الأخبار

ناجون من تفجير مطعم كركوك يروون اللحظات الأخيرة


أستيقظ الطفل عقيل ذات الخمس سنوات مبكرا صباح أمس الخميس وارتدى ملابس العيد، استعدادا لقضاء اليوم خارج المنزل كما وعده والداه، وكذلك فعلت أخته زينب ذات الثلاث سنوات. وعندما جهز الأب نفسه وسيارته وكذلك الأم، انطلقا إلى مدينة ألعاب كركوك، وكنت أرافقهم بسيارتي الشخصية، وبعد انتهاء الأطفال من اللعب واللهو، ذهب أبو عقيل إلى إحدى محلات لعب الأطفال وأشترى لعقيل وزينب مجموعة من الألعاب والدمى، قبل أن نتوجه إلى مطعم عبد الله حيث عقدنا العزم على تناول أكلة كباب عراقي في هذا المطعم الشهير.

ويضيف أبو محمد 55 سنة، وهو أحد أقرباء أبو عقيل الذي يعمل موظفا في شركة نفط الشمال في حديث لـ"نيوزماتيك" "تركنا السيارتين أمام المطعم وبعد تفتيشنا من قبل حراس الأمن، دخلنا المطعم الذي كان يزدحم بالزائرين، واخترنا مكانا أمام نافورة الماء التي تتوسط المطعم، وبعد أن استمتعنا بأكل الكباب ورفقة الأطفال، غادرت المائدة وذهبت لغسل يدي"، يتابع "ما هي إلا لحظات ودوى صوت انفجار هز المكان".

يواصل أبو محمد من على سريره في مستشفى كركوك العام "خرجت كالمجنون أبحث عن أبن عمي، وعائلته، فلم أجد إلا أشلاءهم، فعقيل مات وأبوه وأمه كذلك زينب التي رأيت جثتها وهي تحتضن الدمية التي تلطخت بالدماء".

ويصف أبو محمد مشهد ما بعد الانفجار بأنه "مشهد مروع ومخيف حيث اختلط الدم مع الأكل وأصبحت الدماء تجري مع مجرى المياه، مشهد مخيف سوف لن أنساه ما حييت".

ويشير أبو محمد إلى أن العديد من القتلى كانوا من النساء والأطفال"، ويضيف "اختلطت الجثث وتناثرت في المطعم ولا أحد يعرف ما السبب، قتلوا فرحة العيد في عيون عقيل وأخته زينب".

وكان تفجيرا انتحاريا، وقع أمس الخميس، وصف بأنه الأعنف من نوعه، استهدف احد مطاعم المدينة وأسفر عن مقتل وإصابة 150 شخصا.

أما وليد نظام نصر الدين 20 سنة وهو أحد العاملين في مطعم كباب عبدا لله، فيروي في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس، وبينما كنت مشغولا بتوزيع الأكل على الزبائن وسط الصالة، حصل انفجار عنيف وتصاعدت ألسنة النيران من كل مكان، وشعرت بعصف قوي يقذف بي إلى آخر المطعم"، ويضيف "وبعد دقائق تلمست جسدي فإذا بالشظايا قد مزقت بطني وأخرى أصابت يداي وصدري".

ويقول نصر الدين إن "التفجير كان قويا جدا حطم كل شيء في المطعم"، ويضيف "كان أشبه بمجزرة، قطع من الأجساد متناثرة هنا وهناك، هنا رأس بشرية وهناك يد وهنا جثة طفل وهناك جثة امرأة".

يواصل نصر الدين حديثه بصعوبة من على سريه في مستشفى كركوك بعد أن خضع لعمليتين في بطنه وأخرى في يديه، "بعد التفجير هرعت فرق الاتقاد من الشرطة، والمدنيين إلى المطعم وقاموا بنقل المصابين إلى المستشفى"، ويبين أن "كثرة عدد المصابين جعلت الأطباء يعالجون المصابين على الأرض لتقديم المساعدة لنا".

ويتساءل شيرزاد عبدالله احد المصابين في التفجير الانتحاري، في حديث لـ"نيوزماتيك" "ماذا يريد الإرهاب الأعمى منا نحن العراقيين"، ويضيف إن "زبائن المطعم كانوا جميعهم من العوائل والنساء والأطفال سرقوا فرحة العوائل".

ويتساءل عبد الله مرة أخرى "ماذا سوف يقول المجرم الذي فجر نفسه لله تعالى؟ إنها إبادة جماعية تهدف إلى ضرب وتدمير مدينة كركوك كونها مدينة آمنة ومستقرة وبعيدة عن جميع المشاكل وأهلها جميعا متحابون فيما بينهم".

وتقول أم سمير قريبة مصطفى عدنان البالغ من العمر 13 سنة وهو أحد المصابين في الحادث، مع ستة من أفراد عائلته، إن "مصطفى أصيب في رأسه، وهناك شظايا في عموده الفقري، وهو في غيبوبة منذ الأمس"، وتضيف إن "خمسة من أفراد عائلته أصيبوا في الحادث" مبينة أن "والده ووالدته وأخته يخضعون للعلاج في مستشفى آخر، بينما يرقد أثنين من أشقائه في شعبة أخرى، بنفس المستشفى".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
suhaam hussain
2008-12-13
dear brother al azaali saddam is dirty and criminal man and the arabic specialy those who love him are dirty ,rotten and dayootheen this is why they cry on him , but they don't care about the innocent iraqi one day imam mahdi will make them flee like rubish in the rubbish bin
خالد الغزالي
2008-12-13
عندما تم اعدام الطاغيه في يوم العيد قامت الدنيا ولم تقعد لانه يوم مقدس واعدام رجل اخذ بيده قائمه اكثر من مليون ونصف مسلم اعدمهم بيده وبكى كل العرب له وليمنا هذا تنصب له التعازي لمجرد انه كان يذبح العراقيين واليوم في يوم العيد تم ذبح العشرات كلهم لا يعرفون لماذا تم قتلهم ذنبهم الوحيد انهم ارادوا ان يفرحوا بمناسبه العيد ولم ارى ولا عربي احتج بالرغم من ان صدام اعدم لانه قاتل وهولاء ابرياء والله لو كان بيدي لم اسمح لاي عربي يدخل العراق تغمد الله شهدائنا بفسيح جناته ولعنه الله على كل العرب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك