جاء ذلك في الندوة التي أقامتها جمعية "الثقافة للجميع" إحدى منظمات المجتمع المدني لدراسة واقع مستقبل الأهوار في العراق، بحسب بيان صحفي صدر أمس، حيث أعرب في هذا السياق المتخصص بتأريخ الأهوار الدكتور سلمان عبد الواحد عن اعتقاده بأن الأهوار لن تعود كما كانت سابقا، عازيا ذلك الى أسباب قاهرة تعود إلى إصرار تركيا وإيران وسوريا على الاستمرار ببناء السدود على حوضي دجلة والفرات.وكانت تركيا قد أعلنت بداية ثمانينيات القرن الماضي عن نيتها المضي بمشروع لتشييد 22 سدا على حوض نهري دجلة والفرات لارواء مساحة تصل الى تسعة ملايين دونم فيما سيخرج من الرقعة الزراعية للعراق في الوقت ذاته مساحة تقترب من ثلاثة ملايين دونما، علاوة على مشاريع سوريا على حوض نهر الفرات التي بدأت في المدة نفسها، فيما كانت أيران قد قطعت قبل أشهر عديدة المياه عن 28 رافدا تزود نهر الزاب الاسفل بالمياه التي تزود بدورها، فضلا عن الزاب الاعلى وديالى والخابور والعظيم، حوض نهر دجلة بالمياه.وأضاف الدكتور عبد الواحد أن ما أسماه بعبث بعض الصيادين من القاطنين بمناطق الاهوار باتباعهم وسائل الصيد الممنوعة والمحرمة المتمثلة بالصيد بالكهرباء والسموم والمبيدات الزراعية التي تدمر كل الأحياء النباتية منها والحيوانية، تسهم بزيادة عوامل تدمير البيئة المائية في الاهوار بشكل متسارع يتوجب التدخل سريعا لايقافها، مقترحا سن قوانين بعقوبات رادعة تهدف لحماية ما تبقى من المياه والثروات السمكية والنباتية فيـها خـلال المـدة المقبـلة.من جهتها، شددت الاستاذة المساعدة في كلية العلوم بجامعة بغداد الدكتورة رغد السهيل على ضرورة وضع دراسة علمية حديثة لتحديد درجة التلوث البيئي، الذي يعد من أخطر العوامل على الواقع الأحيائي في مناطق الاهوار، كاشفة ان الدراسة العلمية النقدية المختصة بهذا الشأن غير موجودة وأن وجدت فهي ضعيفة وبحاجة إلى الاهتمام والمتابعة بغية تطويرها للإرتكاز على مضامينها مستقبلا من خلال توظيفها ضمن مشاريع تطوير وتنمية الاهوار، مطالبة بتشكيل لجنة متخصصة تدرس واقع حال الأهوار وبيئتها بشكل متزامن للخروج بنتائج مرضية تخدم عمليات التطوير التي ستعد تباعا.وكانت تقارير أعدتها منظمات تابعة للأمم المتحدة أشارت إلى أن قرابة 37 بالمائة من الأهوار عادت إلى حالتها الطبيعية، فيما كانت وزارة الموارد المائية قد أعلنت بداية العام الحالي عن وصول نسب الغمر في الاهوار الى ما يزيد على الـ45 بالمائة، فيما أطلقت الحكومة مشروعا لانعاش الأهوار بتخصيصات بلغت 150 مليون دولار.يشار الى أن الحكومة ومنذ بداية أعلان 2008 كعام جفاف في البلاد، بادرت بالاتصال على أعلى المستويات لاطلاق حصص أضافية في نهري دجلة والفرات تمثلت في رسائل من رئيس الوزراء نوري المالكي حملها وزير الموارد المائية الى نظيريه التركي والسوري قبل ما يقرب من أربعة أشهر تمخض عنها وعد قدم للعراق باتخاذ جميع الاجراءات التي من شأنها حل مشكلة الشحة المزمنة وبالتالي تجاوز اثارها التي وصلت الى تقليل المحافظات المشمولة بزراعة الشلب الى ثلاث محافظات بدلا من سبع، فضلا عن منع زراعة محصولي السمسم وزهرة الشمس تماما وعدم ادخال المساحات الزراعية محافظة ديالى ضمن خطط الاستزراع للعام الحالي، علاوة على حرمان مناطق زراعية واســعة من حصصــها المائية بسـبب ذلك.
https://telegram.me/buratha