قال نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، الأحد، إن المجلس ليس لديه "موقف ناجز" حتى الآن من الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية. واوضح السيد الحكيم ان المجلس "ليس لديه موقف ناجز حتى اللحظة من الاتفاقية الأمنية، وان ما هو ناجز لدينا الثوابت التي وضعناها لأنفسنا وان هذه الثوابت تتضمن "معايير التقيد بالسيادة الوطنية والاستقلال والإرادة السياسية العراقية والتأكد من الشفافية الكاملة في هذه الاتفاقية وعرضها على مجلس النواب العراقي و الوصول إلى إجماع بشأنها من قبل المكونات السياسية". وتابع "قد لا نستطيع ان نترقب اجماعا وطنيا شاملا يمثل كل القوى السياسية، ولكن اجماع القوى نحن نعتبره شأنا أساسيا ذلك ان القضية لا تخص مكونا دون اخر بل تخص العراق جميعا ويجب ان تكون جميع المكونات لها نظرة فاعلة". واشار السيد الحكيم الى انه "من وجهة نظرنا ان هذه الاتفاقية شانها شان أي اتفاقية يراد إبرامها بين العراق وأي دولة اخرى يجب ان تخضع لمعايير السيادة الوطنية بشكل كامل وواضح". ولفت الى ان " الحديث عن اتفاقية مع الولايات المتحدة وتحديد الأفق الزمني لإنهاء مهمتها يمثل خطوة وقفزة نوعية في اتجاه تعزيز السيادة الوطنية، وهي مسألة مهمة يجب ان تناقش وتبحث بعيدا عن التصريحات والمزايدات والشعارات هنا وهناك". واردف بالقول إن "المسودات ما زالت في طور التنفيذ ونحن بانتظار المسودة الأخيرة التي تقدم لندرسها بشكل معمق ونرى مدى انسجامها وتماشيها مع المصلحة الوطنية العراقية لناخذ موقفا ايجابيا منها او تقاطعها لنتحفظ عليها". وحول العلاقات العراقية مع بلدان الجوار وايران على وجه الخصوص، قال نائب رئيس المجلس الاعلى "لاشك ان للعراق مصلحة اكيدة في بناء علاقات طيبة وايجابية مع بلدان الجوار كتركيا وإيران والدول العربية المحيطة".واردف بالقول "نشعر باعتزاز كبير في الانفتاح العربي الذي بدأت تتعزز ملامحه مع العراق وكذلك التواصل التركي يمثل مبعث سعادة كبيرة". وبين السيد الحكيم ان "ايران كدولة تربطنا معها حدود طويلة، من الحكمة ان نبني معها علاقة قوية ومتبادلة على اساس الندية الكاملة، وهي اسس نعتمدها في تنظيم علاقتنا كعراقيين مع كل دول الجوار والمنطقة والعالم وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية من البلدين واحترام السيادة والمصالح المتبادلة". وحول تاثير العلاقات الايرانية الامريكية، اوضح السيد الحكيم "لاشك ان الاحتقان القائم بين امريكا وايران والمشاكل التاريخية بين البلدين تلقي بضلالها على مشروع فتي كالمشروع العراقي". مستدركا ان "هذا لا يمنع ان ننطلق من مصلحتنا الوطنية لنجد ان بناء علاقة ايجابية مع ايران ضرورة ومصلحة وطنية"، اضافة الى "بناء علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة التي تمثل اهم مصدر قرار في العالم وتمتلك هذا الكم الهائل من التطور العلمي والتكنولوجي، بما يمكن ان يساعد العراق على نجاح مشروعه سواء على المستوى السياسي او التنموي".