قام عشرات الرجال والنساء من عوائل معتقلين عراقيين في السجون السعودية، بالاعتصام في مدينة السماوة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم وأقربائهم المعتقلين بالسعودية حسب أحد المعتصمين، فيما ذكر محافظ المثنى أن وفدا برلمانيا وصل السماوة لبحث شؤون حقوق الإنسان في المحافظة ومنها ملف المعتقلين العراقيين لدى السعودية. و قال المعتصم، مناع وناس، لـ (أصوات العراق) “نظمنا هذا الاعتصام لمطالبة السلطات العراقية بالتدخل لإطلاق سراح أبنائنا المعتقلين في السجون السعودية، بسبب كونهم مهديين بتنفيذ القصاص بحقهم.” مشيرا إلى أن “العديد منهم لفقت لهم تهم وهمية أكثر من مرة لرفع عقوباتهم وإيصالها إلى حكم الإعدام بالقصاص”.و أوضح أن “المعتقلين في السعودية تصل أعدادهم إلى المئات غالبيتهم من أبناء المثنى الذين كانوا يعملون كرعاة أغنام في السعودية”.وتابع “حضرت مع زوجتي هنا للمطالبة بإطلاق سراح ابني المعتقل منذ ست سنوات لتجاوزه الحدود المشتركة مع السعودية بحثا عن فرصة عمل، وهو يواجه حكما بالسجن لمدة 15 عاما وقد يغير إلى القصاص بحد السيف”.و اتهم وناس السلطات السعودية بـ”اعتقال المئات من العراقيين الذين يعملون بمهنة الرعي في الحدود المشتركة خلال السنوات الأخيرة، وإسناد تهم ملفقة لهم، كالاتجار بالمخدرات وتهريبها وأخذ اعترافات تحت القوة.” منوها إلى “إن السلطات السعودية أرادت من ذلك استغلال وجودهم على أراضيها لاستبدالهم بمعتقليهم في العراق”.ولفت إلى أن “المعتقلين العراقيين يواجهون ظروفا صعبة بالسجون السعودية كسجن رفحاء، ويتعرضون للضرب وتسجيل الاعترافات تحت الضغط والقوة، وهذا ما أبلغونا به خلال اتصالاتنا الهاتفية بهم”.فيما قالت أم كريم، إحدى النساء المشاركات بالاعتصام، “ولدي يعمل راعي للأغنام لدى السعوديين منذ ست سنوات، وتعرض للاعتقال قبل ثلاث سنوات في مكان عمله دون سبب.”وأضافت “لازال محتجزا دون إصدار حكم بحقه ، وبحسب ما يصلني منه من معلومات فانه لا يعلم حتى الآن ما تهمته أو سبب احتجازه”.وقال معتصم آخر أن شقيقه محتجز “كرهينة هناك وليس لذنب اقترفه”.وأوضح “شقيقي يعمل في السعودية منذ ثماني سنوات بشكل شبه رسمي ،لحصوله على بطاقة ضمان من أحد الشيوخ هناك، حتى قام أحد زملائه بقتل مواطن سعودي ثم فر إلى العراق ليسجن اثر اتهامه بقضية أخرى ولا زال محتجزا”.وتابع “السلطات هناك اتهمت أخي بالقتل بعد أن عدلوا عن اتهام القاتل الحقيقي”.واستدرك “إلا أن أخي لا زال محتجزا هناك كرهينة حتى تسليم زميله المتهم بالقتل إليهم.” من جهته فال محافظ المثنى أحمد مرزوك صلال أن “وفدا برلمانيا وصل ،أمس الاثنين، لبحث ملفات حقوق الإنسان في المحافظة ومنها ملف العراقيين المعتقلين والمحكومين في السجون السعودية”.وأوضح “أن الوفد البرلماني ضم محمد الحيدري رئيس اللجنة، والأعضاء شذى العبوسي و عامر ثامر علي بهدف الوقوف على واقع شؤون حقوق الإنسان في المحافظة وملف المعتقلين في السعودية كون غالبيتهم من أبناء المثنى.”.وأضاف “ناقشنا مع الوفد ملف المعتقلين لدى السعودية، واتفقنا على ضرورة فتح قناة حوار مع الجانب السعودي حول الموضوع ،من خلال الحكومة العراقية، للوقوف على واقع المعتقلين وحقيقة التهم المنسوبة إليهم.” منوها إلى “إن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا بمعدلات إصدار أحكام بالقصاص (الإعدام بحد السيف) بحق متهمين عراقيين في السعودية”.وكشف إلى “عدم وجود بيانات واضحة وتفصيلية عن أعداد وتهم العراقيين المعتقلين في السجون السعودية.” و ذكر صلال”أجرينا مؤخرا اتصالات هاتفية بعدد من الذين صدرت بحقهم أحكام القصاص، لأن هذا الموضوع الحساس يلقى اهتماما وعناية خاصة من قبل الحكومة العراقية ،ونحن نتوقع أن يصار إلى اتفاق مع الجانب السعودي لحسم قضية المعتقلين العراقيين لديهم”.