من ناحية أخرى، أفاد مسؤول أميركي لم تذكر الوكالة اسمه، أن تقدما طرأ فيما يتعلق بتحديد أطر زمنية لمغادرة القوات الأميركية، غير أنه لم يشر إلى أية مواعيد محددة، بسبب العقدة التي ما زالت مستعصية حول منح الحصانة القضائية للقوات الأميركية. ونسبت الوكالة إلى مسؤول أميركي آخر قوله، إن وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس ورئيس الوزراء نوري المالكي أجريا مساء الأربعاء حديثا هاتفيا مطولا، وخاضا نقاشات وصفها بالصعبة جدا.
وأكد المسؤول أن رايس طالبت خلال الحديث، القادة العراقيين بإبداء المزيد من المرونة وبالتحديد ما يخص موضوع إعطاء الحصانة القانونية للقوات الأميركية في العراق، ولم يشر المسؤول إلى مدة المكالمة لكنه أكد أنها لم تكن قصيرة وشابتها فترات من التوتر الشديد.
وقال مسؤول عراقي آخر لم تشر الوكالة إلى اسمه، إن موضوع الحصانة يمكن أن يطيح بالاتفاقية كلها واصفا إياه بحقل ألغام خاصة وأن الطرفين متشبثان بموقفهما. وأضاف المسؤول أن كبير المفاوضين الأميركيين السفير ديفيد ساترفيلد، أخبره أن موضوع الحصانة للجنود الأميركيين هو بمثابة "خط أحمر "للولايات المتحدة، فأجابه المسؤول العراقي أنه خط أحمر لبغداد أيضا.
وشدد المسؤول على أن الجانب العراقي مستعد لإعطاء حصانة للجنود الأميركيين عندما يرتكبون أمرا داخل قواعدهم العسكرية وأثناء تنفيذ مهماتهم القتالية، ولكن ليس مستعدا لإعطائهم حصانة كاملة وشاملة وعامة من القضاء العراقي.
ويرغب العراقيون أيضا أن تقوم القوات الأميركية بتسليمهم أي عراقي يقومون باحتجازه، فيما يصر الأميركيون على أن يكون هؤلاء المحتجزون "جاهزون" للتسليم وهذا ما يفسره العراقيون برغبة الأميركيين باستجواب هؤلاء المحتجزين قبل تسليمهم.
وفيما تواجه الاتفاقية الأمنية مثل هذه العقبات فإن إدارة الرئيس بوش بدأت تفقد صبرها مع العراقيين، حسبما تقول الأسوشيتد برس، خاصة وأن الطرفين كانا يودان الانتهاء منها والتوقيع عليها نهاية شهر تموز/ يوليو المنصرم.وتستشهد الوكالة بمسؤول أميركي آخر قال لها إن واشنطن تتفهم أن مسألة السيادة قضية مهمة جدا بالنسبة للعراقيين ولكن الأميركيين نفد صبرهم.
من جانبها رفضت ميريمبي نانغتونغو المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد التعليق على تفاصيل المفاوضات، مؤكدة أنها تجري في أجواء بناءة مبنية على الاحترام الكامل للسيادة العراقية.
https://telegram.me/buratha