بعقوبة - ديالى تايمز
استغل مسلحو القاعدة وتنظيم مسلح ارهابي جديد ينتحل اسم كتائب المصطفى ، انشغال قادة محافظة ديالى الحكوميين والامنيين بتداعيات حادث اقتحام مبان حكومية ،ومقتل موظف واعتقال مطلوب وفق مذكرة قضائية ، ليقدموا على ضرب عملية بشائر الخير في الصميم ضربة تضع مصداقية قادتها بعودة الالاف من المهجرين الى منازلهم ، في مهب الريح .
وبعد اقل من اسبوع على عودة 30 عائلة مهجرة الى منازلهم في بعقوبة ، رزموا امتعتهم البسيطة مرة اخرى وهذه المرة الى مهجر جديد على مشارف العاصمة بغداد.
المواطن نوري حسين احمد التميمي روى قصة الايام السبع التي قضتها هذه العوائل في جهنم حسب وصفه ، وقال " صدقنا دعودة قادة بشائر الخير للعائلات المهجرة بالعودة ، فرزمنا امتعتنا وعدنا في يوم 5 أب الجاري الى منطقتنا الشهيد وضاح في حي المعلمين غرب مدينة بعقوبة ، وتكامل عددنا في 12 منه ثم عدنا ادراجنا يوم 16 الماضي الى هذه الصحراء ننتظر رحمة الله بعدما نسانا اولى الامر منا ، حسب تعبيره .
واوضح التميمي " في ليلة اكتمالنا عملنا عشاء مشترك اجتمع فيه كل الاخوة وابناء العمومة وبعيد العشاء بقليل القى مسلحون مجهولون عبوة ناسفة شديدة الانفجار على الدار والحمد لله لم تسبب سوى بخدوش بسيطة ،مشيرا الى ان المسلح كان بالتاكيد من ابناء المنطقة مستدلاعلى استعجاله في القاء العبوة كيفا شاء واختفاءه بلمح البصر من الزقاق .
واورد التميمي عشرات من اساليب التعامل السلبي من المقيمين من جيرانهم خلال اسبوع موضحا ان اسلوب المقاطعة التي فرضها قريش على الرسول وقصة شعاب مكة تكررت معنا في بعقوبة ، فلا بيع ولا شراء معنا واطفال الحي امتنعوا من اللعب مع ابناءنا
شقيقه راضي حسين ، قال " بقينا نتغذى ونتعشى لمدة اسبوع على الارزاق الجافة التي اخذناها معنا ،فالبقال يرفض بيع الخضراوات والفاكهة لنا،مشيرا الى ان اصحاب الدكاين رفض بيع علبة سكائر لنا " عمي ماعندي جكاير ، روح جفينا شرك ،تره اذا عرفوا الجماعة راح ينسفوني وياكم " .
وحول تسائلنا عن موقف قيادة عمليات بشائر الخير ، قال بسخرية " اية بشائر اية قيادة ، ان ثلاث عائلات من اقرباء قائد العمليات علي غيدان العتبي رجعوا معنا ،موضحا ان ابناء عمة الفريق علي غيدان " شك المنشار" وهم محمد جابر عواد ثويني وكامل جابر عواد ثويني و عبد جابر عواد ثويني !، مزيدا بان العتبي لم يلقي القبض على غاصب منزله في بعقوبة الجديدة على الرغم من وجود مذكرة قبض اصولية ضده !!!، فعن اية بشائر تتحدث يا استاذ ، البشائر التي ستكسب مهجرينا وقاتلي ابناءنا الشرعية !
شهود عيان اكدوا منتصف الاسبوع الماضي على عودة " اصحاب الكليتات السوداء " وعبارات التهديد للمهجرين العائدين ، والتمجيد بالجماعات المسلحة الى الازقة والاحياء الداخلية لمدينة بعقوبة ، على الرغم من الانتشار الواسع لقطعات الشرطة والجيش العراقي المشاركة في عملية بشائر الخير المتواصلة منذ 29 تموز الماضي ، مشيرين الى قوات الشرطة تجاهد بازالتها كل صباح لتظهر بعد الظهر مرة اخرى .
