وأضاف التقرير أنه استطاع تفكيك 24 مجموعة مسلحة خارجة على القانون و4 شبكات يعود ثلاثة منها لتنظيم حزب اطلق عليه حزب العودة (وهو تنظيم تابع لحزب البعث المنحل) . وأوضح أن الجهاز الأمني الذي كان مدعوما من القوات الأميركية قبل أن تتسلم الحكومة العراقية مسؤولية الإشراف عليه نفّذ عددا من العمليات الإستراتيجية الناجحة ، ولاسيما في عملية (صولة الفرسان) في البصرة، وعمليات (أم الربيعين) الأولى والثانية في نينوى . وبحسب المسؤولين الأمنيين، فإن جهاز مكافحة الإرهاب استطاع أن يخطو خطوات كبيرة، ويسهم في استتباب الأمن في البلاد .
رئيس هذا الجهاز الفريق طالب الكناني، قال إن نواة هذا الجهاز كانت قوة صغيرة من القوات الخاصة تم تدريبها على أيدي الجيش الأميركي وتم تسليحها تسليحا متطورا وشارك القوات الأميركية في عدد من العمليات العسكرية. وأشار الكناني، خلال عرض قدمه الى الحكومة أن رغبة الحكومة في تطوير عمل الجهاز ساعدت على توسيع الأقسام التابعة له حيث يمتلك حاليا 4 مراكز استخبارية إقليمية في كل من ديالى والأنبار والبصرة ونينوى. ومن المؤمل أن يتم إنشاء 18 مركزا استخباريا في عموم محافظات البلاد.
الكناني، الذي كان يتحدث بمناسبة افتتاح المبنى الجديد المخصص للجهاز المذكور، في المنطقة الخضراء وسط بغداد قال إن من أولويات عمل الجهاز ملاحقة القادة من المستويين الأول والثاني في تنظيمات القاعدة والشبكات المرتبطة بها، كذلك رصد وملاحقة المجاميع الخاصة المدعومة من الخارج وجمع المعلومات عن نشاطات حزب العودة. وبشأن العمليات النوعية التي نفّذتها القوات الخاصة التابعة للجهاز المذكور، أوضح الكناني أن القوات الخاصة خاضت عمليات صعبة وناجحة منها عملية (صقر الرافدين) في منطقة النباعي، إذ تم خلالها تدمير شبكة تابعة لإحدى عصابات الجريمة المنظمة المتخصصة في عمليات الاغتيال والاختطاف. وأضاف أن قواتنا أسهمت أيضا في عملية تدمير تنظيم (جند السماء) في محافظة الديوانية ، وتمكنت من قتل 300 مسلح، واعتقال 400 آخرين.
وفي تصريح على هامش حفل الافتتاح الذي حضره جمع من المسؤولين العراقيين ، ذكر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب أن عمل الجهاز لم يقتصر على الملاحقة الأمنية للعناصر الإرهابية، بل له إسهامات في ملاحقة مهربي الآثار في عموم البلاد. وعن ملف التسليح والدعم اللوجستي لهذا الجهاز، أوضح الفريق الكناني أن الجهاز في بداية تشكيله، كان يُدعم ويُموّل من قبل الجيش الأميركي، أما الآن، وبعد تسلّم القيادة والسيطرة من قبل الحكومة، فإننا نسعى إلى إتمام عملية بنائه .
وأضاف أن الجهاز تعاقد أخيرا مع الولايات المتحدة الأميركية لشراء طائرات استطلاع وعمليات خاصة ، ومن المؤمل وصول هذه الطائرات خلال هذا العام، كما تعاقد الجهاز مع إحدى الشركات الأميركية لتجهيز قيادة العمليات بكل ما تحتاجه من تجهيزات ومعدات عسكرية».
لكن جهاز مكافحة الإرهاب يواجه مشكلة كبيرة، ربما تعيق تقدم عملية استمراره في الفترة المقبلة، تتمثل في تقليص التخصيصات المالية له، بسبب هبوط أسعار النفط والأزمة المالية التي اجتاحت العالم . كما يواجه الجهاز مشكلة تشريعية ، تتمثل في عدم ارتباطه بوزارتي الدفاع والداخلية، بل يشرف عليه بشكل مباشر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، ما دفع ببعض القوى السياسية إلى المطالبة بحله ، وإلحاق عناصره بقوات الوزارتين المذكورتين.
https://telegram.me/buratha