تسعى الحكومة البريطانية خلال المرحلة المقبلة الى تطوير العلاقات التجارية والسياسية والعسكرية مع العراق من خلال اتفاقية شاملة على غرار الاتفاقية المؤمل ابرامها بين بغداد وواشنطن، وفي حين تستعرض قبل نهاية العام الحالي الوجود العسكري البريطاني في البصرة للبت في مسألة تخفيض قواتها من عدمه بحسب الظروف على ارض الواقع، تعتزم لندن تزويد القوات العراقية باسلحة متطورة.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية جون ويلكس في اتصال هاتفي مع "الصباح"، ان "الدور البريطاني في العراق لم يتغير ونركز بشكل كبير على العلاقات التجارية والاستثمارية في مختلف انحاء العراق دون الاقتصار على منطقة محددة".
ولفت ويلكس الى ان" المسؤولين البريطانيين سبق لهم التوقع بامكانية تخفيض عدد الجنود البريطانيين خلال السنة المقبلة حسبما تمليه الظروف وطلب الحكومة العراقية"، مستدركا بالقول انه" لا توجد لغاية الان اي خطة نهائية لاعادة انتشار القوات فالمهام الموكلة للقوات البريطانية هي تدريب وتاهيل الفرقة 14 من الجيش العراقي والقيام بالدوريات المكثفة في المناطق الحدودية والدعم اللوجستي للوحدات العراقية ".ويوجد نحو 4100 جندي بريطاني في قاعدة مطار البصرة، حيث يقومون بتدريب القوات العراقية هناك.
وكشف عن توجه الحكومة البريطانية الى "استعراض الوجود العسكري في العراق قبل بداية العام المقبل من خلال البحث في الافكار المطروحة بهذا الشان والتاكيد على التزام لندن بالدعم اللوجستي والعسكري لوحدات الجيش العراقي "، موضحا بالقول "سبق ان قلنا ان اي تطور في عدد القوات يعتمد على الوضع في الارض فبعد (صولة الفرسان) تباحثنا مع الحكومة العراقية حول الدور البريطاني وبعد النقاش، قررنا ان "عدد الجنود سيستمر ولن يتغير"، لكن نتوقع وجود فرصة لتخفيض عدد الجنود البريطانيين خلال السنة المقبلة بشكل تدريجي لا يؤثر على الوضع ".
واخبر براون البرلمان البريطاني تموز الماضي، أن لندن تخطط لما وصفه بـ " إحداث تغيير أساسي في طبيعة المهمة" مع نهاية العام لأربعة آلاف ومائة جندي من قواتها العسكرية الموجودة في العراق، ولم يعط براون أي مواعيد لجدول ثابت للانسحابات البريطانية، وترك الرقم مفتوحا لعدد القوّات التي ستعود إلى بريطانيا، لكنه قال حينها: ان تخفيض القوّات سيعتمد أيضا على "ما ينصحنا به قادتنا العسكريون على الأرض"عند اتخاذ قرارات مفصّلة بالموضوع، على حد قوله.وبخصوص ابرام اتفاقية مع العراق اكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية ان "حكومة بلاده تنتظر نهاية المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة، لان الاتفاقية البريطانية ستكون مشابهة للاتفاقية الاميركية فرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اكد مؤخرا سعي بريطانيا الى تطبيع العلاقات مع العراق والوصول الى اتفاقية شاملة"، منوها بان الاتفاقية مع العراق ستطرح اطارا للعلاقات على كافة المستويات سواء السياسية او التجارية او الثقافية".
ودخلت بغداد ولندن في مفاوضات قبل شهرين، لتوقيع مذكرة تفاهم لتنظيم تواجد القوات البريطانية في العراق، حيث جرت هذه المفاوضات في بريطانيا ثم في العراق، بعد ايام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني. وزاد ويلكس انها(الاتفاقية) ستبحث في الالتزامات العسكرية وتقديم السلاح المتطور للعراق، مؤكدا بالقول:"وبصورة ادق فالاتفاقية ستكون واحدة وشاملة وسيجري نقاش مستفيض بشانها وحول التعاون في جميع المجالات وهو ما تحرص بريطانيا على تحقيقه من خلال علاقات وثيقة مع العراق"، مشددا في الوقت نفسه على ان "لندن ستؤكد في بند من الاتفاقية دعمها وتأييدها للنظام الديمقراطي في العراق واسناد الحكومة العراقية.
https://telegram.me/buratha