شارك العشرات من المثقفين والادباء امس في موكب تشييع جثمان مستشار وزراة الثقافة كامل شياع الذي اغتيل ظهر امس الاول من قبل مسلحين مجهولين على طريق محمد القاسم السريع وسط بغداد. وانطلق موكب التشييع الذي ضم مسؤولين كباراً في الحكومة تقدمهم وزير العلوم والتكنلوجيا رائد فهمي من مبنى وزارة الثقافة في شارع فلسطين وحمل عدد من المثقفين جهات لم يسموها بالوقوف وراء اغتيال شياع لتعطيل مسيرة الثقافة العراقية.
وقال الشاعر ابراهيم الخياط "ان المثقفين تجمعوا حول جثمان شياع الذي كان يتمتع بشخصية ديناميكية كما تجمعوا حوله اثناء انعقاد مؤتمر المثقفين العراقيين في نيسان عام 2005 ". واضاف "كان الراحل قد نجح في استقطاب المثقفين العراقيين بمستوياتهم كافة واستطاع ان يكون حلقة الوصل بين مثقفي الداخل ومثقفي الخارج بين مثقفي القوميات ليس باعتبار مركزه بل باعتباره مثقفا عضويا".
فيما قال وزير العلوم والتكنلوجيا رائد فهمي "لم يكن لكامل شياع اي عداوات شخصية الا ربما تلك التي تستهدفه كمركز وموقع ونهج بالعمل لا اكثر من ذلك " .
من جانبه شدد الناطق باسم خطة فرض القانون تحسين الشيخلي على ان القوات الامنية ستقتص من الجهة التي تقف وراء اغتيال شياع مؤكدا ان عملية اغتياله تمت بواسطة اسلحة كاتمة للصوت. وفي غضون ذلك اعلن قائد عمليات الرصافة عبدالكريم عبد الرحمن عن اتخاذ اجراءات جديدة لتأمين طريق محمد القاسم على جانب الرصافة من بغداد تتمثل بنصب كاميرات مراقبة فضلا عن زيادة اعداد الدوريات المتحركة لاسيما ان هذا الطريق شهد خلال الفترة الماضية عمليات اغتيال متكررة.
ونعى رئيس الجمهورية جلال طالباني مستشار وزارة الثقافة كامل شياع. وقال في بيان رئاسي "منيت الثقافة العراقية بفاجعة أليمة بفقدان كامل شياع مستشار وزارة الثقافة الذي اغتالته يد الإرهاب الغادرة ". واضاف "إن هذه الجريمة النكراء تضاف إلى السجل الأسود لجرائم قوى الظلام التي تقوم بمحاولة يائسة و فاشلة لزعزعة الاستقرار في البلد مجدداً، و إعادة أجواء الخوف و الاضطراب إلى البلاد". ومضى الى القول "إلا أن شعبنا الذي كرس الشهيد كامل شياع حياته كلها لخدمته يقظ ومدرك لتلك الاغراض الدنيئة ولن يسمح للقتلة المأجورين ومن يقف وراءهم بالعبث من جديد بأمن و استقرار البلد، ومنعه من بناء صروحه الحضارية والثقافية". وفي الوقت الذي استنكر وادان فيه الرئيس طالباني هذه الجريمة البشعة دعا "الأجهزة المختصة إلى التحرك بسرعة للقبض على الجناة وسوقهم للقضاء".
والفقيد أحد الشخصيات الفكرية والثقافية المرموقة في العراق وله مساهمات بارزة في مجال البحث والرأي.. وقد عمل بتفان واخلاص من اجل اعادة بناء وزارة الثقافة على اسس جديدة مغايرة لثقافة الاستبداد السابقة وفي ظروف معقدة وبالغة الصعوبة وكان مثالا للمثقف الملتزم والمناضل الشجاع من أجل الحرية وبناء السلم الاهلي في العراق وانساناً في غاية الخلق الرفيع وطيبة القلب.
فأي دوافع شريرة وخسيسة وراء عملية الاغتيال هذه واي رسالة خطيرة يوجهها اولئك القتلة بهذا الفعل الغادر الذي يكشف عن طبيعة القوى التي تعمل ضد طموحات وامال الشعب في بناء حياته الحرة الامنة. والمجلس اذ يعزي عائلة الفقيد واصدقائه ومحبيه بهذا المصاب الاليم يطالب الاجهزة المختصة بملاحقة منفذي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للقضاء العادل. تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته.
وبدورها نعت جمعية التشكيليين العراقيين الراحل شياع، عادة اياه نبراسا واملا للفنانين التشكيليين، وقال في بيان لها: تنعى جمعية التشكيليين العراقيين الفقيد كامل شياع الذي طالته يد الارهاب والغدر. كان الراحل وعبر مسؤوليته في وزارة الثقافة نبراسا واملا للفنانين التشكيليين العراقيين عبر رعايته لهم واهتمامهم بتجاربهم وحضوره الدائم في انشطتهم. واذ يعزي الفنانون انفسهم بهذا المصاب الجلل لا يسعني الا ان اتقدم بأحر التعازي للمبدعين العراقيين واسرة الفقيد ونسأل الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته.
يشار الى ان شياع كان احد ابرز المطالبين ببناء حركة ثقافية جديدة في العراق وهو كاتب وباحث درس الفلسفة في بلجيكا ونال الماجستير عن اطروحته (اليوتيبيا كنقد عام) يوم كان معارضا للنظام البائد، قبل ان يعود الى العراق من منفاه الذي قضى فيه نحو 25 عاما ليعمل مستشاراً في وزارة الثقافة مع ثلاثة وزراء تعاقبوا على حمل حقيبتها وهو من مواليد الناصرية عام 1951 .
https://telegram.me/buratha
