برعاية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، عقد المؤتمر الوطني الأول لرعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة النجف الأشرف، الجمعة، بحضور ممثلي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الشباب ورئيس وأعضاء مجلس محافظة النجف الأشرف، ومحافظ النجف وعدد كبير من المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني.وفيما يلي نص كلمة النائب في المؤتمر: "بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتحتضن مدينة النجف الأشرف اليوم هذا المؤتمر الوطني الأول لهذه الفئة والشريحة المهمة من مجتمعنا، ولاريب في ان أقامة هذا المؤتمر على أرض الغري انما هو مدعاة فخر وأعتزاز وبشرى وسرور وسيكون إن شاء الله خطوة مهمة لنشاطات أخرى مؤثرة وفاعلة تحقق أهدافها وتصل الى غاياتها في تقديم كل ماهو ضروري ومفيد لكم .أيها الأخوة أننا في الوقت الذي نعوّل فيه على هذا المؤتمر في تحقيق مشروعه فإننا في الوقت نفسه نوقن بأهمية ان تقدم الدولة بجميع مؤسساتها، الدعم والتشجيع والرعاية وفي كل المجالات وأن تنهض بألتزاماتها الأخلاقية والإنسانية ذلك انها يجب ان لاتنسى ان قسماً منكم وما أصبحتم عليه إنما هو نتاج الحروب المتكررة وماخلفته من دمار بيئي أثرّ سلباً على المستوى الصحي فضلاً عن تقصيرها في التوعية الصحية والإجتماعية وحتى في سن القوانين والأنظمة بل ان النظام السابق كان عاملاً كبيراً فيما آل بعضكم عليه، واليوم ونحن ندعو الى دولة المواطن فأحرى بنا ان نشد العزم لصنع حياة جديدة لكم قوامها العدل والإحسان والخير وليكن مؤتمرنا هذا بادرة لتحقيق هذا الهدف..وإذا كان للدولة دور مهم في هذا الإطار فإننا أيضاً نحثّ منظمات المجتمع المدني في أن تحمل على عاتقها دوراً آخر في أيجاد المبادرات الفعالة والإنسانية التي تسهم في تنمية الأمكانيات وبث روح الأمل والعـطاء ولعل هذا الدور يوازي دور الدولة في خلق الحياة الرغيدة الهانئة لكم.أيها الأخوة..وإننا لنثمن هذا الدور ونسعد لأن نرى مثل هذه المؤسسات والمنظمات تجد طريقها للظهور في دروب من يستحق..أخوتي وأصدقائي..إن الإرادة تصنع المعاجز وتحد المستحيل وإذا كانت حياة المرء من اختياراته ، وإن كانت لأيدي الأقدار تدخلات في توجيه هذه الاختيارات، فإن الإنسان يجب ان يصنع طريقه بيديه ولايفقد الأمل في الحياة مهما بلغت العوائق والصعوبات..ذلك ان التراث الانساني كله لم يكترث بحسن الجسوم وكمالها وانما اكترث بالعطاء والابداع وكما قال الشاعر :
لاخير في حسن الجسوم وطولهاإن لم تزن تلك الجسوم عقولهابل أن الله سبحانه وتعالى أكد على هذه المفاهيم والقيم ، ففي الحديث النبوي الشريف ( إن الله لا ينظر الى أجسامكم بل ينظر الى قلوبكم) و ( أكرمكم عند الله اتقاكم) .وقد زخر تاريخنا الاسلامي والإنساني بأمثلةٍ كثيرةٍ عن العطاء والابداع من أناس مثلكم... عليه فإن مشاركاتكم وإبداعاتكم في تقديم ما تستطيعونه في خضم تقلبات الحياة ومسيرتكم فيها تصنع للتاريخ والمجتمع عنواناًَ لان يخلد وابداعاً لأن يكتب ونموذجاً لان يحتذى.. وستكون قيمتكم حينها تفوق قيمة من أعطاه الله تمام الخلقة ولم يؤدِ دوره في الحياة.. وكذلك المجتمع الذي لا يقدّر انجازاتكم وقيمتكم ويعظّم نفسه ويقلل من شأنكم كما قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءُ من نساءً عسى أن يكنّ خيراً منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسمُ الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )وهو ما لا نرضاه لمجتمعنا ولانفسنا.وإننا اليوم نؤكد على هذا الاساس المشاركة الواسعة في أنشطة المجتمع كافة كالعلوم والفنون والرياضة والاداب وغيرها.. وأن الدولة لتفخر في أن تكون راعية لتنمية هذه المواهب والقدرات ودعمها لتشق طريقها في مسيرة الإبداع والتألق في مجتمع فاضل كريم.. نشكر كل من قدم جهداً وبذل مسعى لاحياء هذا المؤتمر الكبير بموضوعه والسامي بأهدافه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
