بسم الله الرحمن الرحيمنعزي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والأمة الإسلامية والعالم الشيعي والحوزات العلمية والمرجعيات الشيعية وجميع المؤمنين والمؤمنات الرساليات بمناسبة ذكرى وفاة عقيلة الطالبيين وسفيرة الإعلام للنهضة الحسينية السيد زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب عليها السلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الرساليين والرساليات الزينبيات أن يسيروا على خط الحوراء زينب عليها السلام وأن يكونوا سفراء إعلام للإسلام والتشيع العلوي والثورة الحسينية الخالدة التي جلجلت حصون الكفر والجاهلية الأموية وعروش الطاغية يزيد وإبن زياد.
إن شخصية الحوراء زينب كانت شخصية عظيمة في التاريخ وتحدت بشجاعتها وبرباطة جأشها كل الطغاة والظالمين الذين أرادوا تضليل الأمة وحرفها عن الصراط المستقيم ، فدافعت سلام الله عليها عن الحق المضيع والجسد المقطع وتحملت مسئولية الهاشميات في كربلاء بعد واقعة الطف حتى الكوفة في قصر الإمارة للطاغية عبيد الله بن زياد وحتى الشام في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية وحافظت على الوجود الإلهي الشريف للإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليه السلم الذي كان مريضا ، وتحدثت بخطب بليغة وتاريخية عرت فيها عبيد الله بن زياد ويزيد وفندت مواقفهما وأفعالهما الشنيعة بحق الإمام الحسين والعترة الطاهرة وشهداء كربلاء وفضحت الحكومة الأموية اليزيدية ودافعت عن حق أخيها في الخلافة والولاية ، وخطبها التاريخية في مجلس بن زياد ويزيد بن معاوية خير شاهد على بلاغتها وأنها عالمة غير معلمة وأنها كأمها الزهراء التي كانت فدائية الولاية حيث دافعت عن أحقية الإمام علي في الولاية والخلافة ، فإن الحوراء زينب كانت الفدائية الثانية لأخيها الإمام الحسين التي دافعت عن ثورته ونهضته أمام الظلم والطغيان والتحريف الأموي داخل الأمة ، ولولا زينب لما عرفت ثورة كربلاء ولولا ثورة الإمام الحسين والإعلام الزينبي لإندثر الإسلام.
فسلام على الحوراء زينب يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية شاهدة ، فكان وجودها في كربلاء شهادة حية للتاريخ حيث بينت حقائق ثورة أخيها الإمام الحسين عليه السلام وأماطت اللثام عن الجاهلية الأموية التي تلبست بلباس الإسلام وأرادت تحريف الدين بإسم الملكية التي الدين الإسلامي منها براء.
ونحن في ذكرى وفاة الحوراء زنيب عليها السلام نطالب المؤمنين وشيعة أبيها الإمام علي بن أبي طالب أن يحيوا ذكرى وفاتها بالحضور في مجالس العزاء وتعريف شخصيتها العلمية والرسالية وتاريخ حياتها وسيرتها منذ يوم ولادتها وحياتها مع أبيها في الكوفة وحياتها مع أخيها الإمام الحسن في المدينة وحياتها مع الإمام الحسين منذ خروجها من المدينة الى كربلاء حتى خروجها مع ركب السبايا الى الكوفة ثم الى الشام ومن ثم رجوعها الى كربلاء والى المدينة المنورة مدينة جدها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى أن توفاها الله سبحانه وتعالى الى جنانه.
إن حياة عقيلة الطالبيين مدرسة رسالية متكاملة في العلم والإخلاق والمناقبيات والجهاد والنشاط والعمل الإسلامي الدؤوب من أجل الدفاع عن الإسلام ومقارعة الظلم والتحريف والجاهلية الأموية التي أرادت الإنقلاب على الإسلام وتحريفه ، وإن دراسة حياتها وسيرتها وإتخاذها أسوة وقدوة في الحياة كما إتخاذ سيرة وحياة الأئمة المعصومين الإربعة عشر عليهم السلام إبتداءا من الرسول الأعظم وحتى القائم المهدي من آل محمد سيؤدي الى بناء أجيال رسالية تسير على خطى الأنبياء والرسل والقرآن الكريم وتجسد حياتهم في الدنيا وستكون مقدمة وأرضية لبناء المجتمع الرسالي المناقبي الفاعل في الأمة الذي سيتحمل المسئوليات الدينية والإسلامية لتبليغ الدين الإسلامي على أكمل وجه وأن ينشر التشيع العلوي الجعفري وعلومه ومعارفه الى الناس كما قال الإمام الرضا عليه السلام:"تعلموا علومنا وعلموها الى الناس ، فلو عرف الناس محاسن كلامنا لأتبعونا".
