة ديالى الجديد، وقالت هذه المصادر وثيقة الصلة بما يجري في ديالى ان ابرز هذه الاسباب هي تشظي القوائم الشيعية، وعدم توحدها في قائمة واحدة، ما جعل الناخب، بحسب هذه المصادر، مشتتاً بين هذه القائمة وتلك.
ولفتت المصادر الى ان السبب الاخر والمهم هو فقدان المكون الشيعي في ديالى لنحو 50 الفا من اصوات المهجرين، والذين لم يتمكنوا من الادلاء باصواتهم، برغم قرار المفوضية بفتح محطات اقتراع للمهجرين غير المسجلين في المحافظات الاخرى.
لكن قرار المفوضية أُفرغ من محتواه وجعله قراراً شكليا، كما تقول المصادر، عندما لم تسمح المفوضية بفتح اكثر من ثلاث محطات في كل محافظة تستوعب فقط 1200 ناخب. ورفضت المصادر ما يقال من ان الناخبين الشيعة عاقبوا الاحزاب والقوى السياسية التي تمثلهم بعدم المشاركة في التصويت في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية الشهر الماضي، وقالت: ((اذا كان هذا الكلام صحيحاً في البداية، فانه تحول بـ 180 درجة عند بدء الدعاية الانتخابية واعلان اسماء المرشحين، لاسيما بعد توزيع منشورات في بعقوبة وعدد من مدن ديالى من قبل جهات مجهولة تخاطب المهجرين بالقول: لانسمح لكم بالعودة الا بعد الانتخابات)).
واضافت المصادر: ان هذا الخطاب الاستفزازي فضلاً عن رؤيتهم بعض من أسهم بعملية تهجيرهم قد ترشح في الانتخابات المحلية، كل ذلك اسهم باحداث (صحوة انتخابية) بين صفوف المهجرين لاسيما في محافظات النجف وواسط وكربلاء وبغداد الذين سارعوا الى تسجيل اسمائهم في سجلات الناخبين، ومن لم يتمكن منهم من تسجيل اسمه حضر للاقتراع، بل وبقي غالبيتهم امام محطات الاقتراع المخصصة لهم حتى الساعة السادسة عصراً عندما تم اغلاق الصناديق واعلان انتهاء مرحلة التصويت وبدء مرحلة العد والفرز.
ورأت هذه المصادر انه في ضوء النتائج النهائية المعلنة من قبل المفوضية العليا للانتخابات، والتي حملوها مسؤولية تغييب المكون الشيعي، فان الوضع في هذه المحافظة المهمة والمفصلية، على حد قولهم، مرشحة لحال من عدم الاستقرار، اذا لم يتم معالجة الامر فيها بالتوافق السياسي على طريقة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
يشار الى ان محافظة ديالى تتميز بتنوع سكاني وتضم خليطا من السنة والشيعة والاكراد، اذ اظهرت النتائج النهائية للانتخابات عن فوز المكون الشيعي بـ 5 مقاعد موزعة على ائتلاف دولة القانون وائتلاف ديالى وتيار الاصلاح، بينما حصلت جبهة التوافق على 9 مقاعد والاكراد على 6 مقاعد وقائمة المشروع الوطني لصالح المطلك على 6 مقاعد والقائمة العراقية على 3 مقاعد.
https://telegram.me/buratha