ففي قرية الحمام الأولى التي تبعد خمسة كيلو مترات غرب مدينة الحلة والتي تشكوا من انعدام أغلب الخدمات فيها، تحدث بعض مواطنيها ومنهم عذاب الجبوري قائلا:
"نحن بمسافة كيلومتر لا يصلنا الماء وهناك قرى مجاورة لنا يصلها إلى الطابق الثاني. نريد إجراء تحقيق حول قضية الماء ونحن نناشدنا مدير ماء بابل أسعد عبد الأمير أكثر من خمس مرات. ألسنا عراقيين؟ ألا نعيش في هذا البلد؟ هل تعلم أن سعر برميل الماء في قرية الحمام الأولى أصبح ثلاثة آلاف دينار؟ هل هي منطقة حرة لبيع الماء بالتناكر الأهلية التي تجلب الماء الراكد من مسافة 15 كيلومتر ووباء الكوليرا منتشر. أنا أحمـّل كل الجهات المسؤولة وذات العلاقة إذا ما انتشر مرض الكوليرا في قرية الحمام الأولى. سأقيم دعوى قضائية ضد كل الجهات المقصرة".
وقالت أم علي وهي من المهجرين من ناحية اللطيفية شمال الحلة: "لا يوجد لدينا ماء. أطفالنا أصيبوا بالمرض لأننا نشرب من هذه المياه الآسنة التي ترونها أمامكم. وأصيب اطفالنا بالإسهال أيضا. ونحن كل فترة ننقل اثنين أوثلاثة منهم إلى المستشفى. وأطلب من الحكومة أن تساعدنا في الحصول على الماء والخدمات الغير موجودة لدينا".
أما أبو حسين فأكد عدم وصول أي مسؤول لمنطقتهم وأضاف: " نأخذ الماء من الجدول الذي يحتوي على الطحالب وما يسمى بالشمبلان، ولم تصلنا أي سيارة حوضية. وأنا ابن هذه المنطقة. سكنت فيها قبل ستة أشهر وسمعت مرة أن سيارة حوضية جاءت إلى المنطقة ولم يصل إلى منطقتنا أي مسؤول".
هذه المعاناة نقلها "راديو سوا" إلى مدير ماء بابل أسعد عبد الأمير، بعد أن اعتذر رئيس مجلس محافظة بابل محمد المسعودي عن الإجابة، حيث قال الأول:
"في عموم محافظة بابل نسبة القرى غير المخدومة بشبكة المياه الصالحة للشرب هي 40 بالمئة ومنها قرية الحمام التي تحتوي على شبكة. ولكن سوف تتغذى من مشروع ماء سعة 500 متر مكعب سوف ينجز لاحقا. والماء المجهز لناحية أبي غرق غير كافي لتغذية هذه المناطق وأطراف المنطقة، ولكننا نجهز هذه المنطقة بالآليات الحوضية".
هذا وقد أكدت مصادر طبية رفضت الإفصاح عن اسمها اكتشاف حالات إصابة بمرض الكوليرا في أحياء داخل مركز مدينة الحلة مؤخرا، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى أهالي المدينة من خطر إصابتهم بهذا المرض الفتاك.
https://telegram.me/buratha