بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَن تَرضَي عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَاريَ حَتَّي تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم، قُل إِنَّ هُدَي اللَهِ هُوَ الهُدَي) البقره: من الآية 120 صدق الله العلي العظيم
ايها المسلمون... ايها الاحرار في كل بقاع الارض.. يشاهد العالم أجمع و للاسبوع الثاني علي التوالي استمرار آلة القتل و التدمير تفتك بأبناء لبنان من جنوبه الي ضاحية الحرمان من بيروت امتدادا الي بقية المناطق، فيما نشهد صمتا مُريبا لمل يطلق عليه الضمير العالمي دون أدني تحسس إنساني أو أخلاقي أو تأثر وجداني أمام العدوان المستمر الذي أدي الي سقوط المئات من الضحايا التي لايزال بعضها تحت الركام، أو تلك التي تتقطع أوصالها في السيارات و في الطرقات و هي تحتمي من النار و الدمار دون أن يرف جفن أو تصدر صيحة، و هو ما يدل دلالة واضحه علي أن هذه الحرب المجنونة التي قد خُطط لها منذ أمد و التي تستهدف شعبا، و ليس فئة او جماعة، جريمته الوحيدة أنه ينتمي الي مدرسة أهل بيت العصمة و يتمسك بمقولة أبي الاحرار عليه السلام: و الله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، و لا أفر فرار العبيد.
هذه الحرب تحصل بمباركة و غطاء دولي ترعاه الدول المتغطرسة التي تحمل كل أحقاد يهود التاريخ بتأييد و دعم ممن اختاروا لأنفسهم أن يكونوا يهود هذه الامة. إن عبارات التنديد، و الادانة، والشجب، والاستنكار، ليس لها أثر عند ذوي الآذان الصمّاء من المخططين والمشاركين والمؤيدين والداعمين والمغطين والساكتين عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية، لأن هذه الدماء الزكية و حتي دماء الاطفال ليست بذات قيمة، بل يجب سفكها عند أحبار اليهود، و لا يجوز الدعاء لهم عند من يستبيحون دماء الشيعة كما في العراق و غيره ممن يدعي الانتماء الي الاسلام و هم أشد علينا من يهود أمة موسي. لذا ليس لنا إلا أن نمد أيدينا بالدعاء الي المولي القدير بأن يرحمَ تلك الضحايا البريئة برحمته الواسعة، ويربط علي قلوب الصامدين والمهجّرين والمجاهدين، و أن يخذل المعتدين والشامتين، إنه نعم المولي و نعم النصير. يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا و صَابِرُوا وَ رَابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ
قم المشرفة: في 23 جمادالثاني 1427
محمد صادق الحسيني الروحاني
https://telegram.me/buratha