مراسلنا تجول في المنازل الخربة وسط حقول الاشواك والعاقول قرب قرية الاصلاح في منطقة بوب الشام ، والتي حط هولاء المهجرون مرة ثانية رحالهم فيها، فلا وجود للكهرباء والماء والمواصلات ، ولا اغاثات ولا مساعدات ،بينما وزارة الهجرة والمهجرين تتحدث عن اليات جديدة ، والمحافظة ومسؤوليها مشغولون بقضية مطلوب القي القبض عليه وفق مذكرة قضائية اصولية.
المتحدث المخول باسم اللجان الشعبية ليث الدايني " ابو بسم الله " قال ان ظاهرة اطلاق النار العشوائي و انفجار العبوات الناسفة الى احياء بعقوبة التي تقلصت الى حدود كبيرة نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي ، عادت مرة اخرى لتسمع بوضوح ، في مناطق ال160 والفلكة الاخيرة ومحطة غاز مناتي والضباط ومحيط مسجد الانفال ومدرسة سوريا وحي المعلمين والمفرق والكاطون التي تعج بمسلحي القاعدة ، و تفتقد الى مركز امني او مركز شرطة ، وحتى دوريات الشرطة والجيش مازالت تخشى وتتحاشى المرور فيها ،فضلا عن سحب نقاط السيطرة منها .
عضو في مجلس محافظة ديالى وصف اجراءات عملية بشائر الخير في هذه المناطق بانها اسقاط فرض ومرور الكرام ليس الا ، حسب تعبيره ، معبرا عن قلقه لعدم وجود إستراتجية واضحة للقوات الامنية في تامين احياء بعقوبة التي تزعم تطهيرها 100% ،مضيفا أن تنظيما مسلحا جديدا لانعرفه من قبل يطلق على نفسه اسم "كتائب المصطفى" نشط اخيرا على منع العوائل المهجرة من العودة إلى منازلها في بعقوبة، متخذا ذات اساليب تنظيمات القاعدة المعروفة، مشددا على ان اعادة تهجير العائلات العائدة تعد ضربة قاصمة لعملية بشائر الخير ومؤشر اساسي على فشلها في تحقيق اهم اهدافها التي اعلن عنها قائدها في اليوم الاول من بدءها والمتمثلة بعودة العائلات المهجرة الى منازلهم .
وحذر العضو " ان عدم عودة العائلات المهجرة الشيعية الى بعقوبة ،اخذ يتفاعل سلبيا بدرجات كبيرة واسهم في عودة الاحتقان المذهبي ، مما يفتح الابواب على مصراعيها لموجة تهجير مماثلة في المناطق الشيعية التي استقبلت عائلات سنية في الفترة الماضية .
مهجرون عديدون جاءوا لمراقبة الاوضاع العامة و تفقد منازلهم في تلك الاحياء ، اكدوا ان دورهم مغتصبة من قبل مسلحين مطلوبين في مناطقهم الاصلية اوعوائل لاتملك منازل من الاصل ، فاستغلوا موجة التهجير وزعموا بانهم مهجرين بتواطؤ من المسلحين مقابل مبالغ مالية ثابتة واتاوات ،موضحين ان اغلب العائلات التي شاهدناها في منازل المهجرين المغتصبة هم من سكنة الضلوعية والطارمية و سامراء وبيجي والفلوجة وابو غريب و الرمادي وبغداد واطراف بني سعد وبلدروز ، فضلا عن انشطار العائلات الكبيرة وتشضيها الى عائلات صغيرة عديدة مستغلة خلو منازلنا في تحسين اوضاعهم وحل مشكلاتهم العائلية على حسابنا".
يذكر ان قائد عمليات بشائر الخير الفريق الركن علي غيدان العتبي"من ابناء بعقوبة " قال في وقت سابق بان اكثر من الف عائلة مهجرة عادت الى محافظة ديالى ، فيما زادها مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية ومدير شرطة المحافظة بالوكالة الللواء عبد الكريم خلف الى 3 الالاف .
https://telegram.me/buratha