إننا اليوم وفي ظل الجاهلية الغربية والثقافات الوافدة علينا من كل صوب وحدب وتكالب الزمان علينا وتظاهر القوى الكبرى والإمبريالية والصهيونية الدولية على الأمة الاسلامية ، بحاجة ماسة الى مدرسة الحوراء زينب عليها السلام الإعلامية ليكون كل واحد منا رسالة إعلام مدافعة عن الحق المضيع والجسد المقطع والبدن السليب والشيب الخضيب للإمام الحسين عليه السلام.
إننا اليوم وفي ظل الأوضاع الراهنة نعيش وضعا مأساويا في لبنان حيث العدوان الغاشم على الشعب اللبناني والدولة اللبنانية ونرى المجازر والمذابح اليومية على يد الكيان الصهيوني الغاصب وجيشه وآلته العسكرية الفتاكة التي تفتك بالمسلمين السنة والشيعة والمسيحيين في لبنان دون رحمة ودون هوادة ، ونرى الأطفال الرضع يمزقون يوميا بقنابل الطائرات والمدفعية الإسرائيلية ، ولا زالت الولايات المتحدة الأمريكية متزمتة برأيها في حماية الكيان الصهيوني في حربه العدوانية الغاشمة على لبنان ، ولكن والحمد لله رب العالمين فإن المقاومة الإسلامية وحزب الله قد إستقاموا على طريق ذات الشوكة ودافعوا عن الإسلام وكيان الأمة الإسلامية والشعب اللبناني ولم يسمحوا للعدو الصهيوني الغاصب التقدم وإحتلال لبنان كما حدث في السنين التي مضت ، ولذلك فعلى المسلمين والغيارى أن يدافعوا عن مظلومية الشعب اللبناني ويقدموا العون والمساعدة للمقاومة الإسلامية الباسلة وحزب الله وقيادته البطلة والشجاعة المتمثلة في السيد حسن نصر الله التي رآيته منصورة بإذن الله سبحانه وتعالى.
كما وإننا في العراق نعيش وضعا مأساويا في ظل إستمرار الإحتلال وبقائه وفي ظل الهجمة الشرسة والبربرية للقوى التكفيرية وأزلام النظام الصدامي البائد ضد أبناء الشعب العراقي وأتباع وشيعة أهل البيت ، وفي ظل الصمت العربي والإقليمي على هذه الأفعال العدوانية والإرهابية بحق الشعب العراقي المظلوم.
وإننا في الوقت الذي نطالب الشعوب العربية والإسلامية بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني الأعزل من السلاح والى جانب المقاومة الصامدة وحزب الله وأن يتخذوا مواقف صارمة في خروج الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وإيقاف العدوان الإسرائيلي دون قيد أو شرط ، نطالبهم أجمع بأن يقفوا الى جانب مظلومية الشعب العراقي الذي يتعرض الى حرب إبادة وتهتك مقدساته في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء وأن يستنكروا وبقوة الأعمال الإرهابية للأموية والعباسية الجديدة في بلاد الرافدين التي تعطشت للحكم والسلطة ولو على جماجم الأبرياء وسفك الدماء وإستحلال الحرمات.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان وأن ينصر جيوش الإسلام والمسلمين وجنود المقاومة الإسلامية وحزب الله ، ويخذل جيوش الكفر والمنافقين والصهاينة واليهود الإسرائيليين وأن يمن على المستضعفين بالنصر والغلبة ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع هيئة الطفل الرضيعكربلاء المقدسة
https://telegram.me/buratha