حزب الله أعد "جحيما" لقوات إسرائيل فى القيظ
لا تتوقف المدفعية الاسرائيلية عن قصف معقل حزب الله فى مدينة بنت جبيل، بينما انتشرت رائحة الديناميت فى منطقة موشاف أفيفيم الاسرائيلية على الحدود مع جنوب لبنان والتى هجرها سكانها ولا تكاد تمر دقيقة دون أن تنطلق منها قذائف مدفعية تدوى فى المناطق اللبنانية المتاخمة لاسرائيل. واندلعت معارك شديدة الوطيس من أجل احتلال مدينة بنت جبيل التى تعتبر عاصمة منطقة الجنوب التى يتمركز فيها حزب الله وتدوى أصوات سيارات الاسعاف التى هرعت لاخلاء الجنود الاسرائيليين الذين أصيبوا فى المعارك.
وفى اليوم الثالث عشر من اندلاع المعارك توغل الجنود الاسرائيليون كثيرا فى مناطق يسيطر عليها حزب الله الذى تدعمه إيران وتحلق طائرة عمودية إسرائيلية فى الجو ولكنها تحاول أن تظل بمنأى عن مرمى الدفاع الجوى لحزب الله. وتعتقد قيادة الجيش الاسرائيلى أن مئات من مقاتلى "ميليشيات"حزب الله يتمركزون فى بنت جبيل ويعتبر الجنود الاسرائيليون جنود حزب الله أخطر عدو لهم حاليا. وقال متحدث عسكرى إسرائيلى "إن حزب الله عدو مثير للرعب .. أصبحنا نعى أنه ليس باستطاعة إسرائيل الانتصار على حزب الله خلال عدة أيام فهذه الميليشيات جيش" مضيفا أن "إسرائيل لن تستطيع توفير الامن على حدودها الشمالية باستخدام السلاح ولكن عبر القنوات السياسية". ويغطى التراب الجنود الاسرائيليين العائدين من جبهة القتال كما أن علامات التعب والاعياء الظاهرة عليهم لا تخفى على العيان. وفى إحدى المناطق الحدودية التى يقصدها الاسرائيليون فى أوقات السلام والتى تعتبر محمية طبيعية خلد طاقم دبابة إسرائيلية للراحة يوم الاثنين بعد عناء القتال على الجبهة، تظللهم الاشجار الظليلة وذلك بعد أن كانوا قد توغلوا فى لبنان من أجل تخليص زملائهم التابعين لاحدى الوحدات الخاصة والذين حاصرتهم نيران جنود حزب الله. وقال أحد الجنود الاسرائيليين إن طاقم هذه الدبابة لم يكد يتخطى الحدود حتى فوجئ بنيران حزب الله المضادة للدبابات تنهال عليهم، كان هذا الجندى يطل من النافذة المحصنة لدبابة "ميركافا". وأضاف الجندي: "أطلق علينا صاروخان أصاب أحدهما برج الدبابة .. كانت هذه أخطر لحظة فى حياتي" مشيرا إلى أن قائد الوحدة أصيب وأن قناصة حزب الله قتلوا جنديا آخر كان فى مكان يظنه آمنا. وتعتبر دبابة ميركافا من المقاتلات الثقيلة جدا وهى محل فخر الجيش الاسرائيلى ولكن الجنود لا يظنون أنفسهم بمعزل عن الخطر داخلها، فقد تسببت قذيفة أطلقها حزب الله فى إحداث عطل كبير فى برج الدبابة. ويقول الجندى الاسرائيلى إن جنود حزب الله ليسوا مثل مقاتلى حركتى حماس أو الجهاد الاسلامى بل إنهم أكثر خطورة بكثير. وأخذ قتال الاسرائيليين أمام حزب الله على الجبهة بالقرب من منطقة موشاف أفيفيم شكل الهجوم البرى الذى يتعدى كونه توغلا محدد الاهداف تنفذه وحدات إسرائيلية خاصة ولم يعد يخفى على أحد من جنود الجيش الاسرائيلى أن إسرائيل فى حالة حرب وهذا هو الوصف الذى تستخدمه وسائل الاعلام الاسرائيلية الان. ويرى المعلقون الاسرائيليون أن إسرائيل فى سباق مع الزمن من أجل توجيه ضربة قاسية لحزب الله المختبئ فى الحصون والمخابئ والانفاق وذلك قبل أن يتوصل المسرح السياسى لوقف لاطلاق النار وأن على إسرائيل أن تضعفه بشكل حاسم حتى تستطيع أن تعلن أنها انتصرت عليه. وأشارت الحكومة الاسرائيلية إلى أنها ستقبل عندئذ بتمركز لقوات السلام الدولية متعددة الجنسيات على المناطق الحدودية مع لبنان. ويقود الجنرال أودى آدم قائد المنطقة الشمالية والذى كان والده جنرالا فى القوات الاسرائيلية فى لبنان وقتل على أيدى المقاومة اللبنانية عام 1982.وعن ذلك قال الجنرال آدم .. إن صورة والده ترافقه فى المعارك وأضاف أنه مازال يحتاج لعدة أسابيع من أجل تنفيذ مهمته والتى يقودها من مخبئه تحت الارض فى مدينة صفد.الألمانية- كارستن هوفمان
https://telegram.me/buratha