حذر مدير منظمة بيئية في الناصرية، امس الخميس، من ظاهرة الصيد الجائر التي تنتشر في اهوار الناصرية، واصفا الظاهرة بأنها عملية إبادة جماعية للثروة الحيوانية والنباتية فيها. وقال جواد الاسدي، مدير منظمة(طبيعة العراق) ان "الصيد غير القانوني الذي ينتهجه بعض من ضعفاء النفوس يهدد البيئة الحياتية في مناطق الأهوار وخصوصا الاهوار الوسطى في بركة البغدادي ونهر أبو سوباط والتي تعد من أجمل مناطق الاهوار والتي يمكن ان تمثل مناطق سياحية."وأضاف ان تلك المناطق "تشهد عملية إبادة للثروة الحيوانية بها نتيجة لطريقة صيد الأسماك، ما يخلف هلاكات خطير تهدد مستقبل المنطقة البيئي نظرا لشمول سميتها حتى النباتات والأحياء الدقيقة وصغار الأسماك." وبين ان "ظاهرة الصيد باستعمال المبيدات الزراعية الرخيصة الثمن المتوفرة في الأسواق بكثرة ومن مناشئ عدة، واستعمال مولدات الكهرباء الصغيرة الحجم والتي يمكن حملها بالقوارب الصغيرة في الصيد تشكل خطرا فادحا وهدرا ليس بالثروة السمكية فحسب وإنما إبادة الأحياء المائية كافة ،وستؤثر على إنسان الاهوار في مرحلة قادمة." وأشار إلى ان ذلك "يمثل انتكاسة كبيرة لجهود وزارة الموارد المائية والوزارات الساندة لها ضمن مشروع أعادة إنعاش الاهوار وإعادتها لسابق عهدها، لما ستؤول إليه الاهوار أذا ما استمرت عمليات الصيد باستعمال المبيدات الزراعية من القضاء على الأحياء المائية وخاصة النباتات وما يتبعها من فناء الأحياء التي تعتاش عليها تباعا." ولفت إلى ان "هذا الأمر يحتاج إلى تظافر كل الجهود الخيرة لوضع حد له، وان هنالك قوانين صارمة يمكن ان تحد من هذه الطريقة بالصيد إلا ان عدم وجود تطبيق لها جعلها تفقد فاعليتها، فضلا عن ان عدم التزام الصيادين في فترة المنع الربيعي وهو وقت تكاثر الأسماك اثر بشكل مباشر على كمية الأسماك المتواجدة في الاهوار" وطالب الاسدي"الحكومة المركزية والمحلية بالتدخل بشكل كبير لحل هذه الأزمة قبل فوات الأوان" وكانت المنظمات البيئية ومراكز بحثية داخل البلاد وخارجها حذرت من مخاطر تفاقم ظاهرة صيد الاسماك باستعمال المبيدات التي برزت بشكل خاص بمناطق الاهوار الواقعة ضمن حدود ثلاث محافظات هي البصرة وذي قار وميسان. يذكر ان أنواع عديدة من الأسماك توجد في مياه الأهوار، وبكميات هائلة، مثل الشبوط والبني والغريب و الحريث المعروف بشوكته وسمك القط وغيره وانقرضت في هذه المنطقة 7 أنواع من الأسماك على الأقل بحسب مصادر الأمم المتحدة، كما تشتهر المنطقة بالضفادع والسلاحف.