مـــــــــــا شــــــــاء الله ما هذه الوجوه المنورة
"أخبار البصرة" نيويورك (نيو يورك تايمز) - مع تصاعد وتيرة أعمال العنف الطائفي في العراق، يلاحظ وعلى نطاق واسع حصول تبدل جوهري في أوساط السياسيين ورجال الدين السنة فيما يتعلق بالموقف من وجود القوات متعددة الجنسيات اذ اصبحت تطالب ببقائها بل وزيادة حجمها. وأوضحت صحيفة New York Times في عددها الصادر اليوم أن زعماء السنة السياسيين والدينيين وبعد أن كانوا يعارضون وجود تلك القوات محرضين على محاربتها، انتقلوا ليصبحوا من أكثر الأطراف مطالبة بابقائها تحت ذريعة توفير الحماية للسنة من هجمات الميليشيات الشيعية والأجهزة الأمنية الحكومية التي يسيطر عليها الشيعة. وتشير الصحيفة الى أن ذلك الموقف أخذ في التبلور منذ اندلاع أعمال العنف الطائفي في أعقاب تفجير مرقدي الإمامين العسكرييْن في سامراء في شهر شباط فبراير الماضي الا أنه تجسد بوضوح أخيرا إثر ما وصفتها الصحيفة بأعمال قتل في وضح النهار استهدفت السنة في الاحياء المختلطة في بغداد ومدن أخرى في وسط العراق. وتنسب الصحيفة الى دبلوماسي أميركي لم تذكر اسمه قوله أن السنة العراقيين باتوا ينظرون الى الولايات المتحدة باعتبارها حائلا أمام ما تقوم به ايران في العراق، مضيفا أن زعماء من السنة أبلغوا مسؤولين أميركيين بوجهة نظرهم تلك في اجتماعات رسمية عقدت بين الجانبين في بغداد خلال الاسابيع القليلة الماضية. وتصف الصحيفة التغيير في الموقف السني بأنه من بين أهم التحولات منذ بدء الحرب التي أدت الى الاطاحة بنظام صدام حسين، وهو أمر قد يؤثر على خطط البيت الابيض المتعلقة بتقليص حجم القوات الاميركية، كما أنه قد يساعد على فتح قنوات حوار بين الاميركيين والجماعات المسلحة. غير أن New York Times تلفت الى أن خطوة من ذلك النوع قد تؤدي الى استفزاز الشيعة الذين قالت انهم تعرضوا الى قمع وحشي على أيدي السنة طوال عقود من الزمن، مشيرة الى أن بوادر تململ شيعي قد لاحت في الأفق- بحسب تعبير الصحيفة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الزعماء السنة العراقيين غيروا موقفهم المعارض لوجود القوات الاميركية حتى اصبحوا اليوم من اشد المطالبين ببقائها بل وزيادة حجمها. وأشارت الى أن الحزب الاسلامي كان وقبل عام مضى يطالب بالرحيل الفوري للقوات الاميركية. غير أن زعيم الحزب طارق الهاشمي الذي وصفته الصحيفة بالعربي السني المتشدد وأحد نائبي الرئيس رفض رحيل القوات الاجنبية قائلا ان الوضع قد اختلف، وان مغادرة القوات الاجنبية ستترك البلد في فراغ أمني ما يؤدي من دون أدنى شك الى الدخول في مرحلة الحرب الأهلية. وتابعت الصحيفة أن السفير الاميركي زلماي خليلزاد كان في مقدمة المسؤولين الاميركيين الذين عملوا على اقناع السنة بدخول العملية السياسية، مشيرة الى أن جزء من الاتفاق معهم كان يتعلق بالقضاء على الميليشيات الشيعية والدفع باتجاه العفو عن بعض الجماعات المسلحة - بحسب الصحيفة. ونسبت الصحيفة الى عمر الجبوري المسؤول عن حقوق الانسان في الحزب الاسلامي قوله ان الجرائم التي ارتكبها الاميركيون لا تمثل سوى جزء لا يتعدى الواحد في المئة مما تفعله الميليشيات الشيعية - على حد تعبير الجبوري. وأعرب عن الرغبة بزيادة حجم القوات الاميركية في العراق وذلك من أجل السيطرة على الوضع.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha