اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم في مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن الزاملي . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم (( وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون )) .
ثم تحدث سماحته قائلا : عن امير المؤمنين علي (ع) . (( اعلموا رحمكم الله .. انكم في زمان القائل فيه بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل . واللازم للحق ذليل . اهله معتكفون على العصيان . مصطلحون على الاذهان . فتاهم عارم . وشائبهم آثم . وعالمهم منافق . وقارؤهم مماذق . لايعظم صغيرهم كبيرهم . ولايعول غنيهم فقيرهم .)) .
وقال عليه السلام .. (( وانه سياتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء اخفى من الحق ولا اظهر من الباطل ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله . ولا في البلاد شيء انكر من المعروف ولا اعرف من المنكر )) .
فالامراض التي تصيب المجتمع وانقلاب الموازين ويرى الحق باطلا والمعروف منكرا .. وبالتالي اشاعة الفساد وغياب الفضيلة وانتشار الرذيلة .
هنا نجد بالمقابل ان الاسلام يملك القلوب ويبث في كل مكان انوار العلم والحرية ويبسط ظلاله على اقوام جدد بالثقافة والعلوم والقيم والاخلاق . لكننا نجد ان في هذه القرون الاخيرة ان الاسلام اخذ بالخمول والبطئ بعد التقدم في سنينه الاولى ويرجع ذلك كله لعدة اسباب منها (( الفرقة . التشتيت . الضعف . النفاق . حب الدنيا والذات )) . وقد كثرت الذنوب والمعاصي .. فالمجتمع الاسلامي والمجتمع العراقي تحديدا يحتاج الى ثورة وصحوة لاعادة القيم بعد ان شاع .. الكذب والخداع والنفاق والدجل والتزوير للحقائق والغش والسرقة والبخس في الميزان واكل الحرام والفعل الحرام والفساد وانتهاك الحرمات . وهذ الثورة او الصحوة تاتي من خلال نشر الفضيلة واشاعة القيم والتصدي للفساد وتهذيب النفس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بين اوساط المجتمع العراقي وبين المؤسسات الطلابية من جامعات وغيرها والتي كثر فيها الفساد . فهذا تكليف شرعي تقع مسؤوليه على الجميع لنشر الفكر الاسلامي الصحيح والتعاليم السماوية والاصلاح ..
اما في خطبته الثانية فقد تحدث سماحته قائلا : ان المعانات والمشكلات والتخريب والفساد وهدر الاموال والتاخر في بناء البلد وحل المشكلات كلها ناشئة من قضية اخلاقية وهي (( الخيانة )) .
ففي الاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (( يا ايها الذيت آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون )) .
نهيا واحدا متعلقا بنوع خيانة هي خيانة الله ورسوله وهي بعينها خيانة لامانة المؤمنين .. فخيانة الدين وخيانة الوطن وخيانة المجتمع تعود بالتالي على نفس الخائن .
وقد تطرق سماحته ايضا الى قضية الشعب العراقي متسائلا : ماذا يعاني اليوم العراق وشعبه ؟ وماهي الاسباب واين يكمن السر والداء ؟ وماهو الدواء ؟ والعراق اليوم في اي خانة نصنفه من اصناف الخيانة والسرقة والغش والخديعة . فالكل يصرخ وينادي من آفة الفساد الاداري . اليس الفساد هو خيانة بعينها ؟ لاشك ان في العراق رجال مخلصون وعاملون وصادقون واوفياء للشعب وللوطن وهمهم خدمة الشعب وبناء الوطن ولكنهم قلة ممن تبوأوا مواقع في الدولة على مختلف مراتبها . لكن في المقابل هناك اكثر منهم مفسدون ومخربون ومهدمون وخونة !! فعلى الشعب ان يعرف من هؤلاء ؟ وعلينا ان نكشف هؤلاء ونبرز المقياس والمعيار الذي من خلاله يتم التمييز . وبالتالي ينبغي ان يضع القانون الجزائي ويطبق والذي يعبر عنه ونسميه بقانون (( العقاب والثواب )) .
هناك امور كثيرة تجري في العراق منها . عدم الالتزام والوفاء بالعهود والمواثيق وهذا يعتبر خيانة وهو يسبب فساد ايضا . والامر الاخر عدم الالتزام بالدستور وخرق القانون وهذا خيانة للامة . عدم حفظ المصالح العليا للشعب وللوطن وهذا خيانة عدم تنفيذ القرارات الصادرة التي تصب في حفظ النظام والمصلحة وهي خيانة . عدم حفظ ثروات البلد والمال العام والتبذير وصرفها في غير موردها هو خيانة كبرى ايضا عدم تنفيذ المشاريع في موعدها المقرر بلا سبب خيانة . تعطيل عجلة الاعمار والبناء خيانة . الاخلال بالشروط والالتزامات والمواصفات خيانة . استخدام الممتلكات والثروات والمال العام لغير الصالح العام وانما للامور الشخصية او الحزبية او القومية او الطائفية خيانة . عدم توفي الخدمات للمواطنين بشكل متعمد يعتبر خيانة . تسخير وتوظيف المواقع الحكومية لمصالح حزبية او فئوية او طائفية خيانة . وهناك امور كثيرة تدل على الخيانة وهي خيانة الامانة المتمثلة بالشعب .
هذا وفي جانب آخر طالب سماحة السيد الزاملي باعادة فتح ملفات التحقيق الخاصة بمحافظي الديوانية والسماوة . لان هناك جنات حقيقيون مازالوا يسرحون ويمرحون وهناك عوائل لهؤلاء الشهداء تريد وتطالب بان ياخذ حقها من الجنات .
وانتقد سماحته ايضا اعضاء مجلس النواب الذين يمثلون المحافظات لعدم المطالبة بحقوق ابناء محافظاتهم من المستضعفين والفقراء وممن انتخبوهم ليحقوا لهم حقهم .
https://telegram.me/buratha