أقرت وزارة الموارد المائية أربعة مشاريع ستنفذ بشكل متزامن في بحيرة "الدلمج" الواقعة بين محافظتي ذي قار وواسط والهادفة لحماية المنطقة بأسرها من خطر الفيضان، ضمن أعمال تأهيل وتهيئة حوض المصب العام المزمع افتتاح محطته في مدينة الناصرية خلال الشهر الحالي
وقال مدير المديرية العامة التابعة للوزارة فؤاد عبد الحسين بتصريح خاص لـ"الصباح" ان المشاريع الاربعة المذكورة، مدرجة ضمن تشغيل مشروع المصب العام الهادف لانقاذ ملايين الدونمات الزراعية في محافظات الجنوب بأسرها من مشكلة ارتفاع نسب الملوحة المبتلاة بها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود وأخرجت بسببها تلك المساحات من خطط الاستزراع طوال المدة الماضية حتى الان، منوها بان مشاريع وصفها بالستراتيجية والواعدة للاستصلاح بتسع محافظات متوقفة نتيجة عدم تنفيذ مشروع المصب العام حتى الآن، مشيرا الى أن المشروع الاول يتضمن عمليات اكساء وتبطين بحيرة الدلمج بطبقة من القير السيالي بطول 25 كيلومترا والمواجهة للمياه للمحافظة على السداد الترابية المحيطة بالبحيرة، فيما يشتمل الثاني على تجهيز وفرش طبقة من السبيس بسمك 15 سنتمترا على شكل "ستوكات" وفرشـه على ظهـر السـداد ولمـسافة 30 كيلومترا.
وأضاف أن المشروع الثالث يتضمن تشييد جسر على حوض المصب العام في الكيلومتر 330 بطول 85 مترا وعرض سبعة أمتار ويتحمل أوزاناً لاتقل عن 20 طنا، مبينا أنه تم اجراء المسوحات الاولية واعداد التصاميم والمخططات التفصيلية وبموجب المواصفات التي يتوجب أن تصادق عليها الهيئة العامة للطرق والجسور، فيما يتضمن الرابع تعريض وتعلية السداد في شط البصرة بهدف استيعاب كميات المياه الواردة من المصب العام القادمة من محطة ضخه في مدينة الناصرية والى الخليج العربي، وللمسافة الممتدة من الكيلو 22 ولغاية الكيلو 30. عبد الحسين تحدث أيضا عن المشاريع التي أنجزت خلال الفترة الماضية في القطاع ذاته قائلا: انها تتضمن انجاز طريق مفروش بالسبيس الى بحيرة الدلمج بطول 27 كيلومتر بهدف تأمين الوصول الى البحيرة أثناء هطول الامطار في فصل الشتاء، علاوة على اكمال جميع أعمال تأهيل البحيرة وتحويلها من منخفض الى بحيرة بهدف خزن مياه المصب العام من خلال انشاء سداد بطول 72 كيلومترا منها 57 كيلومترا مبطنة بالاسفلت وبعرض عشرة أمتار وبمحيط 200 كيلومتر حول البحيرة، وهو ما وسع من استيعاب حجم الخزن لها ليصل الى 700 مليون متر مكعب، فضلا عن تشييد ناظمين أحدهما للتغذية والاخر للتفريغ يتم تشغيلهما حاليا وعلى وفق الاحتياج والوضع المائي في المنطقة. وكان وزير الموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد قد أعلن خلال مؤتمر صحفي في شباط الماضي، أن الوزارة أنجزت جميع استعداداتها للتشغيل التجريبي لمحطة ضخ المصب العام في الناصرية بمحافظة ذي قار في شهر آب الحالي.
يشار الى أن محطة ضخ المصب العام ستعمل حال انجازها، على سحب مياه البزل القادمة من جميع محافظات الجنوب في المصب العام وضخها لتمر عبر فتحات السايفون الثلاثة تحت نهر الفرات الى عمود المصب العام ومن ثم يكمل طريقه الى الخليج العربي مرورا بمحافظة البصرة، وعدت الاضخم في الشرق الأوسط بقدرة مضخاتها البالغة 220 مترا مكعبا في الثانية وبكلفة 22 مليار دينار.
ومن الجدير بالذكر أن مشروع مضخة المصب العام كان قد باشرت به ملاكات الوزارة بالتعاون مع احدى الشركات البرازيلية مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتوقفت فيه الاعمال نتيجة الحروب ما بين عامي 1980 و1988 وعامي 1991 و 2003.
https://telegram.me/buratha
